الخميس، 9 أكتوبر 2014

(حقوق الحيوان ..بين العقلاء ومرادات الشريعة الأسلامية )


ليس من الترف الفكري أو السلوكي أن تطرح في الغرب  لائحة(حقوق الحيوان) لأن ملف حقوق الإنسان قد اُغلق منذ زمن بعيد ..أما في بلاد العرب والمسلمين فمن المعيب أن نذكر ونتناول حقوق الحيوان ..لأن الإنسان وهو اشرف الموجودات على الأرض يباح دمه وبأتفه الأثمان والفلوس ..ولكن لمناسبة يوم غدٍ احببت الإشارة حيث يصادف اليوم العاشر من ذي الحجة والذي  سيباشر الكثير من المسلمين فيه بذبح الأضاحي .. ومع هذا اليوم تتعالى بعض الأصوات في الغرب مطالبة بالكف عن هذه العقوبة الجماعية للحيوانات ..
السؤال: هل يوجد من علماء مدرسة أهل البيت من تناول هذه المسألة (حقوق الحيوان) ؟
وهل هذه الصيحات مخالفة للمتبنى العقلائي الموضوعي ؟
سنتناول على نحو الإجمال والإختصارمن علماء مدرسة أهل البيت (ع)علمين  ممن تناولوا هذه المسألة في طيات بحثهم الفقهي والأصولي ..
وهما المحقق الحلي صاحب كتاب شرائع الإسلام والمتوفي عام  676ه.. والثاني السيد الشهيد محمد باقر الصدر المتوفي عام 1980م.
تناول المحقق صاحب كتاب شرائع الإسلام في الجزء الرابع من كتابه احكام الذباحة ص184المسألة التالية ..
(الثاني :الحشرات كالفأرة وابن عرس والضب .ففي وقوع الذكاة عليهما تردد اشبهه انه لايقع) ..فالمحقق (قدس سره) بعد تردده بالإفتاء ذهب لعدم وقوعها ؛لأن دليل الأصل بالجواز المستند لطهارتها فتقع عليها الذكاة هذا من جهة.ومن جهة اُخرى وهو عدم وقوع التذكية والذبح عليها ؛لأن ذبح الحيوان محضور إلا بالشرع لما في عملية الذبح من تعذيب له وهذا التعذيب مستقبح شرعاً ..فرجح المحقق الحلي الدليل الثاني بعدم وقوع التذكية عليها والتي يستفاد منها لغرض منافع اُخرى غير أكل لحمها لأن اكل لحوم هذه الحيوانات محرم .وتذكية الحيوان لا تقتصر على أكل الحم فقط بل بعض الحيوانات ممن تقبل التذكية ولكن لمنافع غير أكل الحم كالإستفادة من جلودها وبعض اعضائها والتي يطلق عليها ما تحله الحياة .
أما ما تناوله عملاق الفكر والأصول السيد الشهيد محمد باقر الصدر في بحثه الأصولي تقريرالشيخ حسن عبد الساتر الجزء 11ص333مبحث أصالة عدم التذكية عند الشك فيها حيث قال (قدس سره)..
(الاحتمال الأول: ...ولا يبعد أن يستفاد من الأدلة حرمة كل تعذيب للحيوان بإستثناء التعذيب الذي رخص به وهو الواقع في طريق الذبح لإستعماله في اغراض عقلائية ) .

إذن نصل إلى نتيجة مفادها وعلى ما تقدم من العلمين المحقق الحلي والشهيد الصدر (رحمهما الله )أن الشريعة تستقبح التعذيب للحيوان حتى عملية الذبح المتعارفة ولكن للدليل الشرعي لترتب منافع عقلائية على عملية التذكية بالذبح أو بغيرها يرتفع هذا القبح الشرعي للمجوز الشرعي .