الاثنين، 10 مارس 2014

قيمة الانسان في الحضارات




تسعى الامم للحفاظ على موروثها الحضاري والثقافي والديني ؛لانه يشكل جزء من هويتها وعمقها الزمني ؛لان طبيعة المجتمعات البشرية تجعل هذا الموروث مستودعا تختزن فيه تجارب الامم الماضية .فأي مجتمع بشري يستحيل ان يبدأمن الصفر..وهنا نسلط الضوء على البعد الانساني في الموروث الحضاري العمراني ؛حيث يمثل الانسان الركن الاساسي لهذاالعمران والبناء ..فهل اعطي العامل الاجر الكافي مقابل قيمة وجهدعمله؟ام انه كان يعمل من اجل سد رمقه فقط ..وتنعم الطبقة الحاكمة بالثراء والترف؟أم انه كان يعمل بالسخرة والاضطهاد..وتلوى السياط على جلودالعبيدلتنقل الاطنان من الصخورفتزهق الارواح والانفس لالشئ الا لنشوة حاكم مستجيب لغرائزه وملذاته متمردا على القيم الانسانية النبيلة.ماقيمة الانسان وفلسفته ؟ماذايمثل الانسان في نظرالحاكم ومابعده القيمي؟
نحن نثمن ونحتفظ ونقيم هذا الارث الحضاري العمراني الآن؛لأنه اصبح تراث مشترك لأبناء البلد الذي انشأ فيه ..ولكنه حين انشأ هل كان الحاكم يفكربكونه ملك لابناء مملكته ؟
لنقرأهذاالبعد والجهة الانسانية لهذا الموروث في تلك العهود القديمة ..ولنتمعن في اسباب افول وموت تلك الحضارات ..فالبحث والتنقيب من هذه الجهة ليس ترفا فكريا بل نحن بأمس الحاجة له الآن ..لقددعانا القرآن الكريم _وهومصدرمن مصادرنا المعرفية وراسم الكثير من رؤآنا الكونية_الى التأمل والتمعن في قصص الماضين. قال تعالى :(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) وتوجدآيات اخرى في هذا الصدد.ان الحوادث التي جرت على السابقين عبرة للاحقين .وان الخروج عن الفطرة الانسانية وظلم الانسان لاخيه الانسان يشكلان المعلم البارزلموت الكثيرمن الحضارات والثقافات.ومن الواضح أن الاعتباروالاتعاظ بما جرى على الامم والمجتمعات السابقة لايكون نافعا ومؤثرالااذا كانت جهة اشتراك في السنن والقوانين الجارية على ابناء البشركافة؛والالوكانت الظاهرة التاريخية السابقة ظاهرة منحصرة بفرد وغيرقابلة للتطبيق والتكرارفي جميع الاحوال والاوضاع التاريخية فأي نفع يعود علينا نحن المتأخرين عنها لدراستها؟!لقدوردت في القرآن الكريم مفردة (سيروا،فسيروا،يسيروا في الارض)في مجموعة من الآيات والتي تشير في الاصطلاح القرآني الى التفكروالتأمل في الوقائع والحوادث الماضية واخذالعبرة والاعتباروعدم تكرارمااقدمت عليه الامم السابقة من ظلم وقتل وتعذيب للانسان فلاتستثني السنن الكونية أحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق