الاثنين، 30 نوفمبر 2015

معالجة منهجية لروايات ترتب الأثر..

يتناول بعض المحاضرين والمُبلغين الرويات عن الأئمة (عليه السلام ) والتي تتضمن أعمال إن قام بها المُتلقي والسامع يترتب عليها فعل ما ..كالرزق وطلب الأولاد ودفع بعض العوارض وغيرها..فبعد التسليم بصحة الرواية سندا ودلالتها على المطلوب يصح العمل بها ..ولكن هنالك إشكالية ناشئة من الإستقراء الخارجي أن المراد لا يتحقق للبعض والرواية في مورد التعميم لا الحالة الشخصية ..فكيف تُعالج هذه النسبة للمعصوم وهو الذي يُخبر عن الواقع الذي لا لبس وأشتباه فيه؟
الجواب:الظاهرمن إخبارات المعصوم والتي تناولتها الرواية هو التحقق الخارجي للنتيجة المُشخصة والمذكورة  بعد فعل المقدمات المُوصلة لها..والإنتقال إلى معالجة ثانية وبدن قرينة نُلغي بها هذا الظهور الأولي يعتبر خطأ منهجي لا يغتفر..والمعالجة المتصورة هي مفهوم(المقتضي والمانع)اي أن الداعي والدافع مُتححق لترتب النتيجة ولكن لوجود مانع حال دون ذلك ..هذا المفهوم في المعالجة يُخالف الظهور من ترتب الفعل بمجرد الأعمال المذكورة في متن الرواية ..وكما يقال الظهورحجة(وهو تحقق النتيجة بمجرد الأعمال المذكورة في الرواية)ما لم ترد قرينة على الخلاف .
السؤال :ماهي القرينة هنا والتي بموجبها ننتقل من الظهور الأولي في العلية إلى المقتضي والمانع ؟

الجواب :القرينة هنا هو عدم التحقق الخارجي لمراد واخبار المعصوم ..وقد حققنا في علم الكلام والعقيدة انهم عليهم السلام لا يكذبون ولا يشتبهون في اخباراتهم على مستوى الحكم الشرعي والموضوع الخارجي ..إذن نصل لنتيجة مؤدها ومفادها أننا في حالة تطبيق بعض الروايات ولا تتحقق تلك الإخبارات أن هنالك عوامل ثانية لها مدخلية في ترتب المُدعى والمُخبر عنه في الروايات الشريفة ..وليس عدم صلاحيتها للتعميم والتحقق للفعل المُخبر عنه.

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

السلوكيات والأفعال والظواهر الخارجية ..مقدمة للعلم وإذعان النفس..الشعائرالحسينية.. انموذجا.

الفيلسوف ألماني (هايديجر) يذهب في نظرية المعرفة وبناء الذات المعرفية واتصاف الأنا بصفات وخصائص وقيم سلبية وإيجابية ..ينشأ ويتولد هذا من العلاقة بين وجودي (أنا) مع الأشخاص أو الأفكار الخارجية ..فحصول هذه العلاقة والربط الذهني والوجود الخارجي يولد ويُنشأ إنعكاس في (الأنا)ويُصبح هذا المُتصور والمُنعكس جزء من شخصية الإنسان.. إذن نفهم من كلامه(هايديجر) أن الهوية المعرفية والعلمية والتي هي من جملة محددات الشخصية للإنسان بالإضافة للجانب السلوكي ..عبارة عن مجموعة العلائق والروابط التي تربط الإنسان بالأشخاص الآخرين ..
من هذه المُقدمة ونحن نعيش ذكرى شهادة إمامنا الحسين (ع) وما يتفرع على  هذه المناسبة من اعمال وسلوكيات تستدعي المُراقب والمُشاهد والمُتتبع من خارج المنظومة الإسلامية أو المذهبية –خاصة- يُلاحظ ويتمعن في تلك الأفعال والسلوكيات والظواهر..ومما لاشك فيه حتى يحصل العلم وهو نوع تصديق وإذعان للنفس لابد أن يكون مسبوق بتصور..وتصور القضايا إنما يحصل بطرق مُتعددة منها ..السماع من الآخرين ..وعن طريق القراءة للفكرة المكتوبة ..أو بإدراك الحواس ومنها النظر..إذن الحواس مصدر اساسي من مصادر تلقي المعارف والتصديق بها ..فتأتي الأهمية من الشريعة ومصادرالمعرفة واحاديث أهل البيت (ع) على التشديد بالسلوكيات والظواهرالمُتبعة في هذه المُناسبة ..ومما لا شك فيه أن طريقة إحياء هذه المناسبة لا تُمثل الطريقة الأفضل والأكمل ..وقسم منها لم يخضع لآلية البحث عن مواكبة التطور والذي يسير سيرا حثيثا وسريعا ..ولا يُلحاظ عادة مناسبة تلك الشعائر لخصوصية الزمان والمكان .. وما يُدعى في الوقت الحاضر بشعيرة لا تصدق عليه هذه التسمية ؛لأنها مُرتهنة بإجتهاد وإعمال نظرغير المُتخصصين فتكون حالة إستحسان شخصي بعيدة كل البُعد عن مُرادات الشريعة من توظيف هذه السلوكيات والظواهر لهدف سامي وكبير ..ومما لاشك فيه يكون الضرر الحاصل اكبر من موار النفع ولست اقصد هنا أن اُخرج المُبتكر لهذه الأفعال والظواهر عن دائرة الإخلاص وحُسن النية ..ابداً وإنما حُسن النية بمفرده غير كافي في موارد إعمال نظر اهل التخصص والحقل المعرفي ولا سيما إذا كان بدعوى أنها من صميم الشريعة واحكامها الشريعية .

الأحد، 13 سبتمبر 2015

(الجهل المعرفي ببعض المفاهيم..ليس قبيح مطلقاً وعلى كل حال)


فُطر الإنسان على حُب المعرفة ليتخلص من ضغط الجهل وهي حالة غريزية إن لم تكن تكوينة وفطرية ..فالمعرفة والعلم يُشكلان للإنسان وضوح الهدف وإنارة الطريق..ولكن الجهل المعرفي ببعض المفاهيم وعدم تداولها والتي يترتب عليها سلوك وتطبيق خارجي قد يُشكل ويكون لبعض الناس أو لربما لشعب أواُمة حالة ايجابية جيدة ومُستساغة عُقلائيا لفترة زمنية أو لظرف ما..فبعض المفاهيم لابد من قيّم وراعي يُحددها ويُشذبها من الزوائد أويضيف لها صِبغة تُناسب البيئة التي يُراد بذرها وإنباتها فيها لتكون صالحة لمتناول الجميع؛حتى لا يقع الإشتباه والخطأ في توظيفها من خلال الإعتماد فقط على البيئة والحاضنة التي ولدت فيها..أواخذ المفهوم كما هو من دون النظر للوازمه وشرائط تطبيقه..والخطأ الحاصل من التطبيق غير مُغتفرلأنه يُسبب مأزق اجتماعي ونفسي أو تفكيك في البناء والنسق المُجتمعي .
وهذه بعض التطبيقات الخاطئة نتيجة الخلل في توظيف المفهوم.
التعددية الحزبية والسياسية لإدارة العراق..
عدم المصادقة على إعدام الكثير من الإرهابيين ومن ثبت بحقهم جرائم قتل ..تحت قانون حقوق الإنسان.
ارتفاع نسبة الطلاق في شمال العراق.. تحت عنوان حقوق المرأة ..

السبت، 15 أغسطس 2015

الوعي المرحلي يُحدد من قانون التزاحم المدرسي بالتوسعة..الوطن والمواطنة أنموذجاً.

قانون التزاحم والتدافع حاكم على جميع البشرية وبمُختلف التوجهات الشخصية منها والعامة وفي كُل الحقول المعرفية وهذه سُنة تكوينة عند الإنسان لا يمكن إنكارها ..
ما تشهده الساحة السياسية العراقية في هذا الوقت بالذات من تجاذبات هي حالة طبيعية نتيجة الخلل الذي واُسس عليه البلد والحكومة ..وايضاً نتيجة الخلل للإستغلال الفاحش للمال العام من قبل الأشخاص الذين تسنموا المناصب عن طريق المُحاصصة الحزبية والولاء للمُتصدين للعملية السياسية ..فأثبتت هذه الجهات فشلها في إدارة الحكومة بل أوصلت المواطن للتذمر والإمتعاض من الواقع المأساوي قياساً بميزانية الدولة ..فعملية الخروج والتظاهر تشكل ردة فعل طبيعية على الوضع الحالي .
ولكن القفز على الواقع والذي يُعتبر أمر غير طبيعي ومنطقي أن يقوم بعض المُثقفي واكاديمي المدارس الفكرية الأُخرى من غير الإسلامية بإيجاد مناخ وأرضية لتشويه الإسلام وتعاليمه ومناهجه ..نتيجة الإخفاقات والسرقات وسوء الإدارة لمُعتنقيه من الساسة .
ينبغي على هذه النخبة المُثقفة والتي تسعى لخلط الأوراق ببعضها وإبرازها على شكل نسق واحد ..أن تعي جيداً الحالة النفسية للإسلاميين خاصة سوى كان الإنتماء للإسلام والشريعة من منشأ عقلاني وبوعي أو مجرد تقليد أعمى وتعصب ولا يستند لمُبررات موضوعية وعلمية .
وهنا وفي هذا الظرف الإستثنائي خاصة أُخالف ما يُقال (لا تنظر إلى كثرة اهل التدين بل أنظر لمنشأ الدين عندهم ) فهذه المقولة لا تُجدي نفعا في أكثر الحالات لخلق حالة من التشكيك لدى اتباع الشريعة الإسلامية.
الناس المُنتمية للمدرسة الإسلامية -غالباً -لا يمكن أن تنساق وتستمر بالمسير والتسليم بشعارات مُستغلة ومُجيرة  سياسيا ومُأدلجة لطرف ما ..فسرعان ما تعي الخطر الحقيقي الذي يُمارس ضدها بعمليات القتل والتكفير والإقصاء ؛بسبب الولاء لهذه المدرسة الإسلامية ولمذهب التشيع خاصة ..مما يخلق حالة من الإرتداد المُعاكس على أتباع المدارس الناقدة للشريعة والإسلام ..قد يُساهم هذا الإرتداد النفسي والذي سينعكس سلوكياً بإيجاد حالة من العداء بين مُكونات ونسيج المُجتمع العراقي ..مع مُلاحظة الشخصية العراقية والبُنية النفسية والإجتماعية وما تُفرزه في سلوكها العدائي وعدم تطويق الصراع على اصل الفكرة  بحدودها ومُشخصاتها سواء كانت سياسية أو اجتماعية وفي أي حقل معرفي آخر.. بل تتعدى للقطيعة والتصادم والذي يصل في بعض الأحيان لإراقة الدماء-لاسمح الله-.
 ينبغي علينا جميعا وفي هذا الوقت والظرف الخاص أن نترك قانون التزاحم بتوسعة دائرة المدارس والإنتماآت الفكرية لنا.. وعلى حساب الأُخرى وبكل أشكالها ..ونركز على بناء روح المواطنة والوطن فهُما عامل مشترك يجمعنا تحت سقف واحد.


الإسقاطات النفسية ..قد تُبعد الناقد عن الموضوعية في عملية النقد .

يُعتبرالنقد من معالم ومُحددات هوية المُثقف هذا من جهة ..ومن جهة اُخرى يُمارس فيه عملية التصحيح وتحديد المسار بالتقويم والإرشاد؛لحفظ وتحصين المدرسة التي ينتمي إليها أو الأُمة التي يُدافع عنها ..ويُعتبر النقد الموضوعي في كثير من الأحيان ضرورة إنسانية واخلاقية لحفظ المصالح العامة للأُمم والأفراد .
تنطلق عملية النقد -اي الداعي والباعث والمُحرك - وفي أغلب الأحيان من الشعور بالإمتعاض والإزدراء أو الحقد الشخصي ..فيكون الدافع  لهذه العملية نفسي بحت ..وهذا الدافع بحد ذاته لايُشكل حالة غير طبيعية ومُخالفة لأساسيات الخِلقة والتكوين في حياة الإنسان ..بل هو موافق لطبعه النفسي ويُصنف بالفعل الاإرادي .
ولكن غير الطبيعي في عملية النقد حين يقوم الناقد بإظهاروكشف العملية النقدية من حيز الفعل النفساني والذي قلنا أنه الباعث والمُحرك وهو فعل لا إرادي ..إلى الوجود الخارجي الإرادي بتجسيدها -العملية النقدية-على شكل حفريات وتنقيب الخلل المُراد تقويمه وتصحيح المسار فيه.. إما عن طريق كتابة أو خطابات شفاهية .. هنا وفي هذه المرحلة تكمن الخطورة بأن تأتي الإسقاطات النفسية وحالة الإمتعاض والإزدراء لتحجب القِراءة الموضوعية النقدية فتحرفها عن مسارها العلمي فتكون ذات صبغة عدائية شخصية لا مساحة للتحقيق والتدقيق العلمي ويكون النقد مجرد أداة طيعة بيد الأهواء والمُحفزات الشخصية العدائية الخارجة عن البحث المعرفي والعلمي.
فمقتضى الموضوعية التدقيق والصدق وكذلك تحديد دائرة المساحة التي يروم الناقد إعمال نظره العلمي فيها ..وهذا عامل مُشترك لدى كُل المدارس الفكرية والتي يرجع اليها الناقد  باعتبار مرجعيته العلمية ومحددات هوية المعرفية وإنتماءه الفكري .
ولكن تزداد نقاط الحيطة والحذروالتأمل للناقد والباحث  المُنتمي للمدرسة الإسلامية بخصوصيات أكثر؛وذلك تبعا لمصادره المعرفية والتي شكلت المعالم البارزة لهذه المدرسة ..فينبغي عليه توخي الدقة والموضوعية وتجنب الغيبة والبهتان والكذب ..ومعرفة التكليف في مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر.    

الجمعة، 7 أغسطس 2015

هل إستغلال الواقع والتفاعل الجماهيري من البعض ..مُنسجم من الناحية النفسية وليس بالأمر المُستغرب؟

يتمعن الإنسان بدراسة مجريات ما يدور من حوله من ظواهروسلوكيات لغرض المعرفة والعلم أوالإستفادة في التطبيق بمُحاكاة غيره من أبناء نوعه ..
هل تعتبرعملية التلون السلوكي والفعل الخارجي من قِبل البعض وهم يحاولون الإنتفاع من مُجريات العملية التصحيحية أو التغيرية لردود الفعل الجماهيري على حدثٍ ما مُتخذين من  المظهر الجماهيرلونهم المفضل ..غير مُنسجم مع البُنية النفسية للبشرفيعتبر أمر طارئ ؟
لدى أبناء البشر خصوصيات منها إستثمار الوقائع والظروف لتحقيق مُبتغى وداعي في نفسه أو ما يسمى بالنوايا والسرائر ..يحاول قدر الإمكان إستثمارها بشتى الوسائل والطرق وقد يركب موجة الوضع الراهن لهذه الغايات والمقاصد فيتلون بطبيعة السلوك البشري والجماهيري .
من الناحية النفسية والعلمية هذه الظاهرة ليست مُستغربة في حد ذاتها ؛لأنها تنسجم مع البُنية النفسية للإنسان .. فطبيعته التكوينية تقتضي إستغلال الظرف والفرصة والعمل على إستثمارها .. وقد يُخفي تلك المقاصد لفترةٍ ما لحين الهيمنة والإستحكام ..هذا من ناحية المفهوم والوجود الغريزي في أعماق جبلة الإنسان وتكوينه .. ولكن الخطر الحقيقي والمُشكلة تكمن في المصداق الخارجي للدواعي والمقاصد النفسية وكيفية توضيفها .. وما فعلته بعض التنظيمات والأحزاب السياسية وعلى إختلاف مرجعياتهم الفكرية والهوية الإنتسابية بتمريرمخططاتهم على الشعب أو الأُمة في مرحلة وظرف أو زمان ما ..تناغمة هذه الأحزاب من حيث الخطاب مع مُرادات الجماهير الغاضبة ولكن بعد مضي فترة تبين أنهم غير صادقين في التطبيق والسلوك والعمل الخارجي.
 فبعد معرفة أن ركوب الموجة من بعض اصحاب النوايا والدواعي باستغلال المد والحركة الجماهيرية ليس بشيء مُستغرب كون المنشأ والدافع نفسي..
فما هي الأدوات التي بموجبها يمكن معرفة النوايا والدواعي التطبيقية لهذه الخصوصية قبل فوات الأوان واستغلال الناس والجماهير والركوب على اكتافهم  لتحقيق هدف غير هدفهم الذين يسعون لتحقيقه؟

من جملة الأدوات ..الإستفادة من التجربة السابقة فلا يقتصر الوعي على بناء قناعة أو تصوروإدراك والذي يتبعه إتخاذ قرار على التكرار التجريبي والسلوك الخارجي لمجريات الأحداث ..بل قد تُنتج المُشاهدة والتجربة الواحدة بالتأمُل والتدقيق من صنع عقل تحليلي يمكنه الإستفادة من أدوات التعميم والتسرية على الرغم من إختلاف المشهد والصورة أو الزمان والمكان؛وذلك بسبب أن الدواعي والنوايا منشأها عند الإنسان واحد ألا وهو النفس ..وإن اختلفت في الغايات والسُبل والطرق.

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

لا مُلازمة بين الهوية الإسلامية ومشروع إسلامي في بناء الدولة ..الأحزاب الشيعية العراقية أنموذجاً.

الساسة من المكون الشيعي خاصة والذين مارسوا إدارة الحكومة في السنين الماضية وفشلوا في تحسين البُنى التحتية للبلد والمواطن واتلفوا المال العام بين السرقة والتفريط وهدر الطاقات البشرية ..هؤلاء وإن كانت خلفيتهم وهويتهم إسلامية  وينتسبون للمذهب الجعفري ولكن لم يكن لديهم مشروع إسلامي في إدارة البلد والدولة .
وهنالك فرق بين الإنتساب والهوية وبين المشروع الإسلامي فلا مُلازمة ..فعملية خلط الأوراق من بعض المدارس الفكرية الأُخرى بين هذين المفهومين هو عملية اصطياد في الماء العكر والضحك على الذقون ..وإعتبار أن المشروع الإسلامي فاشل وغير قادر على إدارة الحياة العامة للناس .
البعض من الساسة ركب موجة التدين واستغل الدين والشريعة لمصالح حزبية ضيقة ووضيعة جداً ..ولكن المُتتبع يجد بوضوح ولا خفاء فيه أن السلوك والخط العام لمشروعهم في الإدارة والحكم لا يجد الصبغة الإسلامية كمنهج تأسيس عملي في بناء الدولة على المقاس الإسلامي . 

الموضوعية في صحة الإنتساب للمدارس الفكرية .

دراسة أي مجتمع أو أُمة تدعي الإنتماء والإنتساب لمدرسة فكرية سواء كانت هذه المدرسة سماوية أو بشرية ..ينبغي على الباحث مُلاحظة الموضوعية  لصحة هذه الدعوى .
فالدراسة الموضوعية تمر بمرحلتين للباحث والمُحقق ..
المرحلة الأولى:دراسة البُنى التحتية للأفكار والتصورات والأوامر والنواهي والتكاليف وبكل أقسامها الشرعية والأخلاقية وغيرها .
المرحلة الثانية:تسليط الضوء على السلوك والفعل للمجتمع على مستوى أفراد أو اُمة مُجتمعة وملاحظة مقدار إلتزامهم بالتعاليم والتي تم دراستها وتحقيقها في المرحلة الأولى ..وتسجيل مُخطط بياني لمقدار التطبيق لهذه القيم والمبادئ ..
هنا يأتي دور التقيم النهائي ..
هل هذه النظريات والبُنى التحتية لأفكار المدرسة قابل للتطبيق ؟وما مقدار تلك المساحة؟
هذا التشريع والتقنين ونسبة عدم التطبيق لأتباع المدرسة ..هل هو خارج عن قدرة الإنسان وتكليفه ؟
وإلا لماذا لا يلتزم الأفراد بما هم أفراد في التكاليف الفردية أو الأمة والمجتمع بالتكاليف الخاصة به ؟
هنا يأتي الحصر العقلي للنتيجة ..إما الخلل في المُقنن والمُشرع ..أو الخلل والتقصير في الناس .

جدلية السعادة ..

هل هي إنبعاث وتصدير من داخل النفس لمُحيطها الخارجي ..وبغض النظرعن الترفيات ووسائل الراحة المُتوفرة ؟
أو هي إنعكاس ما هو خارج النفس البشرية من تلك الوسائل والترفيات والتقنيات الحديثة من انظمة الإتصال وتقنية المعلومات ..فبهذه الوسائل تتأثر النفس فتغمرها السعادة ؟

مُقتطفات في تشخيص الخلل للحركات السلفية الجهادية.

1-التكفيريون ومن ساندهم سكروا حتى الثمالة بأوراقهم الصفراء البالية والمُحرفة والتي لا مساحة فيها للعقل والتعقل ..فالكثير من ادبياتهم ومنظومتهم التكفيرية مبنية على أساس قالوا الشيعة ونحن نقول خلاف ما قالوا .
هذه المجاميع المُتخلفة غير قادرة على مواكبة عصر ما قبل الصناعة ..فضلاًعن عصر تقنية المعلومات والتكنلوجيا والتي يتقارب البشر فيما بينهم رغم إختلاف الدين والمعتقد والقومية ..ومما يُضحك الثكلى أنه يسعون لإدارة العالم .
2-الأدبيات التكفرية والجهادية السلفية هي حين ولادتها سقطت ناقصة الخِلقة ومصيرها الموت ..ولكنها تبحث عن مُتنفس لها في ارض رخوة لتعيد لنفسها الحياة..مُتناسة أن الفضاء الحر غير صالح لأدبياتها المُتهرئة ..فهي تعيش حالة من الإرتدادعنيفة جداً..مما يُنبأ بإفلاسها..وعدم إستطاعتها إقناع الآخر.
3-ويبقى التحجر الفكري يستمد صلابته المعوجة من افواه المجانين الذين يقرأون الدين والتاريخ بعين محولة وعوراء ..فيحصل إنكسار في الصورة المرئية لهم..وما يحصل من قتل للإنسان تحت مُسميات ما أنزل الله بها من سلطان ..يُنذر بكارثة تدهور العقل البشري.
4-نظرية تناسخ الأرواح القبيحة والشريرة والمُتحجرة اقرب للتصديق من نظرية تطور الأنواع .زفالجاهلية المقيتة والمُتعفنة بأشخاصها ومُسمياتها حلت ضيف علينا في هذا القرن بلباس وثوب إسلامي وهو في غاية البُعد عن الدين والشريعة والعقل ..وفعل العقلاء.

السبت، 1 أغسطس 2015

معرفة الحقيقة ..هل يستلزم البوح بها على كل حال ؟

يسعى الإنسان لمعرفة الحقيقة  والواقع  في كل مفردة من مفردات حياته الشخصية ليُرتب عليها مساره خوفاً من الوقوع في الخطأ مستقبلاً..فيستخدم كل الوسائل والسبل للوصول إليها ..وهذه المعرفة والإدراك للحقيقة وواقع الأمور له جنبة شخصية بحياته لا يشاركه احد فيها والأخرى تترتب على طبيعته كإنسان إجتماعي تتقوم حياته بالتواصل والإنفتاح مع ابناء نوعه الإنساني فقتضت الضرورة أن يُشارك غيره في بناء نفسه ووجوده ..
إذن ما يسعى للحصول عليه من الحقائق له ربط وعلقة بغيره وإن كان له مدخليه في حياته الشخصيه ..
السؤال :معرفة الحقيقة ..هل يستلزم البوح بها على كل حال ؟
لمعرفة الجواب ينبغي أن نعرف ونعلم أن البحث عن المعرفة والحقيقة لغرض إدراكها وتصورها اولاً له أدواته الخاصه فالميزان والمعيار والموضوعية في كشف الحقيقة وادراكها ,يُخالف ويفترق  من ابرازها والبوح بها لأن الثاني -كشف الحقيقة والبوح بها-الميزان والمعيار والموضوعية فيها هو الحكمة من الآثار والسلوكيات وردود الفعل ..قد تكون حقيقة تم إدراكها بأدواتها الموضوعية ولكن نقلها وكشفها لا يُرتب أثرها المبتغى منها.. هذا إذا لم تتحقق الغاية من الهدف السامي في هدفية الحياة وتقوية الأواصر وشد وربط العلاقات الإجتماعية فيما بين الناس .
وإطلالة على مصادر التشريع الإسلامي يُشاهد هذه الحقيقة واضحة وجلية ..فهدف المُشرع والمُقنن من إبراز الخطاب بالإضافة لعملية التقنين يلحظ المُشرع الحكمة من ذلك حيث هدفه تقريب الناس إليه عز اسمه ليستشعروا ويعرفوا عطفه ورحمته وكرمه ..علما أن الأحكام الشرعية مبنية على نظرية أنها تابعة للمصالح والمفاسد ..فالمُشرع يعلم من أول الأمر أن هذا الفعل والسلوك قبيح ومحرم ولكن لمصلحة ما اقتضت الحكمة التأخير والتبلغ بها بالحرمة والمنع من فعلها ..ويشير في بعض الأحيان إلا بعض الأضرار المُترتبة عليها ليخلق أُنس بعملية الإبتعاد ..هذا حال خالقنا وصاحب الفضل في وجودنا ومن له العبودية والتسليم والخضوع .
اما ينبغي أن يتشبه الإنسان بخالقه العظيم ..
فإدراك الحقيقة ومعرفة بعض التفاصيل لمن نتعايش معهم لايستلزم بالضرورة الكشف عنها لهم.. لربما يُسبب لهم أذى نفسي أو هجران وابتعاد عن تفاعلهم معنا ..وهذا ما يُخالف مُتبنيات طبيعة الإنسان أن يكون مُنفتح على ابناء جنسه ونوعه.

الأربعاء، 15 يوليو 2015

الهوية المعرفية بين الموضوعية والطريقية

           تشكل الهوية المعرفية والعلمية اداة  تعريف وتحديد للإنتساب العلمي أو الثقافي للمنتمي لهذا العنوان هذا من جهة ..ومن جهة اخرى وسيلة ربط بين ابناء البشرولكن هناك اشتباه يقع فيه البعض أن هذه الهوية هل هي على نحو الموضوعية ؟بمعنى أن الإنتماء ملازم للفهم  الحقيقي للحقل المعرفي الذي تعنون به ..

          أو انها على نحو الطريقية؟ أي أن هذا الشخص المنتمي للحقل المعرفي لا تلازم بينه وبين التخصص ..العنوان يكون طريق وكاشف للمعنون ..                

الاثنين، 13 يوليو 2015

العشق والحب ,,يساهمان في الضبط السلوكي للفرد

يلتزم الإنسان (في الغالب) في المجتمعات والدول بمجموعة من القوانين والأحكام تُنظم حياته كفراد بمفرده أومع أقرانه وابناء نوعه الإنساني,,وهذه الدساتيروالقوانين قد لا تؤهل الأفراد لبناء الذات والرُقي ..
 فلا يُقتصر الضبط السلوكي للفرد على هذه المجموعة من القوانين والأحكام والتي تنشأ من مدارس فكرية سواء كانت سماوية أو بشرية..

بل هناك نوع آخر من الإلتزام والضبط السلوكي للفرد ينشأ من حبه وعشقه أو احترامه لشخص ما .. مما يدعوه هذا الإرتباط لتجنب الكثير من المُباحات والأشياء المُرخص فيها شرعاً أوالتي لايوجد قيد ومحذور إجتماعي يمنعه من فعلها..ولكن الداعي والباعث لتركها وتجاوزها ..أنها تُعتبر عند الطرف الذي يحبه غير مرغوب بها أو تُثير حساسيته.. إذا لم يطلع  ذلك المُحب على تصرفات من احبه ..ومن هنا يكون بناء الذات وسمو النفس ارقى وأكمل ؛ لغياب السلطة الرقابة وتحفيز الضمير..حيث يكون الشعور بالمسؤولية هو الدافع والمُحرك..وهذه قيمة إنسانية عالية جداً.

الخميس، 2 يوليو 2015

إخضاع النص الديني والشرعي وتحكيم للواقع الخارجي ..بين القبول والرفض.

شكالية منهجية وفكرية..
العامل الأساسي الذي  ساهم في ضمور المنهج المنطقي الأرسطي من
الساحة الفكرية الغربية هو تطبيق هذا المنهج على الطبيعيات والتجريبيات .. فبعد التجربة تبين خطأ النتائج المنطقية ..فهذه الحقول المعرفية ليست من مساحة  وحقل الإتجاه العقلي  ..
ما يُنظر له البعض من النخبة المثقفة والأكاديمية من جعل المنهج التجريبي حاكم على النص الديني والشرعي بالجملة ..أي أننا نؤمن بأحقية القران ومصادر المعرفة للمدرسة الإسلامية ..ولكن ينبغي أن نُخضع النصوص الشرعية بأجمعها للواقع الخارجي والمنهج التجريبي ..فأن ثبت بالتجربة  صحت ما ذُكرتمسكنا بحرفية النص.. وإن لم تثبت ..فما ذُكرمن مراتب التعليل أو الحكمة في النص نسعى لتأويلها..وهذا خطأ منهجي وقع فيه أصحاب هذه النظرية فاالكثير من المفاهيم الشرعية والتي ورد ذكرها وحكمها في القرآن في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي يدخل فيها قول الأئمة (ع).زليست من مساحة وحقل المنهج التجريبي .

الربا ..انموذجاً.

الأربعاء، 1 يوليو 2015

الحسن والقبح المُجتمعي ..


من المباحث المهمة جدا في حقول المعرفة هو الحسن والقبح المُجتمعي ..ومعنى ذلك لو تبنى المجتمع ظاهرة اجتماعية واعتاد الناس عليها وبغض النظر عن صحتها وخطأها ..ستصبح هذا الظاهر مانع ورادع من الإتيان بما يخالفها سوى على مستوى السلوك أو الفكر ..وقد ينتشرفي المُجتمع  فعل قبيح ويصبح كظاهرة هنا يخف نبذ المجتمع لهذه الظاهرة ويخرجها من القبح والسوء وعدم التذمر من فاعلها .. بل قد يراه فعل حسن ولا يُلام فاعله ..ومنشأ ذلك أن الأعراف الإجتماعية مُتحركة وغير ثابتة ..

من هنا تأتي اهمية هذا المبحث والذي يشكل رادع إضافي إلى الموانع الأُخرى سواء كانت شرعية أو قانونية ..

الثلاثاء، 30 يونيو 2015

النقص في الموروث الشرعي ..وبناء الدولة الإسلامية

الموروث الشرعي والتراث الروائي خاصة حين البحث والتحقيق نلاحظ النقص أوعدم وجود روايات صريحة وواضحة  تُصرح ببناء منظومة سياسية مُتكاملة من إنشاء دولة أو كيفية التعامل الدولي وتجسير العلاقات بين الدول وصياغة قوانين على مستوى حماية الفرد والمجتمع في داخل هذه الدولة ..وليس هذا نقصاً في المنظومة الإسلامية بعد معرفة أن الروايات أغلبها جاءت عن طريق اسئلة من الناس والمعصوم يُجيب عليها..أو أن المورد لم يكن محل ابتلاء في ذلك العصر .. ولم يكن النبي(ص)في الأعم الأغلب يضع حزمة من القوانين والتشريعات كعمل البرلمانات الحالية..                                                                              
ومع فقدان هذه الروايات والأحاديث الواضحة والجلية ..يتصدى غير المُتخصص واصحاب العُقد النفسية لبناء مجتمع ودولة إسلامية ..بالأخذ من مصادر الشريعة وبقراءة مُتجزءة وغير شمولية لمبادئ النظام العام للإسلام ..فلا يُصيبنا الذهول والعجب من قتل وتشريد للإنسان بإسم الدين والملة .                                                         

الخميس، 7 مايو 2015

النقد ..وعملية الإرتدادات في الخطاب

عملية النقد ودفاع المُنتقَد.. تعيش في عالمنا العربي والإسلامي ازمة إرتدادات عنيفة جداً,فلا يُشاهد في الأفق إستظهار من خِطابهم المُتبادل أي تصحيح للأخطاء وتوجيهها الوجه الصحيحة نحو الهدف المنشود من هذه العملية النقدية والتي تقوم بها الأفكار..ولعل السبب الرئيسي والمُهم هو أن الذوات الشخصية ومُتبنياتها هي الحاكمة في عملية عرض الخطاب الناقد مما يشكل عقبة ومانع من الإنفتاح على الآخر.  

الاثنين، 23 فبراير 2015

القراءة السياسية الواعية ..كيف تكون ؟

المُشتغل بالحقل السياسي –خاصة –والذي يسعى لإتخاذ القرارات المفصلية والجريئة ..ينبغي عليه أن يقرأ جميع الأوراق المُبعثرة كلاً على حده ..ثم يسعى لجمعها بفهم واحد..وإلا ضيع الكثير من الفرص..

 فالقراءة غير التامة والناقصة لمُجريات الأحداث  تولد فهماً مُشوشاً يتبعه قرارغير صائب..

السبت، 14 فبراير 2015

عيدالحب ,,بين سلوك وفعل العقلاء والشريعة .

الحب غريزة اودعها الله تعالى في اعماق الإنسان ليُديم بها حياة البشر.. وتكتمل به نظرية الإستخلاف في الأرض ..والغرائزوالتي من جملتها الحب ليست إرادية وداخله تحت اختيار الإنسان وفعله .. بل حتى الخالق العظيم بما هو مُشرع للأحكام  ليس من صلاحيته إصدار حكم لهذه الدائرة والمساحة الغريزية ؛لأن موضوع التكليف هوالقدرة ..وقد أدرك العقل استحالة التكليف بغير المقدور..فموضوع التكليف هو الفعل الإختياري والإرادي ..فالحكم من المولى تعالى ينافي حكمته تعالى وهو الحكيم..نعم ما ينشأ منها(الغرائز) ويصدر عن طريق الحواس والأفعال هو داخل تحت الإرادة والفعل..لأن للقلوب رسائل ..فيكون موضوع للتكليف الشرعي.
حركة العقلاء وافعالهم الخارجية مُتفاوته من بلد إلى آخر بل في نفس البلد الواحد يقع الإختلاف في التعبير والسلوك ..ولكن المنشأ للفعل الصادرمن النفس والغريزة واحد ؛لأن النفس والغريزة واحدة.. وإن كان هنالك تفاوت بين البشر من حيث الشدة والضعف لبعض الغرائز ..
نصل إلى نتيجة مفادها وعلى نحو الأختصار..أن هنالك مُشتركات بين الشعوب والأُمم وعيد الحب من تلك المشتركات..نعم وسائل التعبيرقد تختلف بين الأفراد والمُجتمعات ..
فالمُنتمي إلى مدرسة فكرية حري به أن يكون سلوكه وفعله الخارجي موافق لمُتبنيات مدرسته التي حددت معالم هويته المعرفية ..فيرى هل الفعل الخارجي والسلوك الصادر والمُتولد من غريزته يكون موضع قبول وجوازلمصادر المعرفة لمدرسته والشريعة التي ينتمي إليها ؟
وعل فرض الموافقة واصالة الإباحة والجواز هل هنالك عنوان ثانوي حاكم على هذا الأصل فيخرجه من إباحته إلى تكليف آخر؟ فمُحددات الفعل الخارجي والسلوكي للإنسان من صلاحية المُشرع ..

إن مايقع فيه بعض المُصلحين من خطأ هو التركيز على السلوك والفعل الخارجي من دون النظر إلى منشأ الفعل المُراد تقويمه وإصلاحه مما يشكل حالة من النفور للمُتلقي للنُصح والإرشاد ..فهو يشعربوجدانه بوجود دافع نفسي يدفعه لفعل ما .. والذي يُرشد له المُصلح يطالبه بقلع جذر المسألة وهذا القلع ليس من دائرة التشريع !!. 

الأحد، 1 فبراير 2015

غريزة حب المعرفة والحكمة ..تحتاج الى سلطة تنفيذية قوية

غريزة حب المعرفة والتي يُدفع بها ضغط الجهل ..والغرائز الأُخرى تحتاج في وطننا العربي وفي العراق خاصة إلى سلطة تنفيذية قوية ومُحايدة ؛حتى توجِد حالة التوازن في القوى ..لأن الأخريات من الغرائز استحوذنَ على خُزانة الوقت والثمن ..وبقية غريزة حب المعرفة والحكمة تعاني الوحشة والإفلاس ..

العلة ودورها في النظام الخارجي ..بين المدرسة المادية والإسلامية ..حزب الله انموذجاً.

قال تعالى في محكم كتابه العزيز (إن تَنصُرُوا الله يَنصُركُم وَيُثَبّت أقدامكُم)محمد(ص)7.
وقال عز إسمه (وَلَيَنصُرنّ الله مَن يَنصُرُهُ إن الله لَقَويّ عَزِيز)الحج40..
من ضمن جهات الإشتراك بين المدرسة الإسلامية وبعض فلاسفة الغرب والمدرسة المادية( مبدأ العلية )وأن العلة مؤثرة في المعلول ..ولكن المدرسة المادية ضيقت من دائرة تأثيرها وأدعوا أن هذا القانون مساحته في العالم المادي والحسي والتجريبي فقط حيث توهموا أن قانون العلية هو قانون تجريبي بحت.. اما المدرسة الإسلامية ذهبت إلى ابعد من هذه الدعوى ..وأن هذا القانون شامل للأمور المعنوية والتي هي من جملة العوامل المؤثرة في الخارج وترتب الأثر,,ولاينحصر التأثير بالأمور المادية فقط..وهذا لايمكن الوصول إليه إلى من مصادر المعرفة الحقيقية لهذا الكون ..وما تقدم من ذكر لبعض الآيات دليل على المُدعى.

إنتصارات حزب الله لبنان أنموذجاً. 

الثلاثاء، 20 يناير 2015

الإغتراب الفكري ..محنة الإنسان المعاصر

محنة الإنسان مع الإغتراب ليست بالجديدة بل هي قديمة بقدم وجوده في هذه الإرض ولكنها مُتفاوتة من حيث الشدة والضعف ..واُستعمل الإغتراب الجغرافي كمادة قانونية في نظام العقوبات من إبعاد الإنسان عن وطنه أو مسقط رأسه والمحل الذي يهوى البقاء فيه ..

وقد خففت التقنيات والإكتشافات العلمية الحديثة من التواصل الإجتماعي والأنترنت لحدٍ ما من هذا الإغتراب الجغرافي..ولكنها لم تساهم في  تخفيف محنته في الإغتراب الفكري وفهم الآخر,, بل  قد ساهمت في تعقيد المسألة ..فالتعصب وعدم الإنفتاح على الآخر محنة الإنسان المُعاصر ..

الخميس، 8 يناير 2015

حفريات في النصوص الفقهية ,,التعايش السلمي أنموذجاً


الباحث والمُتصيد في التراث الفقهي لمدرسة اهل البيت (ع) يجد الكثير من المفردات الثقافية والفكرية الحديثة في طيات وبحوث العلماء,, وإن لم يفرد لها باب مُستقل بهذا العنوان العصري ..فحقوق الإنسان والتعايش السلمي والتي اصبحت الشغل الشاغل في هذا العصر لما لها من وقع في النفوس نتيجة الممارسات الخاطئة من بعض الأفراد المحسوبين على الدين والشريعة ..وهي منهم بُراء.
سنتناول هنا مفردة على صغرها ولكن ما يترتب عليها شيء في غاية الأهمية ,,حيث ذكراالمحقق الحلي (رحمه الله )المتوفى676ه  كتابه الفقهي شرائع الإسلام ,,أنه قال:(وتضمن –الخمر-إذا غصبت من ذمي ,متستراً,ولوغصبها المسلم .وكذا الخنزير.)ص205ج4.
وذهب الشيخ محمد حسن النجفي المتوفى سنة 1266ه في كتابه جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام مُعلقاًعلى الرأي المُتقدم للمُحقق الحلي:(بإجماع الفرقة وأخبارها في محكي الخلاف بل قيل :إن الإجماع أيضاً ظاهرالمبسوط والسرائر والتذكرة)ص44ج37.
فالخمروالخنزير لامالية لهما في مدرسة اهل البيت (ع)..ولكن لوغصب المسلم الخمر والخنزير من الذمي وكان متستراً في شربه واكله لهما ..وقام المسلم بإتلافهما يجب عليه أن يدفع قيمتهما الى المُستحل لهما.. لواراد العوض والتغريم ..
فالعلامة لايتبنا نظرية نسبية الحقيقة والمعرفة ..إنما هي صورة مشرقة من صور التعايش السلمي..فامتلاك الحقيقة لايُلازم إلغاء خصوصيات الآخر,, وإن كانت خصوصيات الآخرلاقيمة لها. 

قِراءة في عمق الخبر,,التنظيمات الجهادية السلفية هل تقتل اتباعها وجنودها؟

             
 نقلت بعض وكالات الأنباء أن داعش قامت بإعدام بعض مُنتسبيها من الجاليات  الوافدة من الدول الغربية؛مُعلل ذلك بإنسحابهم من أرض المعركة أوعصيان الأوامرأوكشف التنظيم البعض ان البعض منهم يروم العودة لموطنهم الأصلي ,,ولست في مقام نفي أوإثبات الخبر,,إنما نسعى  لإثباته على ذلك  نحوالإمكان,, بإبراز قرائن وعوامل نفسية قد تكون صالحة لتأيد المدعى,, وقبل إبرازوذكر القرائن نذكر على نحو الإختصار بعض المُحفزات لتوجه ألى  مناطق الصراع التي يتواجد فيها التنظيم,,ومن تلك المُحفزات أن قدومهم (للجهاد) تحت شعار رُفع  (خلافة على منهاج السنة),, وغيرها من اساليب التغريرالمالي والتضليل الإعلامي,,وهذا المفهوم الذي طُرح (الخلافة الإسلامية) وقع الإشتباه في مصداقه الخارجي بالنسبة لبعض قادة التنظيم والسواد الأعظم من المقاتلين المنتمين للتنظيم,,وما أن وصلوا الى ارض العراق وسوريا وجدوا الكم الهائل من التناقضات ,,والتي قد تدوم وتبرر لفترة زمنية ما امام التعبد الأجوف بلوي وتحريف  الدليل القرآني والنبوي بحسب ما تشتهيه الأنفُس المريضة ,,ولكن حالات الإعدام الجماعي وقطع الرؤوس وتكفير وقتل من ينشق عنهم ويلتحق إلى حركة جهادية سلفية ثانية تنتمي لنفس مدرستهم الفقهية,,ولد لديهم حالة من التشكيك بأصل الدعوى والجهاد فضلاًعن تطبيقاته الخارجية,,فهم في الغرب يعيشون التطبيق العملي لحقوق الحيوان وكثرة التعامل اليومي مع الحيوانات برعاية خاصة سواء في الحالات الطبيعية اوعند الكوارث ,,فبقي هذا السلوك والفعل مخزون لديهم سواء بوعي أوبلاوعي,, قبلوا في البدء -وكما اسلفنا - بتصرفات وأفعال لاتنسجم مع الشعور الإنساني والبشري,, ولكن يبقى ضغط النفس الداخلي لهذه الأفعال المُشينة والتي يندى لها جبين الإنسانية الرحبة يُحرك بداخلهم ما عهدوه من تعاملهم هناك مِما هو ادنى من الإنسان بل لايكاد يقاس به,, وهوالسلوك السابق(التعامل مع الحيوانات بشفافية )بقي مخفي لحين  أن تأتي ساعة التمرد على افعال لاتنسجم مع الخط العام للتفكير العقلائي فضلاً عن مرادات الشريعة الإسلامية .

قد يكون هذا التحليل النفسي بخطه العام شاهد على الهروب الجماعي للمُنحدرين من الدول الغربية والتي تستخدمهم داعش وسيلة إعلامية لجذب (السياحة الجهادية).