الخميس، 9 أكتوبر 2014

(حقوق الحيوان ..بين العقلاء ومرادات الشريعة الأسلامية )


ليس من الترف الفكري أو السلوكي أن تطرح في الغرب  لائحة(حقوق الحيوان) لأن ملف حقوق الإنسان قد اُغلق منذ زمن بعيد ..أما في بلاد العرب والمسلمين فمن المعيب أن نذكر ونتناول حقوق الحيوان ..لأن الإنسان وهو اشرف الموجودات على الأرض يباح دمه وبأتفه الأثمان والفلوس ..ولكن لمناسبة يوم غدٍ احببت الإشارة حيث يصادف اليوم العاشر من ذي الحجة والذي  سيباشر الكثير من المسلمين فيه بذبح الأضاحي .. ومع هذا اليوم تتعالى بعض الأصوات في الغرب مطالبة بالكف عن هذه العقوبة الجماعية للحيوانات ..
السؤال: هل يوجد من علماء مدرسة أهل البيت من تناول هذه المسألة (حقوق الحيوان) ؟
وهل هذه الصيحات مخالفة للمتبنى العقلائي الموضوعي ؟
سنتناول على نحو الإجمال والإختصارمن علماء مدرسة أهل البيت (ع)علمين  ممن تناولوا هذه المسألة في طيات بحثهم الفقهي والأصولي ..
وهما المحقق الحلي صاحب كتاب شرائع الإسلام والمتوفي عام  676ه.. والثاني السيد الشهيد محمد باقر الصدر المتوفي عام 1980م.
تناول المحقق صاحب كتاب شرائع الإسلام في الجزء الرابع من كتابه احكام الذباحة ص184المسألة التالية ..
(الثاني :الحشرات كالفأرة وابن عرس والضب .ففي وقوع الذكاة عليهما تردد اشبهه انه لايقع) ..فالمحقق (قدس سره) بعد تردده بالإفتاء ذهب لعدم وقوعها ؛لأن دليل الأصل بالجواز المستند لطهارتها فتقع عليها الذكاة هذا من جهة.ومن جهة اُخرى وهو عدم وقوع التذكية والذبح عليها ؛لأن ذبح الحيوان محضور إلا بالشرع لما في عملية الذبح من تعذيب له وهذا التعذيب مستقبح شرعاً ..فرجح المحقق الحلي الدليل الثاني بعدم وقوع التذكية عليها والتي يستفاد منها لغرض منافع اُخرى غير أكل لحمها لأن اكل لحوم هذه الحيوانات محرم .وتذكية الحيوان لا تقتصر على أكل الحم فقط بل بعض الحيوانات ممن تقبل التذكية ولكن لمنافع غير أكل الحم كالإستفادة من جلودها وبعض اعضائها والتي يطلق عليها ما تحله الحياة .
أما ما تناوله عملاق الفكر والأصول السيد الشهيد محمد باقر الصدر في بحثه الأصولي تقريرالشيخ حسن عبد الساتر الجزء 11ص333مبحث أصالة عدم التذكية عند الشك فيها حيث قال (قدس سره)..
(الاحتمال الأول: ...ولا يبعد أن يستفاد من الأدلة حرمة كل تعذيب للحيوان بإستثناء التعذيب الذي رخص به وهو الواقع في طريق الذبح لإستعماله في اغراض عقلائية ) .

إذن نصل إلى نتيجة مفادها وعلى ما تقدم من العلمين المحقق الحلي والشهيد الصدر (رحمهما الله )أن الشريعة تستقبح التعذيب للحيوان حتى عملية الذبح المتعارفة ولكن للدليل الشرعي لترتب منافع عقلائية على عملية التذكية بالذبح أو بغيرها يرتفع هذا القبح الشرعي للمجوز الشرعي .

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

هل تكلم فقهاء الشيعة اكثر من الانبياء ..ولماذا؟


ادرك العقل أن لهذا الكون خالق ..وهومما تجب طاعته ..وادرك العقل ايضاً ان له اوامر ونواهي..فأوامره ونواهيه يبلغها انبيائه ورسله والأوصياء من بعدهم.
في زمان وجود النبي والرسول (ص) اوحضورالامام المعصوم (ع)لايحتاج الى عناء البحث  لتشخيص ومعرفة الحكم  الشرعي؛ لأنه واضح ينقله النبي او الرسول او الامام المعصوم –بناء على مدرسة اهل البيت ع-..وهذا الحكم الشرعي مطابق للواقع ونفس الامرالمراد من الله تعالى ؛لأنهم يخبرون عن احكام الله الواقعية ولامساحة للإجتهاد هنا ..وهذه عقيدتنا فيهم.
اما في الغيبة الكبرى .. ..فمصادر معرفة الحكم الشرعي هي الكتاب والسنة اما العقل والاجماع فهما كاشفين عن الكتاب والسنة -على نظر اكابر علمائنا- .فحتياجنا الى المتخصصين في معرفة الحكم الشرعي من الكتاب والسنة مما يوافق عمل وذوق وسيرة العقلاء من الرجوع الى اهل الخبرة ..وعلى ما ينقل عن اكابرعلماء مدرسة أهل البيت ان نسبة الاوامر الظاهرية في الشريعة  من كتاب وسنة تبلغ 95%..وهذه الظهورات هي محل الخلاف ويكثرفيها الاجتهاد ..والسبب ان الظهور امر وجداني يختلف عند اهل التخصص من شخص الى آخر.فالفقيه حين يتعامل مع الرواية ليثبت الحجية لها- تعذيراً أوتنجيزاً - ليس تمام  الملاك فيها حمل اللفظ على المعنى الموضوع له أوما يسمى في علم الاصول بالدلالة التصورية اوما يُعبرعنه بالمدلول اللغوي ولايعني بالضرورة أن يكون متطابقاً- المدلول اللغوي - مع المراد الجدي للمتكلم لأنه يعبر - المدلول اللغوي – عن علاقة ناشئة بين اللفظ والمعنى اللغوي ولايعبرعن علاقة بين الوضع والمدلول التصديقي ..
إنما الصحيح أن الحجية مرجعها على وجوب حمل اللفظ على المعنى الظاهر المتعين بلحاظ مجموع نكات الكلام وخصوصياته بما فيها الوضع - حمل اللفظ على المعنى – فالوضع  يكون ملحوظا في ضمن القرائن وتسمى هذه الدلالة بالدلالة الجدية أو المراد الجدي..وكما يعبرعنها السيد الشهيد محمد باقرالصدر(قدس) بالدلالة التصديقية الثانية.
من اجل ما تقدم ولتحصيل الحكم الشرعي من منبعة الاصيل يكثر الكلام والإجتهاد.. فيبحث الفقيه وينقح مجموعة من المسائل من ضمنها تحديد ظهور الدليل اللفظي ومن ثم يبحث عن حجية الظهور  ولكنه كلام أهل تخصص ودراية .فعلى الاخوة غير المتخصصين في هذا المجال والحقل المعرفي أن لاينزلقوا تحت شعارأن الدين لايُحتكر على شخص ..فيكون ماتصوره وادركوه كخبط عشواء ..مما يكون مدعاة للإتهام بالسطحية والتسطح في التفكيرللأسف الشديد ..فلكل مضمار معرفي فارسه وجواده..فحذاري من كبوة الجواد.

فهل هذه تهمة  لفقهاء مدرسة اهل البيت (ع) بأنهم تكلموا في الحلال والحرام اكثر من المبعوثين والرسل؟!

تفوت الفرص بعمل الإحتمال العقلائي..كيف يخفف الم النفس؟

إن إعمال الإحتمالات وترجيح البعض منها على الآخر على وفق  التفكير والتباني العقلائي والموضوعي السليم ولأي ظاهرة وحدث في مسيرتنا الحياتية والمعاشية ..قد يفوت علينا – هذا التفكير العقلائي - الكثير من المنافع  والفرص بعد أن تكتمل الصورة في الخارج ..والتي كانت مشوبة بالضباب ونعدام الرؤية والتي  إتخذنا على ضوئها قراراتنا  ..ولكن الذي يخفف الصدمة ويوجد  مبررلنا وحالة إقناع  للنفس الطامحة أنها – أي القرارات والمواقف - كانت منطلقة من منهجٍ وتفكيرٍ سليم 

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

التقاطع في وجهات النظر ..لماذا؟ السياسة أنموذجاً

يسعى الإنسان في هذه الحياة على أن تكون  جميع مجريات  حياته -والتي يريد أن يتخذ قراراته فيها ليحصل النتيجة المرجوه -على نحو القطع والعلم ؛حتى تكون النتائج خالية من الخطأ والإشتباه فلايفوت فرصة إلى استثمرها ..وهذا غير مُتحصل لديه في الكثير عما يدور من حوله ..فإذا علم وقطع بالمقدمات فالرؤية واضحة لديه كوضوح الشمس في رابعة النهار ..ولكن أنى له ذلك وقد خفي عنه الكثير فلم يعد يلتمس للعلم والقطع طريق ليرتب آثاره ..فماذا يفعل ؟
فلا خيار له إلى أن يلتمس طريقاً آخر ليُسير حياته وإلا توقفت وشُلت  عن الحركة والتقدم ..هوبطبيعته ميال للتكامل وهذا الوقوف والشلل ينافي تكامله فلجأ إلى طريقٍ آخروإن كان لايوفرله القطع بالنتيجة ولكن يساعده على خطوات المسيروديمومة التكامل ..فهذا الطريق الذي التمسه هو الظن والإحتمال والإستظهار فيُعمل حدسه على مقدمات تشوبها الضبابية والعتمة وانعدام الرؤية الواضحة ليصل لنتيجة قد تكون مطابقة لمراداته ومعطيات وتداعيات وقد لاتكون مطابقة للواقع الخارجي المرجو تحصيله.. بل لعل الخطأ والإشتباه فيها يقوده إلى عاقبة لاتحمد مما يرغب فيها..فإن إنكشف خطأ النتائج بعد زوال الضباب ووضوح الرؤية فليس ملوماً على ما استنتجه وتوقعه بناء على ما هيئه من  مقدمات ؛لأنها لاترقى للقطع والعلم .ويخفف عن  ظغط نفسه  من الخطأ إن حصل بأن إنطلاقته كانت وفق المقررات العقلائية في التفكير..
وهذه العملية من التفكير والمبنية على الظن والإحتمال يقع الإختلاف والتقاطع في وجهات النظر والتقيم ؛لأن المقدمات فيها ليست قطعية ..بل حتى لوكانت قطعية عند طرف فهي غير قطعية عند الطرف الآخر لأنها ليست من المسائل الرياضية ..
فالعمل السياسي على سبيل المثال تتبدل المواقف  فيه على حدث واحد ..وهذايكشف لنا بوضوح ما ذكرناه سلفاً..فصانع القرار وعلى مقدمات ومعطيات يريد أن يحقق نتيجة وحدث على أرض الواقع لمكاسب سياسية أو إقتصادية ولكن تتغير وتتبدل المواقف والقررات لوجود معطى دخيل على العملية السياسية لم يؤخذ بعين الإعتبار ..فيمكن أن تدعم دولة حركة ما لظرف يشعر الساسة بنفعيته لهم ولكن تتغير مسيرة الحركة لترتب أضرارعلى الدول الداعم فتنتفي مصلحة الدعم . فالصلحة قد تغيرويتغير معها الموقف السياسي ..

ونحن كمتابعين لايمكن أن نجزم على فرضية مسبقة بأن هذه الدولة كانت تدعم بعض الحركات ولوجه المشابهة نُسري هذا الدعم لحركة اُخرى تتبنى نفس النهج الآيديولوجي . 

الإستخلاف الإلهي.. يقتضي السعي لاالتكاسل وانتظار الفرج..

مقتضى خلافة الإنسان عن الله تعالى في الأرض ..أن يمتثل لأوامره ويجتنب نواهيه ..هذا من جهة .
 ومن جهة اُخرى..أن السنن الكونية شاملة ولا تستثني احد  حتى من أحبه الله تعالى .. فحين تخلت الاُمّة عن وظيفتها ودورها .. قُتل اشرف خلق الله على الأرض..

فيا خليفة الله ..ايها الإنسان إن فلسفة الإستخلاف  تقتضي أن تسعى بما كلفك الله تعالى به في ارضه .

مسيرة الإستخلاف في الأرض ..الموانع والعقبات

مسيرة الإنسان التكاملية في هذه الأرض تعترضها عقبات وموانع ..ومن العقبات اشتباه البعض من تطبيق المصداق على المفهوم.. حيث اودع الله تعالى في اعماق البشر مجموعة من الغرائز والشهوات لديمومة نظرية الإستخلاف ..منها الحرية وحب الجمال والجنبة الإجتماعية والحب ..وكذلك حب الإنسان للصوت الدافئ والذي يحرك لدية المشاعر والعواطف والأحاسيس المُرهفة .
ولكن سوء التطبيق لهذه المفاهيم يُعرقل المسيرة والكدح لنظرية الإستخلاف الإلهي .

الغناء انموذجاً.

الجهل ..نافذة طلب المعرفة ..

يسعى الإنسان للبحث عن الأفضل  في اغلب مجريات حياته ولم يدّخرا لذلك جهداً ووسعاً .. وهذا الطلب والسعي لم يقتصرعلى الرفاهية والحياة السعيدة من وسائل الراحة والسكن والمواصلات وغيرها.. بل امتد ليشمل الجانب الفكري والنظري ايضاً من حياته؛ حباً منه للمعرفة ..
وهذا البحث والسعي لطلب المعرفة ما هو إلا اعتراف منه بجهله أمام نفسه..

فمن ادرك أنه غيرعالِم سارسيراً حثيثاً ليقتطف ثمار الوعي والمعرفة.

إخفاء بعض الجواهر والمعارف.. لماذا؟

علم الله تعالى أن البعض من خلقه لايطيقون بعض معارفه وجواهره؛إما حسداً أو تكبراً.. فأخفاها عنهم ..لاتضلّيلاً لهم وإنما خوف عليهم وخشية  من التيه والإرتداد..
وعلى هذه الجواهر أن تُسرق ..
فالجواهر الثمينة تحتاج إلى تنقيب وغوص ..فهي ليست ظاهرة للعيان ..

إمامة أهل البيت (ع) في القرآن أنموذجاً .

السياسة والدُمية ..

السياسة كالدمية الجامدة التي لاحياة ولا حركة فيها ..ولكن هنالك خيوط شفافة تُمسك بها وتُحركها اصابع الإنسان فتبعث فيها الحركة والإنفعال ..فعلينا جميعاً أن نمسك بهذه الخيوط ونحافظ عليها ؛حتى لا تُتلف دميتنا التي نُسعد بمُشاهدتها والإستئناس بها ..

فقطع خيطٍ من خيوطها الرقيقة يشلها عن الحركة .

الحركات الجهادية السلفية ..بين الوعي السياسي وأدبياتها الفقهية .داعش أنموذجاً..

لماذا أعلنت داعش مسؤولتها عن مقتل المصلين في مسجد مصعب بن عمير؟
اصدقائي واحبتي ..لعل الذي يُطرح من البعض وإن لم يكن من أهل التخصص في المجال السياسي..ولكن هنالك قواعد عامة للتفكير تُطبق في العديد من الحقول المعرفية ..ولعل هذا السؤال من جملتها.
فهل هوغباء سياسي استعجلة به داعش لتبنيها الجريمة؟
أو هومبدأ من أدبياتها الجهادية ..فلا تعمل بالعناوين الثانوية لترتيب المصالح والمفاسد وإنما الحاكم عندها العنوان الأولي فقط؟
أو هي رسالة للمكون السني لغرض التخويف ؛حتى ينخرط الكثير منهم معها في العمل الجهادي أو ما يسمى بيعة الخليفة  ؟
لماذا لم تنتظر قليلاً لتحدث  تشكيكاً لدى  المكون الشيعي في طبيعة الجريمة مما قد يسبب تداعيات من تبادل التهم  فيما بينهم .. واتهام كل طرف للآخر والذي قد يفضي  إلى  أن يُلجأ للقتتال الداخلي ؟
أم انها علمت بحسب التجربة أن الشيعة حتى وإن حدثت عندهم  مشكلة سرعان ما تطوق وتُحل؟
ألا يعتبر تدويل الجريمة لدى المحاكم الدولية بداية تفكيك المليشيات الشيعية مما يصب في صالحها على الأقل توجد معارضة دولية على العمل العسكري للمليشيات الشيعية ؟
أم أن داعش ادركت أن العملية السياسية بيد قوية لايمكن لأي طرف خارجي أوداخلي أن يبتزها فيه لصالح  مكاسب سياسية فئوية أو حزبية ؟ وهذا الطرف القوي هو المرجعية الدينية والمتمثلة بالسيد المرجع السيستاني.

كيف نقرأ معطيات الوضع السياسي ..تمويل الإرهاب أنموذجاً

الرئيس الأمريكي ووزيردفاعه يعتبران أن داعش خطر ..
قبل إثارة السؤال لابد من التأكيد على نقطة جوهرية وهي :أن الأشياء التحليلية في السياسية وغيرها قد تختلف وجهات النظرفيها ولربما تكون متقاطعة ؛لأن التحليل يعتمد على الأستظهار الحدسي المتولد من مقدمات  قد يشوبها الغموض والتعتيم والضبابية ؛لأنها ليست مسائل رياضية قطعية ..بل حتى وإن كانت بعض المقدمات قطعية عند طرف والتي يريد أن يصل بها إلى نتيجة ومعطى على أرض الواقع.. فهي ليست بالضرورة أن تكون قطعية عند الآخر..فالموضوعية هنا قد تكون شخصية وهذا لايؤثر في طبيعة التحليل والإستظهارالسياسي على عكس الإستظهار والإستنباط الفقهي والشرعي الذي يشترط فيه الظهور النوعي لا الشخصي  ..ولكن نسعى ولا ندخر لذلك جهداً أن نصل إلى تحليل موضوعي مبني على قواعد متينة غير خاضع للجزمية المسبقة .
فقد تشكل دولة خطر على المنظومة الإسلامية ولكن ليس بالضرورة أن تدعم هذا الفصيل المتطرف والذي يرفع شعاراً إسلامياً ويشوه سمعة الإسلام ..
فالقراءة التحليلة للتمويل المالي والسياسي والوجستي  لداعش  والتنظيمات الجهادية السلفية والتكفيرية  يجب أن يؤخذ بعين الإعتبارفيها البعد الآيديولوجي  لهذه الحركة الجهادية التكفيرية ..وحدود ادبياتها التوسعية على الخارطة الجغرافية .. وما مدى الإستفادة على فرضية الدعم لو قيست بالنتائج التي ستحققها المجاميع الإرهابيةعلى أرض الواقع  ..
نعم بعض الأغبياء من صناع القرار السياسي يكون البعد الإستراتيجي مفقود عندهم  ولايفكرون فيه   .. أي: وماذا بعد هذاغير وارد في تفكيرهم ..إنما يجيدون التكتيك وافتعال الأزمة فقط .. لاسيما إذا كان النظام شمولي وعائلي غيرديمقراطي .وليس معنى ذلك أن الأنظمة الديمقراطية لاتقع في الخطأ ..وإنما تكرار الخطأ منها قليل ومدروس .
السؤال :هل فعلاًامريكا تدعم داعش في العراق ؟وهل نسيت تجربتها بدعمها للقاعدة وتفرعاتها في افغانستان وانقلاب الأخيرة على المُنشأ والموجد لها؟
هل إسرائيل تدعم داعش ايضاً ؟
الأردن وسوريا ..التجاور الجغرافي للبلدين مع إسرائيل هل يشكل مانع من دعم إسرائيل؟
دعمت اسرائيل أو غضت الطرف عن حركة اسلامية فلسطينية في بداية نشوئها وذلك مقابل منظمة التحريروانقلبت الحركة الإسلامية فيما بعد على إسرائيل حتى اصبحت عبأ وثقلاً يهدد الوجود الصهيوني في فلسطين  هذا اليوم  ..فهل تعيد إسرائيل نفس التجربة مع داعش؟

نعم هنالك نتائج تحققها المجامع التكفيرية الجهادية قد تتفق نتائجها مع بعض الدول وهذا شيء آخر.

الاثنين، 25 أغسطس 2014

لماذا لاتنفع الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط ؟


مقالة ترجمتها جريدة المدى بعددها الصادر يوم الأثنين الموافق 18آب للسفير الأمريكي السابق في سوريا والسعودية ..السير آندرو  غرين..
ذكر السفير الأمريكي في مقالته  جملة من الأسباب  لفشل المشروع الديمقراطي  في الشرق الأوسط من جملتها..(في بلدان الشرق الأوسط حيث العائلة والعشيرة والطائفة والصداقات الشخصية تتفوق على أجهزة الدولة ..هذه مجتمعات لا يحكمها القانون بل على العكس فأن افضل وصف لها هو أنها مجتمعات خدمة مقابل خدمة ...)
 السيد السفير ..إن الإسلام العظيم قبل هذه الديمقراطية  كان ضحية من ضحايا الإزدواجية الفكرية والسلوكية  ..لقد جاء الإسلام ليُطهر الإنسان من رواسب البداوة السلبية والتصحرالفكري - والذي ينعكس من طبيعة المنطقة الجغرافية البدوية على سلوك ومنهج المتوطنين فيها - ليدفع ويُزيح هذا الركام من التراث والموروث غير الإنساني ويبذر في أرضه ارقى قيم السماء من الحب والتآخي والتسامح .. فقد اتسمت التعاليم والخطابات الإلهية برفق لافت بكل معنى الكلمة قال تعالى :(نبئ عبادي أني أنا الغفورالرحيم ) الحجر49.
ولكن ابت البداوة إلى أن تٌسقط فهمها الغليظ والمتطرف على النص الشرعي بقبلياتها الثقافية والبيئية المُتصحرة لتُخرج لنا إسلاماً غضاَ متشدداً ومتطرفاً .

اليسدالسفير ..لقد ساهمتم بشكل وبآخر في تفعيل وتحريك هذا التصحر الفكري لهدم الإسلام لغايات سرعان ما انقلبت عليكم فأنتم تتحملون المسؤولية لمساعدة الدول المتضررة من الإرهارب لعلكم تكفرون عن خطاياكم القبيحة . 

توافد الإنتحارين والمجاهدين الأجانب..الدواعي والأسباب


من المشاكل التي تعانيها الإنسانية في مسيرتها هو التطرف والتكفير وهنالك مجموعة من الأسباب والدواعي التي تساعد على النمو والتوسع ..منها الفهم والقراءة الخاطئة لدين والحالة النفسية للفرد والعوامل الإجتماعية والبيئة التي قد تساهم في الإنضمام لهذه الدعوات الجهادية والتكفيرية.. ومن العوامل الجانب النفسي لبعض الإسلاميين حيث يتأثر بالجانب السياسي للدول الكبرى من عملية الكيل بمكيالين.
نركز في هذه المقالةعلى جانبين فقط من الأسباب والدواعي المتقدمة  لتوافد والإنضمام مع الحركات الجهادية السلفية هما :
الأول : الفقر والعوز المادي.. قد يساهم في استقطاب الإنتحارين و(المجاهدين ) إلى البلدان والدول التي تتواجد فيها المجاميع التكفيرية والجهادية المسلحة .. فقيمة عطاء وراتب بعض التنظيمات السلفية الجهادية  للشهر الواحد يصل من 600- 800 دولار امريكي . وهذا رقم جيد لبعض الأفارقة والآسيويين الذين يعيشون على صيد بعض الحيوانات المفترسة للإستفادة من جلودها أو بعض مكونات اعضائها ذات الثمن الباهض أو الغوص في البحارواصطياد السمك بالوسائل البدائية والتقليدية مما يُعرضهم لخطرالغرق فيكونوا لقمة سائغة لحيوانات البحر المفترسة ..فمخاطر القتل موجودة في الغابة والبحروبثمن محتمل على عكس الإلتحاق بالمجاميع الجهادية السلفية فالغنيمة والعطاء يستحق الإنضمام.. واحتمال الموت متوقع على كلا الأمرين  .
هذا الألتحاق لغرض المادة وإن كان مردوده وانعكاسه سلبياً على الدول التي تعيش حالة من الضعف والتهري الأمني والسياسي أو كما يسمى ذات الخاصرة الرخوة لنمو التنظيمات الجهادية التكفيرية .. ولكن هؤلاء خطرهم أقل بالنسبة الى المُتأثرين نفسياً ودينياً بالفكر التكفير الجهادي مما يقلل من بريق لمعان الحركات الجهادية إذا قوية الدولة ؛لأنهم سيلوذون بالفرار..مماقد يعطي إنطباعاً عام  عن تفتت وضعف التنظيم فتفقد الحركة الجهادية بريقها ولمعانها بسبب الراحلين عنها فيشكل تساؤل وتوقف للتفكير بالإضمام أو أقلها التشكيك في مراداتها الدينية  والتي تسعى لتطبيقها على ارض الواقع والتي رفعت شعارها فاستقطبت هذه الأعداد المهولة للوهلة الأولى .
الثاني: العامل النفسي .. قد يكون هذا العامل موضوعي ولكن غير الموضوعية فية الإشتباه في تحديد الغايات  لتحقق ردة الفعل ..فحاله الإستياء لبعض الجاليات المسلمة في الغرب وامريكا من عملية التميز في التعامل في الداخل أو الخارج دعى البعض منهم السفر إلى أماكن تواجد المواجهة ومن هذه الأسباب :
أ) دعم ومساعدة بعض الدول الغربية للحكومة الإسرائيلية مالياً واعلامياً ..وما تقوم به الأخيرة من قتل للمسلمين الفلسطنيين وتشريدهم وجرف اراضيهم فيشكل نوع من المواجهة في البلدان التي يعتبرونها تؤثر على المصالح الغربية والأمريكية خاصة .
ب)ما يعانية بعض الإسلاميين من التضيق على حياتهم السلوكية في بعض المؤسسات الحكومية  أو المعامل والمطاعم كنزع  غطاء الرأس (الحجاب) للمرأة والذي يشكل معلم من معالم  الهوية الإسلامية .
ج)تنصيب أودعم الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية  للبعض من رؤساء الدول العربية والإسلامية فيكون ولائهم للغرب مما يؤدي- في الغالب- إلى نوع من الإضطهاد والتضيق  للتيارات الإسلامية فتأتي ردة الفعل بالتطرف والتكفير ..
هذالأسباب مجتمعة أو متفرقة قد تساهم في استقطاب (المجاهدين) إلى  البلدان والدول ذات المصالح الغربية أو التي يُشعر بوقوع الحيف على المسلمين الساكنين فيها..فيكون المنطلق والجذر للسبب واحد وهو دفع الحيف عن المسلمين تحت شعار موحد وهو الإسلام  ..فتُكسر الحدود والحواجزفالرمادي والفلوجة والموصل وليبا وتونس ومصر وغيرها تصبح قضية إسلامية بنظرهم  ..فلا جنسية موحدة تجمعهم بل تحت ظل خيمة الإسلام والتي يريدون نصبها ولكن لجهلهم بها يمزقونها من حيث لايشعرون .


الجمعة، 20 يونيو 2014

تركيا والسعودية ..تتجاذبان قميص عثمان في العراق


مما لاشبهة فيه أن بناء دولة وحكومة قوية في العراق يسلب الأضواء من بعض دول الجوار التي تشغل حيز الريادة والقيادة في المنطقة ..
وهل لأمريكا يد في جعل العراق بلد ضعيف غير قوي ؟..لانتعرض هنا في هذا المنشورلهذا السؤال.. قد تشير بعض المعطيات على ارض الواقع لوجود دور امريكي قوي لجعل العراق مفتت وضعيف .
طالعتنا بعض الفضائيات العربية تصريح لوزير الخارجية السعودي وهويتباكى على العرب السنة في العراق بأنهم  في حالة  من التهمش ويمارس بحقهم  الإقصاء ..وهذا من المضحك المبكي ..ما حال الأقلية الشعية في دولة خادم الحرمين وهم يجلسون على مواقع النفط في مملكة آل سعود ؟!..تصريح الوزير يحمل تناقض واضح ..أن بناء دولة وحكومة عراقية قوية سيسلب الضوء والريادة من المملكة فهذه الدعوى مبطنة بإثارة الفتنة لا اكثر فإشراك السنة في عملية بناء دولة مستقرة وقوية في العراق يصطدم بسلب الريادة والقيادة والمحور في المنطقة من الجارة السعودية..فهل كان الأمير الفيصل في وعيه حينما طلب ذلك ؟!

اما الجارة تركيا فرئيس الوزراء يتباكى على السنة إذا امريكا قصفت  داعش ..لأن هنالك من المدنيين سيسقطون ضحايا !! وما يمارسة الأتراك في سوريا من تجنيد وتسليح ..يظهر أن الأسلحة التركية موجهة بالحالة الدينية العثمانية (او كما يقال في العراقي ..اموصاية )..لايكاد ينقضي عجبي من هذه التصريحات الساذجة.. ولكن للأسف الشديد يوجد من يصدق هذه الدعاوى المظللة لرأي العام.   

الخميس، 19 يونيو 2014

اتباع مدرسة اهل البيت ..والوعي الرسالي

كربلاء الحسين (ع) مُحياة من الناحية التاريخية  في قلوب ومشاعر وسلوك أتباع أهل البيت (ع)..والحسين(ع) كصورة تاريخية حاضر في  وجدان المُعزين ..وكل هذا لايزعجنا ويُخيفنا ؛ لأنه لا شعاع  وقبس يستمد منه  للثورة ..انما هي  مجرد ذكريات تسرد فقط وفقط..وهذه الذكرى بهذه الكيفية لاخطرعلينا منها يرتجى من المعزين  وعشاق الحسين (ع).. ولكن الذي يزعجنا ويقضّ مضاجعنا حينما تُستلهم من كربلاء صور التضحية بالنفس والروح ..هنا يكمن الخطر الأكبر..
هكذا يتفلسف من لايعرف الحسين (ع)..واتباعه ومحبيه وشيعته..
وما علم القوم أن بذل الطعام والمال أو إتعاب الجسد والنفس  في سبيل الإمام الحسين (ع) ما هي إلى تمارن الترويض والإستعداد ليوم نحر الأنى على اعتاب قدس الإمامة ..
فما أن همست المرجعية  الدينية وبصوتاً هادئ  ملؤه الإيمان والتوكل  على الله  العلي القدير..بالدفاع عن الوطن والدين والعرض ..حتى علت اصوات الهتافات وكأن مالك الأشتر في المعركة ..بل لعه صوت عابس وبرير وحبيب ..وشاركهم  في الهتاف صوت وهب المسيحي ..
الف تحية وسلام للحناجر الهاتفة بالولاء للمرجعية ..

 والف تحية وسلام للجيش العراقي الباسل المقاوم ..والى المجاميع المرابطة لصد الأوباش من داعش والقاعدة.

داعش والقاعدة..هل الأرضية صالحة لبقائها هنا في العراق ؟


 لست متخصصاً في شأن الحركات السلفية والجهادية ..ولست سياسياً..ولكن متابعة بسيطة لتنظيمات السلفية التكفرية وبنيتها النفسية ..مع الأخذ بعين الإعتبار كثرة التجارب لهذه الحركات لبناء موطئ قدم ورقعة جغرافية لبسط الولاية الوهابية ..ثبت انها غير صالحة للبقاء على ارض الواقع .
نستعرض  بعض مبررات عدم ديمومتها في العراق -خاصة-..وعلى شكل النقاط التالية ..
1) تعمل هذه الحركات السلفية من القاعدة وداعش ..على إلغاء الخصوصية القومية والوطنية وتذويبها تحت شعار ديني ..وهذا التنظير البحت لاواقعية له في أغلب بلدان أوربا ..والمتابع للشأن الغربي يرى ذلك بوضوح..
2) بما أنهم – القاعدة وداعش – تصدوا لإدارة المجتمعات التي فتحوها (بالجهاد) ..برزت امامهم مساحات فراغ عملية ..وحين لم يتمكنوا من تجاوزها طرحوا حلول ضيقة الافق ومقيته إلى حد بعيد على مجتمعاتنا لايمكن القبول بها من متدين يجري وفق نسق متبنياتهم الدينية ..حيث قد يقبل في البدء تحت غطاء التعبد الأهوج..ولكن سرعان ما تشمأز النفس إذا لم يجدد مبرر وحكمة  لفلسفة هذا الفعل أو مخالف للمرتكز العرفي للبيئة المنتمي إليها .. والمثال الواضح جهاد المناكحة ..
3)عدم تمكن التيارات الجهادية –عامة- من اعطاء غطاء فكري لتحركاتهم وسلوكياتهم ..اذ ليس لديهم ادوات معرفية ولا موروث يعالج المسألة المستحدثة ؛لأنها افكار وتوجيهات نشأة تحت غطاء ولي الأمر ..وافضل ما كانوا يفعلونه هو تبرير للواقع بكل سيئآته ..وحينما وصلوا الى نهاية القرن العشرين ووجدوا أن نظرية ولي الأمر لايمكن القبول بها ..وهم لايعولون على شيء- كما ذكرنا في بداية النقطة - ..ولم يتمكنوا من بناء وتصور للدولة والمجتمع يمكن أن يقنع الآخرين ..وكأنهم اتفقت كلمتهم على السعي وفق هذا الواقع  للتبريره ..وهل تقبل العقول النيرة والمنفتحة على الواقع بتبرير اجوف وارعن ؟!
4) إن ادوات ومنهج التعامل للتيارات السلفية الجهادية ..او مايسمى بالمناطات التي يُقبلون عليها في بناء منظومتهم الداخلية والتنظيمية ..غيرصالحة في المدن المتحضرة وذات الطابع المدني ..ومن تلك المفردات عدم الإلتفات إلى التخصص ..بينما المهم في هذا العصر هو التخصص في الحقول المعرفية .فالتيارات الجهادية السلفية ضابطة وميزان ومناط تنصيب  القيادة والإدارة من كان  اكثرهم هجرة او قتل للأبرياء ..ومراقبة تنصيب بعض قادة الحركات الجهادية يثبت ذلك .
فهل يقبل اصحاب التخصص الأكاديمي هذا المناط في التوضيف العملي لإدارة الأمور .
5) مما لاشبة فيه ولا شك أن المتابع للحركات الجهادية السلفية .. يرى حقيقة شاخصة ..أنهم يبنون على الإقصاء المتعمد.. ويشكل كل تنظيم الحقيقة المطلقة في بناء منظومته السياسية والعسكرية ..فيتفرع على هذا الإقصاء المتبادل  أنه إذا حل طرف ثاني له منهج مغاير لمنهجه والمختلف معهم يباح دمه !!فإباحة الدم لاتقتصر على من يتهمونهم منذ الأول روافض وكفرة ..كلا بل حتى المشترك معهم في نفس الأُفق السياسي والديني .
هذه العومل مجتمعة أو متفرقة تساهم في الإسراع بتفتيت حلم الهيمنة والسيطرة على بعض الأماكن ذات الطابع المدني المتحضر .نعم في البدأ قد تجد بعض هذه الحركات السلفية الجهادية موطئ قدم بقبول شعبي نتيجة ممارسات خاطئة من بعض الدول او الحكومات او الأشخاص ..لكن سرعان ما يلتجأ العقلاء إلى طرح الإحتمال وترجيح البديل الأفضل لما ذكر في النقاط الخمس المتقدمة .
فهل شهد التاريخ المعاصراقبح واسوء من القاعدة وداعش.. وهذه المسميات التي تقرف السامع ليجعلها بديل عن غيرها !؟

مالكم كيف تحكمون .. 

الخميس، 12 يونيو 2014

الجناح العسكري للتنظيمات الشيعية ..هل يساهم في صنع الإستقرار الأمني

  
بعض الدول - ديمقراطية كانت او أنظمة اُحادية الحكم -  لديها  جيش ايديولوجي موازي للجيش النظامي ولا سيما الدول ذات النشأة والصبغة الدينية.. بل حتى بعض الدول المتقدمة في النظام الديمقراطي ..نعم قد تختلف مُسميات التشكيل من بلد إلى آخر المهم وظيفة هذا الجيش والتشكيل الحفاظ على هوية الدولة من جهة ومن جهة اُخرى يساهم في القتال خارج حدود دولته لإيمانه بأن هذه المعركة الغرض منها الحفاظ على هوية ومبدأ تشكيل الدولة ,,الذي يؤمن بها من ناحية عقائدية أو فكرية  ..
ما نطرحه هنا ليس المراد ماينبغي أن يكون عليه تركيبة البلد ..بل المراد أن هنالك ازمة حقيقية في البلد هل يساهم هذا السؤال وفق معطيات وحقائق في الشأن العراقي من حل هذه الأزمة الأمنية في هذا الوقت ..بعبارة اُخرى ليس من الناحية التنظيرية لبناء دولة مستقلة ..بل يوجد واقع ميداني كيف يُحل ؟ والتأخير في الإستجابة له تداعيات خطيرة ..
السؤال :هل يعتبر خيار زج الأجنحة العسكرية  للتنظيمات الشيعية في المناطق الساخنة ..الخيارالأخير والناجع للقضاء على المد الوهابي ..وتطهيرالمناطق المُسيطِر عليها ؟
المعطيات في القبول ..
1- نجاح التجربة في سوريا ,,ولا سيما ما حققته المجاميع الشيعة في تغير الإحتمالات المتوقعة  من الخصم ..ومتابعة الصحافة تثبت ذلك  .
 2-العملية المسلحة للوهابية  في العراق ذات بعد ديني ..شعارها القضاء على الروافض والشيعة أين ما حلوا وسكنوا ..وتدمير اضرحة مقدساتهم .
3-القيادات الكبرى في الجيش ترهلت  بسمنتها من كثرة الرشاوى والفساد الإداري . 
4-ولعلها الأهم ..أن تنظيم داعش الوهابي لايوجد له منازع ديني وهابي ينازعه  مساحة السيطرةعلى الأراضي العراقية  ذات الغالبية السنية والتي تعتبر حاضنة جيدة للعمليات ..وإن وجد كالحركة النقشبندية وجماعة حارث الضاري وغيرها من المسميات كجيش الصحابة ..ولكن تبقى حركات لاتشكل حجر عثرة امام داعش كما هو الحال في سوريا ..لتداعيات لعلها لوجستية اوأن التعويل على بناء منظومة تفكيكية في سوريا  تساهم فيها مجموعة من الدول المتصارعة ..مما ادى الى كثرة المراهنين بإنشاء ودعم مجاميع ذات صبغة دينية . 

السبت، 7 يونيو 2014

البعد السياسي والصراع داخل العراق .

إن الصراع المسلح الدائر في بلدنا العزيز الغالي العراق والذي تراق بسببه الكثير من الدماء ..التي احتاطت الشريعة الإسلامية الأصيلة فيها إحتياطاً عجيباً..هو ليس صراعاً مذهبياً بحتاً..وإنما هوصراع سياسي تمارسه دول الجوار العربي( الشقيق ) كالسعودية وقطر ولعل الجارة تركيا تقدم خطوة وتؤخر اُخرى .. نعم ادوات الصراع المستخدمة في الساحة العراقية طائفية ومذهبية ..
ما يتمتع به العراق من مركز استراتيجي مهم وما يدخره من مصادر للطاقة سواء البشرية او الثروة النفطية وخصوبة الأرض الصالحة للزراعة وغيرها من المحفزات لشغل الريادة العربية والإسلامية في المنطقة .. قد تساهم هذه الاشياء وغيرها من تسليط الضوء عليه -اي العراق - وارجاعه لمحوره ومركزه ومحله الذي اُقصي منه غيلة ..وكما هو مدرك بالوجدان أن المساحة الدائرية محددة الأبعاد والقُطر ..والمشغولة بالحيز والوجود ..فأي تمددمن الوجود المجاور في داخل الدائرة يكون على حساب الوجود الآخر والحيز المشغول .

المرجحات العقلائية ..وتفويت المنافع والفرص.

إن إعمال الإحتمالات وترجيح البعض منها على الآخر وفق  التفكير والتباني العقلائي والموضوعي السليم ولأي ظاهرة وحدث في مسيرتنا الحياتية والمعاشية ..قد يفوت علينا – هذا التفكير العقلائي - الكثير من المنافع  والفرص بعد أن تكتمل الصورة في الخارج والتي كانت مشوبة بالضباب ونعدام الرؤية التي  إتخذنا على ضوئها قراراتنا  ..ولكن الذي يخفف الصدمة ويوجد  مبررلنا وحالة إقناع  للنفس الطامحة أنها – أي القرارات والمواقف - كانت منطلقة من منهجٍ وتفكيرٍ سليم .

الخميس، 29 مايو 2014

ترجيح الاحتمال..كيف يتم ؟

كثيرةٌ هي الإحتمالات التي نبرزها لتحليل ظاهرة ما..وهذا شيء جيد.. ويعتبر المرحلة الأولى في التحليل  .
ولكن أيها الأحبة والأصدقاء  هذا وحده غير كاف ..خصوصاً إذا اردنا أن نتخذ موقف عملياً ..
فكيف يتم تعين وترجيح بعض هذه الإحتمالات على الآخر ..فيكون مارجحناه هوالأكفأ والموضوعي ؟

هنا تأتي المرحلة الثانية  - والتي تفوق المرحلة  الأولى – وعلى ضوئها نبني مراداتنا الخارجية أو إدراكنا لبعض الأشياء..فالواجب علينا أن ننظرإلى هذا الإحتمال المعين لدينا ونرى  النقطة الأساسية  والموضوعية في الترجيح ..وهي : (قوة الإحتمال بلحاظ المحتملات الأخرى ومدى صمودها أمام النقد والتقويم). 

السبت، 24 مايو 2014

((رسالة)) إلى / قلوب العاشقين فقط..ولايسمح لغيرهم بفتح الرسالة

     
بعد التحية والدعاء لكم بالخير والتوفيق وددت اخباركم بشئ..
تمرعلينا غدا شهادة إمامنا الكاظم (ع)..فهل كان الامام على علم تفصيلي بشهادته؟
قبل الإجابة على السؤال نقول: يذكر العلامة السيد الطباطبائي في الرسائل الأربعة عشرص385-386((واما الأخبارفقد تكاثرت عن النبي (ص)وائمة أهل البيت (ع)أن نورالنبي (ص)أول ماخلقه الله وأن نورهم ونور النبي (ص)واحد وأن الله آتاه علم ماكان وما يكون وما هو كائن وحياً،وأنهم(ع)أخذوه عنه (ص)بالوراثة
وروي عن امامنا الباقر (ع)أنه قال:(فنحن أول خلق الله).                            
وقدثبت في الفلسفة بالدليل أن وجود المعلول نور وشعاع عن وجود العلة .ولذلك تكون العلة على الدوام محيطة بمعلولها ..ويكن المعلول حاضراًعندها بالعلم الحضوري .ولما كان الوجود القدسي للإمام الكاظم (ع)متقدماًعلى عالم الطبيعة في تسلسل العلل فهو من هذه الناحية عالم بحوادث عالم الطبيعة ..بما في ذلك موته  وانتقال روحة إلى عالم المجردات.                       .                                                                                                                 أحبتي وأصدقائي..هنالك روايات ايضا تدل على علم الأئمة(ع)بتاريخ وفاتهم وكيفيتها وحتى الأكلة التي يسمون فيها أو الشخص الذي يضربهم بالسيف..لم اذكرهاخوفاًمن الإطالة.                                                                                                                     

اعتذر إن شغلتكم رسالتي هذه عن متابعة اعمالكم ..دمتم سالمين.                    

طلبة الدراسات العليا والمفاهيم الإسلامية.. بين المنهج العلمي والمؤثرات النفسية


 يشتغل طلبة الدراسات العليا في رسائلهم الجامعية على أكثر المصادر عمقا وتخصصا وإلماما بموضوع اطروحتهم الجامعية .حيث يُعاب على الطالب إذا أتى بمصدر أونقل رأي - وإن كان من الناحية التحليلية والعلمية مقبول - لباحث أوكاتب غير متخصص في هذا المجال المعرفي فيعتبر هذا الهامش أو المصدر خللا علميا ومنهجيا في الرسالة ؛لأن المنقول عنه  ليس متخصصا ..وإن امتلك ثقافة افقية ..فالثقافة شيء والتخصص المعرفي شيء آخر.هذا في مجال الدراسات الأكاديمية .
السؤال :لماذا الأحبة والأصدقاء من الطلبة المشتغلين في الدراسات العليا والذين ينتمون إلى مدرسة أهل البيت (ع)..ويتبنون الفكر الاسلامي منهجا وسلوكا للحياة..حين يكتبون وينشرون على صفحات التواصل الإجتماعي لبعض المفاهيم الإسلامية والتي تشكل في تكوينها عقبات ومطبات تحتاج الى التأصيل المفاهيمي أولاً ..وثانيا الى فقة المقارنة وتبيان المصاديق..وهذا بحاجة إلى المتخصص الحاذق ..ينقلون آراء وكتابات لمثقفين امثال عبدالرزاق الجبران أو سعدون ضمد أو سرمد الطائي أو أحمد القبانجي وغيرهم ؟!
(مع اعتزازي وتقديري للكتاب المشارإليهم -علما أن لدي بعض مؤلفاتهم - ولكن تصنيفهم الفكري لايتعدى الثقافة الأفقية وليسوا من المفكرين والمتخصصين في هذا الحقل المعرفي )

وهنا  لست بصدد الإجبار الفكري والإكراه ..ولكن إشكالية منهجية في ادوات التفكير ابحث عن إيضاح لها من الأحبة والأصدقاء.

الجمعة، 16 مايو 2014

بين حفظ الثابت وإغراءالمتغير.. طلبة العلوم الإسلامية-الحوزة-انموذجا


 إن الإنتساب والإنتماء الى الرمزيعطي ويهب إلى المُنتسب خصوصية ومقبولية عند الناس- والوجدان شاهدعلى ذلك فضلا عن الآيات والروايات الشريفة - ..فتأثيرالمنتمي والمنتسب إلى المؤسسة الدينية والمرجعية في الناس لايمكن غض الطرف عنه اوتجاهله والقفز عليه .. وهنالك مناشئ عديدة لهذا الإرتباط  لسنا بصدد إستعراضها - وإن كان الإرتباط امرنسبياً من شخص لآخر-..ولكن قد تُستغل هذه الخصوصية والمقبولية وعنصر التأثيرعلى المستمع والمتلقي فتنحرف عن مسارها الطبيعي.. إما بالتقول أو التأويل على المرجعية الدينية لشخص ما او لجهة دون اُخرى ..مما يوقعها-المرجعية- في حرج شديد ؛لتحجيمها في مكون اوتيار اوحزب اوشخص متناسياً دورها الابوي للجميع ..ولعل الداعي لهذا الإنحياز إما بدافع إنتماءه الحزبي أو لغنيمة ومكسب لايطول مقامها إلى لوقت قصير.

فهذاالإنحيازهوفي الحقيقة تفريط بالثابت ( أي: حفظ مقام وحيثية المرجعية والمؤسسة الدينية ..لأن هذه الحيثية والخصوصية والتي تعنون بها متفرعة من هذا العنوان ..مما يدعوه الى إجتناب ما ينافيها من الاقوال والافعال التي تسيء لها ولو على المدى البعيد ) في قبال المتغير(أي: إنتمائه الحزبي أوالمغنم المالي أوالإجتماعي ).فمن الناحية الاخلاقية والشرعية على هذا المُنتسب اوالمُعتمد أن يبين للناس أن هذا رأيه الشخصي ولايُخفي دعواه تحت ستارالرمزوالذي خالف مراده تصريحاًاوتلميحاً..حتى لايفهم الناس بأن هذا الرأي مما تتبناه مؤسستهم ورمزهم !! فيفهم المُتلقي والسامع للخطاب أن المتكلم ما هو إلى رسول ومُبلغ..ولكن للأسف ضحى بالثابت في قبال المتغير.. وهذه خيانة للرمزوالمؤسسة وكذلك للمتلقي والسامع؛لأنه تدليس في القول وخلط في الأوراق . 

كشف شعرالمرأة..تعبيرعن الحرية الشخصية

)
 نشرت جريدة المدى العراقية في عددها الصادريوم الاربعاءالموافق 14ايار2014وفي الصفحة 15 خبر عن الغارديان تحت عنوان (فتيات إيرانيات يتحدين فرض الحجاب على الفيس بوك )..وقالت واحدة من الفتيات والتي بثت صورتها وهي تقود السيارة دون أن ترتدي الحجاب ..معلقة على الصورة ,,حريتي المتخفية أثناء القيادة في شوارع طهران ،،
وفي مقام التعليق على الخبر :لااريد التعرض إلى الجناب الفقهي من المسألة بل احببت أن اثيرالمسألة من الناحية الفكرية .
لنحدد اولاً مفهوم الحرية..وهل يوجد اختلاف في المفهوم بين المدارس الفكرية والفلسفية ..وبعد ذلك نرى مصداق هذا المفهوم في الخارج  وعلى أي مدرسة فكرية يصنف سلوك بعض الناس في  تصرفاتهم  ؟
فهل كشف شعرالمرأة امام الأجنبي تعبير عن الحرية الشخصية؟وستره نوع من الإضطهادوكبت للحرية الشخصية؟
الحرية من المفاهيم التي ولدت مع الانسان وهي مغروسة في جبلته وفي اعماقه .. وهذه الحرية تلتقي عندها مشاعر الناس جميعا.فهي ليست ظاهرة حديثة اولدها العالم المتمدن ولا من نتاج الكيانات الحضارية التي يعيشها الإنسان الرأسمالي اليوم ..نعم استغلت بعض الحضارات الحديثة عاطفة الإنسان تجاه الحرية إلى ابعدحدود الاستغلال ..فوقع الكثير من المسلمين في شباك هذا الإستغلال نتيجة عدم تميز المصداق الحقيق لمفهوم الحرية في الفكر الإسلامي .
فمفهوم الحرية في الحضارة الغربية معناه :أن يتحررالإنسان من كل اشكال القيود الموضوعة عليه حتى النفسية منها ..بشرط أن لايصطدم مع حرية الآخرين ..فهي تبدأبالحرية ولكن للأسف تنتهي بألوان العبودية والاغلال للشهوة والغريزة.
اما مفهوم الحرية في الفكر الاسلامي..فالحرية تبدأمن العبودية المخلصة لله تعالى لتنتهي الى التحررمن كل اشكال العبودية وصورها  .فالإسلام يحررالانسان اولاًمن عبودية الشهوات ..لتصبح الشهوة اداة تنبيه للانسان إلى ما يشتهيه ..ولاتكون هذه الشهوة قوة تدفعه لتُسخرإرادة الانسان دون ان يملك بإزائها حولاًأوطولاً.
فالاسلام يهتم قبل كل شيء بتحريرالسلوك العملي للفرد من عبودية الشهوات اوعبودية الأصنام  البشرية والتقرب لها..ويسمح مجال التصرف للفرد كما يشاء على أن لايخرج عن حدود الله وطاعته ..فبعدأن آمن الإنسان بوجودخالق وهوالله تعالى وآمن بأنه المولى الحقيقي ادرك  العقل  أن له حق الطاعة على خلقه وعباده  ..وطاعته تقتضي الإلتزام بأوامره ونواهيه .
فهل يوافق السفور وكشف الرأس مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي ؟! وهل نحن نعيش التناقض بين المفهوم والمصداق ؟!
اسئلة تحددالكثيرمن دعاوى الإنتساب إلى الإسلام المظلوم والذي يعيش الغربة بين مدعيه.

الاثنين، 5 مايو 2014

همس في محراب الإنتخابات البرلمانية..ولكن قضاء مابالذمة!


ماأن وضعت الإنتخابات اوزارها ..وانجلت غبرتها ..وهدأت عاصفتها.. فالعقلاء والناس سيبحثون بعد هذا الهدوء عن مقدار الأضرار.. ومن ثم يرممون ويبنون مادمرته العاصفة .. لااُريدالبحث هناعن مقدار المقاعد التي حصلت عليها الكتل والإتلافات السياسية - فمتابعة النتائج الأولية هي امرجيد ..يُرى من خلالها آفاق تكون المشهد السياسي ..ولكن لست بصدده الآن - ولكن هنالك أمرقد يكون اشد اهمية ..هوأن أرى مقدار الضررالنفسي والأخلاقي الذي اُصبت به من جراء هذه العاصفة الإنتخابية؟فاسأل نفسي واُحاورها بصوت هادئ..واقول لها: مامقدارالقيّم الأخلاقية والمعايرالإنسانية والذي إنطلقت منه في تقيّمي للأشخاص في هذه الحملة الدعائية للإنتخابات؟!
وهل تأثرت  نفسيا وبلاوعي بعملية التسقيط الإعلامي  للآخر لالشئ إلا لأنني اختلف معه في بعض الجزئيات ؟!
فهل سيصبح الإعلام المضلل  وغير الهادف ولاموضوعي مصدر اساسي في بناء التصورلما اُريد أن اُرتب عليه من منهج وسلوك في حياتي ؟!
هل كنت ميكافيليا (الغاية تبررالوسيلة )في هذاالصراع والمضمار الإنتخابي؟!         
الست ادعي بأنني انتمي إلى منظومة فكرية إسلامية متكاملة..ومن اعمدتها وركائزها ..الدعامة الاخلاقية والإنسانية؟!
فإذاوجدتُ مبرر(وهوغير موضوعي ) لبعض الساسة المتنافسيّن والمتصارعيّن في هذه الحلبة والمضمار الإنتخابي لتسقيط الآخرالمنافس لهم ؛لأن الغنيمة والجائزة تستحق ذلك !!..ولكنني لماذا اُشابههم في الفعل والسلوك ؟!
فهل هي يقضة بعدالعاصفة الإنتخابية ؟؟!!  ام هوالسبات ..وكعادتي مع كل حدث..وكأن شئ لم يكن!؟

 (اعتذرمنكم احبتي واصدقائي  جميعا ..فأنتم ارفع  من أن اُخاطبكم بهذا الخاطب ..ولكن احببت أن اُسمعكم محاورتي ومحاكمتي مع نفسي فقط).