الثلاثاء، 12 يوليو 2016

اشكالية منهجية في عملية النقد والتحليل ..اخفاء بعض الزوايا.

في عملية النقد والتحليل هنالك مجموعة من الزوايا ينبغي على الباحث والناقد ان يأخذها بعين الإعتبار..ولكن في مجال اعمال النظر والتطبيق قد يُركز على محور وزاوية  ويهمل الباقي ..وذلك اما لعدم مُلاحظته اياها او انه يُرتبها برتب مُتدنية في الإستحقاق الترابطي لهيكلية التحليل والنقد.. مما قد يؤدي لفقد النتائج المترتبة عليها ..وفي مجال التطبيق لهذه الإشكالية ما يقع فيه الناقد والباحث في الشأن الديني فيقع في الخلط لعدم وضوح الرؤية لِما ذكرناه .
وهنالك اشكال اخر يٌُسجل على من يقرأ الشأن السياسي ..فعملية النقد والتحليل تخضع لحجم الرؤية التي يلحظها  بموجب الأدوات المستعملة فالمساحة التي يُمارس فيها حفرياته وتحليله لها دور كبير في وضوح الرؤية والخروج بنتائج قد تكون مُطابقة للواقع ..فمن يلحظ صغر المساحة في عملية الاشتغال والتحليل يقينا ستختلف استنتاجاته وتشخيصه لمفاصل الخلل  والقراءة عمن تكون مساحته التحليلة اكبر ..حيث ستدخل في القراءة معطيات اكثر.

العامل النفسي ..هل يؤثر على مدركات العقل للمعصوم ؟السيدة مريم انموذجا.

 تناولت الآيات الشريفة من سورة مريم من الآية 16-21الدور والتكليف الملقى عليها بحمل السيد المسيح ع عن طريقة المعجزة والخرق للنواميس الطبيعية والسيدة العذراء مقامها المعرفي والتوحيدي في قمة الرقي ..حيث تشيرالى ذلك بعض الآيات الشريفة من ان زكريا كان مستغرب من المائدة التي كانت تاتيها وهو مايستظهر من الآية 37 ال عمران .
وبعد اتمام عملية الحمل ووصوله للوضع والمخاض ماذا قالت عليها السلام (قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) مريم 23..مقتضى العقل والمقام المعرفي لها ان تسلم لهذا الأمرمن التكليف والرسالة المكلفة بحملها بموجب ما جاء من الآيات المتقدمة..ولكن الجانب النفسي والشعور بالخوف والقلق من قبل ما ستلاقيه من عمومتها دفعها لهذا القول.
السؤال :لماذا الله تعالى نقل لنا هذا الخطاب علما انها انتبذت به مكانا قصيا وكانت بمفرها؟ وماهي الحكمة من ذلك؟
وهل المولى تعالى اعترض على قولها هذا ؟
 وفي مقام الجواب والإستظهارمن الآية الشريفة والخطاب القراني والذي جاءت عن لسان مريم  عليها السلام ..وعدم الذم لها يدل ان هنالك مساحة للعواطف والمشاعر تفوق وتدفع وتعزل مدركاتنا العقلية في كثير من الأحيان.

ولايقتصر هذا المورد بما ذكره القران الكريم حول السيدة مريم ..بل ما تناولته الآيات الشريفة حول طلب ابراهيم عملية احياء الموتى ..على الرغم من انه من الناحية العقلية في تمام التسليم والايمان بقدرة الخالق لأنه من اولي العزم.