الاثنين، 10 مارس 2014

هل يمكن للعقل أن يبين علل بعض الاحكام التي لم تبين في الخطابات الشرعية؟

 



هل يمكن للعقل ان يبين علل بعض الاحكام التي لم تبين في الخطابات الشرعية؟.الانسان يتأثربالقضايا المحسوسة اكثرمن تأثره بالماورائيات. فستيحاشه وعدم انسه بها دفعه للبحث عن علل وحقائق الاشياء وتفسيرها تفسيراعلميا 
حسيا. ووجد ضالته من خلال الاستكشافات الحديثة وما حققتة التجربة العلمية من انجازكبيرفي هذا المضمار .والدافع لذلك هوحبه الجبلي الفطري المركوزفي اعماقه للكمال ،والذي يسعى ويد فعه للتخلص من ضغط الجهل بحقائق الامور.فسعى للتفكير في تفسير ماحوله وأول مراحل الفكرهودفع الجهل.. ليحددبعدذلك رؤيته الكونية والسلوكية لتنظيم نفسه، اوما يرتبط به..ولكن المنتمي للشريعة اغنته في كثيرمن الاحيان من مشقة البحث والعناء، حيث رسمت له_الشريعة_ الرؤية الصحيحة بعدان قطع العقل بالانقيادلها. لان المشرع اعرف به وبما ينفعه في حياته ومابعدها.ولمصلحة وحكمة اخفى المولى تعالى بعض العلل والمصالح عن عباده لبعض التشريعات . ومنها :بعض الأحكام من الفروع ،كالكيفية الخاصة بالحج ،وكذلك الصوم و الصلاة ،والاغسال الواجبة ،التي تؤدى بطريقة خاصة، وغيرها من العبادات الواجبة والمستحبة .ويبقى السؤال يضغط على الانسان لماذا اخفى المولى تعالى بعض العلل والملاكات والمصالح؟فهل ارادالمولى للعقل ان يشغل هذه المساحة كما دعاه لذلك في باب الاعتقاد؟سنجيب على هذا السؤال في خاتمة البحث . لقد سعى بعض الاسلاميين الى تفسيرهذه العبادات مجهولة العلل والملاكات تفسيراعلميا حسيا .ولكن ماهوالداعي الذي دعاهم لذلك ؟وهل توجد عقبة تحول من تدخل العلم والتجربة في تفسيرالنص الديني والاسلامي ؟وهل هذه العقبة والمانع مطلق ام ان هنالك مساحة خاصة بنى عليها المتخصصون من مخالفة بعض الظهورات في النص الديني وحكموا العلم والتجربة فيه؟وهذا ماسنتناوله ..اماالداعي قد تكون هذه الاسباب مجتمعة اومتفرقة ،هي الداعي والمحرك لتبني التفسير العلمي لبعض العبادات مجهولة العلل وهي:

(1) أن الانسان بمقتضى الطبع العام ،مجبول على حبه للكمال، والجهل يشكل عقبة امام كماله ،فيسعى لرفعه.ولكن للاسف اشتبه في تطبيق المفهوم على المصداق.وهل هذه الموارد من موارداعمال الفكروالعقل؟.(2):بعض العبادات تخالف الطبع العقلائي ،فسعى لابراز مبررعقلائي لرفع استيحاشه.
(3):اعتبرالبعض ان الفقه من العلوم المستهلكة وتكون خاضعة الى العلوم المنتجة كالفيزياء والكيمياء والفلسفة  والرياضيات.
(4):النص الديني نتاج بشري فهو لايتمتع بأي قدسية .فلامبررلاخفاء شيء .لأن الفعل العقلائي لابدمن كاشفية فيه ولايمكن أن يعلل بأنه غيبي تعبدي.
(5):الاعجاب بالدراسات الحديثة في الغرب ،حول فهم النص الديني .ومنها :نقدالنص الديني،والقراآت المتعددة للنص الديني ،وتاريخية النص الديني ،وكذلك القراءة البنيوية للنص الديني .
(6):التأثربالنزعة المادية التجريبية والحسية وماحققته من انتصار على الكنيسة .حيث اكتسبت التجربة اهمية كبرى في الميدان العلمي وبالاخص تلك البديهيات التي صورتها الكنيسة كالايمان بأن الارض مركز العالم_ علما انها لم تكن قائمة على اساس منطقي عقلي ،اودليل فلسفي _ونقضها العلم والتجربة .وبناء على التشابه بين الدين فيمكن تسرية التجربة الى بعض مواردالشريعة الاسلامية؟!!هذه جملة من الدواعي للتفسير العلمي لبعض العبادات مجهولة الملاكات والعلل.واما العقبة والمانع من التفسيرالعلمي لمااخفاه المشرع ولم يبين علله وملاكاته فهي:اذالم يصرح المولى تعالى، بعلل الاحكام وملاكاتها، فلاسبيل للعقل لادراكها.، لعدم احاطته بأوجه المصالح والمفاسد ،نعم قديدرك العقل اشتمال فعل على مصلحة الا ان ذلك وحده غيركاف للجزم بترتب الحكم المناسب للمصلحة المدركةعلى ذلك الفعل لاحتمال أن يكون للمصلحة المدركة مايمنع عن تأثيراثرها وحصول القطع بكون المصلحة المدركة تامة لايكون عقلائيا بعد الاتفات لهذا الاحتمال .لان الحجية للحكم العقلي القطعي لاالظني.نعم قد يدرك العقل الحكمة من الحكم والحكمة تشكل جزء العلة لجعل الحكم على موضوعه ولذلك لايدورالحكم مدارها.فالحكمةغالبا ماتذكر لغرض الاقناع اوليكون الحكم مأنوس عندالمكلف اولرفع اسستيحاشه من الحكم . ومن الموانع والذي اشرنا اننا سنجيب عليها لاحقا وهو: هل اراد المولى تعالى ان يجعل مساحة للعقل في العبادات كما في العقيدة؟والجواب :في اصول العقائد لابد من اعمال العقل ،والى لزم الدور.اما في الفروع فلاتنفى الاحكام العقلية القطعية. فبعدان ادرك العقل بوجود خالق ،و تجب طاعته في اوامره ونواهيه ،وادرك انه حكيم فيستحيل ان يصدرمنه مايخالف الحكمة، وان احكامه نابعة من ملاكات في المصالح والمفاسد. فأوامره ونواهيه اذا لم يبين لنا عللها فاذا كانت تدرك بالعقل القطعي فهوحجه لحجة القطع .اما ادراكها باالعقل الظني فهو ليس بحجة.فالاخفاء للعلل ليس لاعمال العقل والتفكر .بل لعله لترويض النفس على اطاعة ماحكم به العقل من انه حكيم واوامره لاتصدرتشهيا وبدون حكمة. وبناء على ماتقدم هل يلزم من ذلك نفي تدخل العلم والتجربة بالمرة في مساحة الفقة وبالجملة؟والجواب:هنالك موارد ذهب فقهاؤناالى تأثيرالعلوم في الفقة منها تأثيرعلم الطب :توجدرواية يستدل بها على جوازحكم القاضي بعلمة .يعلق السيد كاظم الحائري في كتابه (القضاء في الفقة الاسلامي ص231) بعدان ضعف سند الرواية قائلا:(أما أن ابن الشيخ الضعيف سيكون ضعيفا،فهذه بحاجه الى فحص علمي ،فان ثبت خطأه سقط هذاالحديث عن الاعتبار حتى لوكان تاما سندآ...).وهنالك رواية تعلل نجاسة بول الجارية ولزوم تطهيرة يذكرهاالسيد الشهيدمحمدباقرالصدر(قدس) ويردها في كتابه شرح العروة الوثقى ج3ص15قائلا:(...،ولبن الغلام من بين عضديها ومكبيها مع وضوح خلافة).وكذلك يعلق السيدالخوئي (قدس)على هذه الرواية في كتابه التنقيح ج3ص83ويردها (بأن الطبيعة تقتضي خروج كلا البنين من مكان واحد ،وهذاامريصدقه الطب وعلم التشريح).وتوجدنماذج كثيرة في الفقة اعرضنا عن ذكرها والى استقصاء مواردها جميعا خارج نطاق هذه المقالة فهذه النماذج تشكل مواردللتواصل بين الفقة والعلوم الاخرى .فلابدمن ضوابط تنظم حدود العلاقة وتبين موارد صحة الاستفادة من العلم للحكم على النص الديني وتفسيره .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق