الاثنين، 19 أكتوبر 2015

السلوكيات والأفعال والظواهر الخارجية ..مقدمة للعلم وإذعان النفس..الشعائرالحسينية.. انموذجا.

الفيلسوف ألماني (هايديجر) يذهب في نظرية المعرفة وبناء الذات المعرفية واتصاف الأنا بصفات وخصائص وقيم سلبية وإيجابية ..ينشأ ويتولد هذا من العلاقة بين وجودي (أنا) مع الأشخاص أو الأفكار الخارجية ..فحصول هذه العلاقة والربط الذهني والوجود الخارجي يولد ويُنشأ إنعكاس في (الأنا)ويُصبح هذا المُتصور والمُنعكس جزء من شخصية الإنسان.. إذن نفهم من كلامه(هايديجر) أن الهوية المعرفية والعلمية والتي هي من جملة محددات الشخصية للإنسان بالإضافة للجانب السلوكي ..عبارة عن مجموعة العلائق والروابط التي تربط الإنسان بالأشخاص الآخرين ..
من هذه المُقدمة ونحن نعيش ذكرى شهادة إمامنا الحسين (ع) وما يتفرع على  هذه المناسبة من اعمال وسلوكيات تستدعي المُراقب والمُشاهد والمُتتبع من خارج المنظومة الإسلامية أو المذهبية –خاصة- يُلاحظ ويتمعن في تلك الأفعال والسلوكيات والظواهر..ومما لاشك فيه حتى يحصل العلم وهو نوع تصديق وإذعان للنفس لابد أن يكون مسبوق بتصور..وتصور القضايا إنما يحصل بطرق مُتعددة منها ..السماع من الآخرين ..وعن طريق القراءة للفكرة المكتوبة ..أو بإدراك الحواس ومنها النظر..إذن الحواس مصدر اساسي من مصادر تلقي المعارف والتصديق بها ..فتأتي الأهمية من الشريعة ومصادرالمعرفة واحاديث أهل البيت (ع) على التشديد بالسلوكيات والظواهرالمُتبعة في هذه المُناسبة ..ومما لا شك فيه أن طريقة إحياء هذه المناسبة لا تُمثل الطريقة الأفضل والأكمل ..وقسم منها لم يخضع لآلية البحث عن مواكبة التطور والذي يسير سيرا حثيثا وسريعا ..ولا يُلحاظ عادة مناسبة تلك الشعائر لخصوصية الزمان والمكان .. وما يُدعى في الوقت الحاضر بشعيرة لا تصدق عليه هذه التسمية ؛لأنها مُرتهنة بإجتهاد وإعمال نظرغير المُتخصصين فتكون حالة إستحسان شخصي بعيدة كل البُعد عن مُرادات الشريعة من توظيف هذه السلوكيات والظواهر لهدف سامي وكبير ..ومما لاشك فيه يكون الضرر الحاصل اكبر من موار النفع ولست اقصد هنا أن اُخرج المُبتكر لهذه الأفعال والظواهر عن دائرة الإخلاص وحُسن النية ..ابداً وإنما حُسن النية بمفرده غير كافي في موارد إعمال نظر اهل التخصص والحقل المعرفي ولا سيما إذا كان بدعوى أنها من صميم الشريعة واحكامها الشريعية .