الخميس، 29 مايو 2014

ترجيح الاحتمال..كيف يتم ؟

كثيرةٌ هي الإحتمالات التي نبرزها لتحليل ظاهرة ما..وهذا شيء جيد.. ويعتبر المرحلة الأولى في التحليل  .
ولكن أيها الأحبة والأصدقاء  هذا وحده غير كاف ..خصوصاً إذا اردنا أن نتخذ موقف عملياً ..
فكيف يتم تعين وترجيح بعض هذه الإحتمالات على الآخر ..فيكون مارجحناه هوالأكفأ والموضوعي ؟

هنا تأتي المرحلة الثانية  - والتي تفوق المرحلة  الأولى – وعلى ضوئها نبني مراداتنا الخارجية أو إدراكنا لبعض الأشياء..فالواجب علينا أن ننظرإلى هذا الإحتمال المعين لدينا ونرى  النقطة الأساسية  والموضوعية في الترجيح ..وهي : (قوة الإحتمال بلحاظ المحتملات الأخرى ومدى صمودها أمام النقد والتقويم). 

السبت، 24 مايو 2014

((رسالة)) إلى / قلوب العاشقين فقط..ولايسمح لغيرهم بفتح الرسالة

     
بعد التحية والدعاء لكم بالخير والتوفيق وددت اخباركم بشئ..
تمرعلينا غدا شهادة إمامنا الكاظم (ع)..فهل كان الامام على علم تفصيلي بشهادته؟
قبل الإجابة على السؤال نقول: يذكر العلامة السيد الطباطبائي في الرسائل الأربعة عشرص385-386((واما الأخبارفقد تكاثرت عن النبي (ص)وائمة أهل البيت (ع)أن نورالنبي (ص)أول ماخلقه الله وأن نورهم ونور النبي (ص)واحد وأن الله آتاه علم ماكان وما يكون وما هو كائن وحياً،وأنهم(ع)أخذوه عنه (ص)بالوراثة
وروي عن امامنا الباقر (ع)أنه قال:(فنحن أول خلق الله).                            
وقدثبت في الفلسفة بالدليل أن وجود المعلول نور وشعاع عن وجود العلة .ولذلك تكون العلة على الدوام محيطة بمعلولها ..ويكن المعلول حاضراًعندها بالعلم الحضوري .ولما كان الوجود القدسي للإمام الكاظم (ع)متقدماًعلى عالم الطبيعة في تسلسل العلل فهو من هذه الناحية عالم بحوادث عالم الطبيعة ..بما في ذلك موته  وانتقال روحة إلى عالم المجردات.                       .                                                                                                                 أحبتي وأصدقائي..هنالك روايات ايضا تدل على علم الأئمة(ع)بتاريخ وفاتهم وكيفيتها وحتى الأكلة التي يسمون فيها أو الشخص الذي يضربهم بالسيف..لم اذكرهاخوفاًمن الإطالة.                                                                                                                     

اعتذر إن شغلتكم رسالتي هذه عن متابعة اعمالكم ..دمتم سالمين.                    

طلبة الدراسات العليا والمفاهيم الإسلامية.. بين المنهج العلمي والمؤثرات النفسية


 يشتغل طلبة الدراسات العليا في رسائلهم الجامعية على أكثر المصادر عمقا وتخصصا وإلماما بموضوع اطروحتهم الجامعية .حيث يُعاب على الطالب إذا أتى بمصدر أونقل رأي - وإن كان من الناحية التحليلية والعلمية مقبول - لباحث أوكاتب غير متخصص في هذا المجال المعرفي فيعتبر هذا الهامش أو المصدر خللا علميا ومنهجيا في الرسالة ؛لأن المنقول عنه  ليس متخصصا ..وإن امتلك ثقافة افقية ..فالثقافة شيء والتخصص المعرفي شيء آخر.هذا في مجال الدراسات الأكاديمية .
السؤال :لماذا الأحبة والأصدقاء من الطلبة المشتغلين في الدراسات العليا والذين ينتمون إلى مدرسة أهل البيت (ع)..ويتبنون الفكر الاسلامي منهجا وسلوكا للحياة..حين يكتبون وينشرون على صفحات التواصل الإجتماعي لبعض المفاهيم الإسلامية والتي تشكل في تكوينها عقبات ومطبات تحتاج الى التأصيل المفاهيمي أولاً ..وثانيا الى فقة المقارنة وتبيان المصاديق..وهذا بحاجة إلى المتخصص الحاذق ..ينقلون آراء وكتابات لمثقفين امثال عبدالرزاق الجبران أو سعدون ضمد أو سرمد الطائي أو أحمد القبانجي وغيرهم ؟!
(مع اعتزازي وتقديري للكتاب المشارإليهم -علما أن لدي بعض مؤلفاتهم - ولكن تصنيفهم الفكري لايتعدى الثقافة الأفقية وليسوا من المفكرين والمتخصصين في هذا الحقل المعرفي )

وهنا  لست بصدد الإجبار الفكري والإكراه ..ولكن إشكالية منهجية في ادوات التفكير ابحث عن إيضاح لها من الأحبة والأصدقاء.

الجمعة، 16 مايو 2014

بين حفظ الثابت وإغراءالمتغير.. طلبة العلوم الإسلامية-الحوزة-انموذجا


 إن الإنتساب والإنتماء الى الرمزيعطي ويهب إلى المُنتسب خصوصية ومقبولية عند الناس- والوجدان شاهدعلى ذلك فضلا عن الآيات والروايات الشريفة - ..فتأثيرالمنتمي والمنتسب إلى المؤسسة الدينية والمرجعية في الناس لايمكن غض الطرف عنه اوتجاهله والقفز عليه .. وهنالك مناشئ عديدة لهذا الإرتباط  لسنا بصدد إستعراضها - وإن كان الإرتباط امرنسبياً من شخص لآخر-..ولكن قد تُستغل هذه الخصوصية والمقبولية وعنصر التأثيرعلى المستمع والمتلقي فتنحرف عن مسارها الطبيعي.. إما بالتقول أو التأويل على المرجعية الدينية لشخص ما او لجهة دون اُخرى ..مما يوقعها-المرجعية- في حرج شديد ؛لتحجيمها في مكون اوتيار اوحزب اوشخص متناسياً دورها الابوي للجميع ..ولعل الداعي لهذا الإنحياز إما بدافع إنتماءه الحزبي أو لغنيمة ومكسب لايطول مقامها إلى لوقت قصير.

فهذاالإنحيازهوفي الحقيقة تفريط بالثابت ( أي: حفظ مقام وحيثية المرجعية والمؤسسة الدينية ..لأن هذه الحيثية والخصوصية والتي تعنون بها متفرعة من هذا العنوان ..مما يدعوه الى إجتناب ما ينافيها من الاقوال والافعال التي تسيء لها ولو على المدى البعيد ) في قبال المتغير(أي: إنتمائه الحزبي أوالمغنم المالي أوالإجتماعي ).فمن الناحية الاخلاقية والشرعية على هذا المُنتسب اوالمُعتمد أن يبين للناس أن هذا رأيه الشخصي ولايُخفي دعواه تحت ستارالرمزوالذي خالف مراده تصريحاًاوتلميحاً..حتى لايفهم الناس بأن هذا الرأي مما تتبناه مؤسستهم ورمزهم !! فيفهم المُتلقي والسامع للخطاب أن المتكلم ما هو إلى رسول ومُبلغ..ولكن للأسف ضحى بالثابت في قبال المتغير.. وهذه خيانة للرمزوالمؤسسة وكذلك للمتلقي والسامع؛لأنه تدليس في القول وخلط في الأوراق . 

كشف شعرالمرأة..تعبيرعن الحرية الشخصية

)
 نشرت جريدة المدى العراقية في عددها الصادريوم الاربعاءالموافق 14ايار2014وفي الصفحة 15 خبر عن الغارديان تحت عنوان (فتيات إيرانيات يتحدين فرض الحجاب على الفيس بوك )..وقالت واحدة من الفتيات والتي بثت صورتها وهي تقود السيارة دون أن ترتدي الحجاب ..معلقة على الصورة ,,حريتي المتخفية أثناء القيادة في شوارع طهران ،،
وفي مقام التعليق على الخبر :لااريد التعرض إلى الجناب الفقهي من المسألة بل احببت أن اثيرالمسألة من الناحية الفكرية .
لنحدد اولاً مفهوم الحرية..وهل يوجد اختلاف في المفهوم بين المدارس الفكرية والفلسفية ..وبعد ذلك نرى مصداق هذا المفهوم في الخارج  وعلى أي مدرسة فكرية يصنف سلوك بعض الناس في  تصرفاتهم  ؟
فهل كشف شعرالمرأة امام الأجنبي تعبير عن الحرية الشخصية؟وستره نوع من الإضطهادوكبت للحرية الشخصية؟
الحرية من المفاهيم التي ولدت مع الانسان وهي مغروسة في جبلته وفي اعماقه .. وهذه الحرية تلتقي عندها مشاعر الناس جميعا.فهي ليست ظاهرة حديثة اولدها العالم المتمدن ولا من نتاج الكيانات الحضارية التي يعيشها الإنسان الرأسمالي اليوم ..نعم استغلت بعض الحضارات الحديثة عاطفة الإنسان تجاه الحرية إلى ابعدحدود الاستغلال ..فوقع الكثير من المسلمين في شباك هذا الإستغلال نتيجة عدم تميز المصداق الحقيق لمفهوم الحرية في الفكر الإسلامي .
فمفهوم الحرية في الحضارة الغربية معناه :أن يتحررالإنسان من كل اشكال القيود الموضوعة عليه حتى النفسية منها ..بشرط أن لايصطدم مع حرية الآخرين ..فهي تبدأبالحرية ولكن للأسف تنتهي بألوان العبودية والاغلال للشهوة والغريزة.
اما مفهوم الحرية في الفكر الاسلامي..فالحرية تبدأمن العبودية المخلصة لله تعالى لتنتهي الى التحررمن كل اشكال العبودية وصورها  .فالإسلام يحررالانسان اولاًمن عبودية الشهوات ..لتصبح الشهوة اداة تنبيه للانسان إلى ما يشتهيه ..ولاتكون هذه الشهوة قوة تدفعه لتُسخرإرادة الانسان دون ان يملك بإزائها حولاًأوطولاً.
فالاسلام يهتم قبل كل شيء بتحريرالسلوك العملي للفرد من عبودية الشهوات اوعبودية الأصنام  البشرية والتقرب لها..ويسمح مجال التصرف للفرد كما يشاء على أن لايخرج عن حدود الله وطاعته ..فبعدأن آمن الإنسان بوجودخالق وهوالله تعالى وآمن بأنه المولى الحقيقي ادرك  العقل  أن له حق الطاعة على خلقه وعباده  ..وطاعته تقتضي الإلتزام بأوامره ونواهيه .
فهل يوافق السفور وكشف الرأس مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي ؟! وهل نحن نعيش التناقض بين المفهوم والمصداق ؟!
اسئلة تحددالكثيرمن دعاوى الإنتساب إلى الإسلام المظلوم والذي يعيش الغربة بين مدعيه.

الاثنين، 5 مايو 2014

همس في محراب الإنتخابات البرلمانية..ولكن قضاء مابالذمة!


ماأن وضعت الإنتخابات اوزارها ..وانجلت غبرتها ..وهدأت عاصفتها.. فالعقلاء والناس سيبحثون بعد هذا الهدوء عن مقدار الأضرار.. ومن ثم يرممون ويبنون مادمرته العاصفة .. لااُريدالبحث هناعن مقدار المقاعد التي حصلت عليها الكتل والإتلافات السياسية - فمتابعة النتائج الأولية هي امرجيد ..يُرى من خلالها آفاق تكون المشهد السياسي ..ولكن لست بصدده الآن - ولكن هنالك أمرقد يكون اشد اهمية ..هوأن أرى مقدار الضررالنفسي والأخلاقي الذي اُصبت به من جراء هذه العاصفة الإنتخابية؟فاسأل نفسي واُحاورها بصوت هادئ..واقول لها: مامقدارالقيّم الأخلاقية والمعايرالإنسانية والذي إنطلقت منه في تقيّمي للأشخاص في هذه الحملة الدعائية للإنتخابات؟!
وهل تأثرت  نفسيا وبلاوعي بعملية التسقيط الإعلامي  للآخر لالشئ إلا لأنني اختلف معه في بعض الجزئيات ؟!
فهل سيصبح الإعلام المضلل  وغير الهادف ولاموضوعي مصدر اساسي في بناء التصورلما اُريد أن اُرتب عليه من منهج وسلوك في حياتي ؟!
هل كنت ميكافيليا (الغاية تبررالوسيلة )في هذاالصراع والمضمار الإنتخابي؟!         
الست ادعي بأنني انتمي إلى منظومة فكرية إسلامية متكاملة..ومن اعمدتها وركائزها ..الدعامة الاخلاقية والإنسانية؟!
فإذاوجدتُ مبرر(وهوغير موضوعي ) لبعض الساسة المتنافسيّن والمتصارعيّن في هذه الحلبة والمضمار الإنتخابي لتسقيط الآخرالمنافس لهم ؛لأن الغنيمة والجائزة تستحق ذلك !!..ولكنني لماذا اُشابههم في الفعل والسلوك ؟!
فهل هي يقضة بعدالعاصفة الإنتخابية ؟؟!!  ام هوالسبات ..وكعادتي مع كل حدث..وكأن شئ لم يكن!؟

 (اعتذرمنكم احبتي واصدقائي  جميعا ..فأنتم ارفع  من أن اُخاطبكم بهذا الخاطب ..ولكن احببت أن اُسمعكم محاورتي ومحاكمتي مع نفسي فقط).

اننا بحاجة ماسة الى محطة استراحة

اننا بحاجة ماسة الى محطة استراحة اوفرصة إلى الإسترخاء ..ولكن لا للضعف والإستكانة أوللكسل !! بل للتفكروالتأمل .. لننظر بعين من الريبة والحذرإلى ما يجري من حولنا!!
إن بعض دعاوى الفضاء الحر أوحرية التعبير.. ماهي الى سموم  تبث في بعض المجتمعات وكما يداث السم بالعسل .وبالأخص  في المجتمعات المتأهلة حديثا لفضاء الديمقراطية والحرية والتعددية السياسية.
إن بعض المحطات الفضائية تثير الكراهية والحقد مضافا الى الكذب والإفتراء ..مما ينعكس سلبا على نفوسنا وواقعناالمأساوي.. من تمزيق للنسيج الاجتماعي بين الاسرة الواحدة اوالمكون الإجتماعي أو المذهبي .
إن الحكمة ليس تشخيص الواقع فقط وفقط وإظهاره أو نقده .. بل الحكمة ما هي النتائج المترتبة على هذا التشخيص والنقد.

فهل يحق لهذه الفضائيات أن تدمر المجتمع  والأسرة بإثارت الكراهية والحقد -مع الأخذ بعين الإعتبارأن بعض النفوس صالحة لتقبل هذاالتصعيدالإعلامي - تحت ذريعة الدعاية الإنتخابية وتسقيط الناس  ؟!

إنتخاب المرشحين لمجلس النواب العراقي..كيف يتم؟

ايام تفصلنا عن إنتخاب المرشحين لمجلس النواب العراقي ..كيف يحددالناخب مرشحه ؟
ينقسم المشتركون  في الاقتراع والإنتخاب الى فئتين ..
الاولى:- قاعدة جماهيرية  ولائية ..ارتباطها بالحزب او التيار او الكتلة ارتباط ولائي غير خاضع للمتغيرات السياسية الطارئة على المدى القريب .. ولا تأخذ بعين الاعتبار البرنامج الانتخابي للكتلة أو الحزب المنتمية اليه .. (وهذا الإرتباط لايقتصر به على الأحزاب الإسلامية ..بل يشمل الأحزاب غير الإسلامية ايضا) وهذه المجموعة قد تساعد وتساهم في  تحديد حجم ممثليها في الإنتخاب ولإقتراع قبل حسمه ؛لانها غيرخاضعة للمتغيرات السياسية الطارئة .
الثانية :-قاعدة جماهيرية غير ولائية ..يحركها البرنامج الإنتخابي المطروح من  الكتلة اوالحزب ..ولكن هذه القاعدة الجماهيرية والتي لاترتبط بالحزب او التيارارتباط ولائي ..بل ارتباطها على نحو الطريقية -أي تتحرك لهذا الحزب او التيار الذي يحقق لها ما تصبوا اليه وتطمح الى تحققه عن طريق من يمثلها  - قد لاتأخذ بعين الإعتبار البرنامج الإنتخابي المكتوب سواء كان تحسين معاشي او معالجة سكن او ماشاكل ذلك ..بل تضع في سلم اولوياتها الظرف الراهن وكيفية ادارة الازمة فيه ..او تتأثر بمتغير سياسي مُفاجأ وطارئ .

 فتحديدحجم هذا الحزب او التياراوالكتلة لا يُتكهن فيه ؛لأن المتغير السياسي المفاجأوالطارئ يحدد حجم ممثليه

المرجعية الدينية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع ..لماذا؟؟


إن اتخاذ موقف من ذوي المواقع المؤثرة في القرار السياسي أو الإجتماعي أوفي اي حقل معرفي آخر..امامه مسؤوليتان ..
المسؤولية الأولى : تتمثل ببناء صورة وتصورعن الواقع المراد إتخاذ قرارحوله وفق مبررات موضوعية ..والمبررات الموضوعية هنا هي :الإنكشاف لهذا الموضوع وفق رؤية واضحة المعالم.
وليس المراد من الموضوعية والإنكشاف هوالمطابقة للواقع ونفس الأمر..بل المراد منها-الإنكشاف والموضوعية- أن تكون وفق قواعد الفهم والذوق السليم والإرتكازأوالتباني العقلائي المتعارف.
المسؤولية الثانية : المطلوب من صاحب القرار المؤثر- بعد أن بنى تصوره عن الواقع  في المسؤلية الأولىإتخاذ موقف عملي يحدد به السلوك إما للفرد أوللأُمة .. اي ما ينبغي ان يُفعل ويُعملوالموقف العملي المُتخذلابد  من مبررات موضوعية له ايضا..والمبررالموضوعي -الذي يترتب عليه الموقف العملي أي ماينبغي أن يفعل- هنا ينبغي أن يكون موافقته للحكمة التي ترتبط بنوع الأثر المترتب على هذا الموقف العملي ؛لأن الحكمة ليس تشخيص الواقع فقط وفقط واتخاذقراروفق التصوروالإنكشاف كما مرفي المسؤولية الأولى  .. بل الحكمة ما هي النتائج المترتبة على هذا التشخيص.
فحينما يقول شخص أنا اقف على مسافة واحدة من الجميع لايعني أن تقيمه لهم بمستوى واحد !!فمسافة الوقوف ترتبط بالموقف العملي المتولد من (المسؤولية الثانية ) ولاعلاقة لهابالتقيم المتولد والمتفرع من(المسؤولية الأول)

شيعة العراق .. طاعة الحاكم ام المرجعية الدينية


 ان في حركة الشعوب والامم تجارب ومحطات  ..يُكشف من خلالها عن ماهية وتوجه تلك الأمة والشعب مابين الشعار والتطبيق ..ويخضع بعضها للدراسة والتحليل والنقد.ولسنا نحن شيعة أهل البيت في العراق بمعزل عن هذا..حيث كثر السؤال عندما ظهرت النتائج الأولية للإنتخابات البرلمانية - ومن كلا الإتجاهين(الاسلاميون وغيرهم) – أن الشيعة في العراق ..من الناحية الشكلية والصورية متمسكون بالمرجعية الدينية ..اما من الناحية التطبيقية والسلوكية يرون مصالحهم الخاصة وبمعزل عن التوجه المرجعي.
 وفي مقام الرد على هذا الإشكال والتساؤل:
لم تكن الساحة الشيعية في يوم من الايام فارغة من العمل المرجعي ..فالمرجعية الدينية حاضرة في كل مفردة من مفرداتنا اليومية ..أي على مستوى الاحكام الجزئية والتكاليف الشخصية ..ولكن الساحة الشيعية تعيش حالة من  الفراغ في العمل القيادي والتنظيمي لإدارة امورها السياسية ..مما يشكل هذا الاخير التفافا من الجماهيروخصوصا عندما يكون هنالك تجاذب مذهبي ..فبلاوعي يدفع اتباع مدرسة اهل البيت (ع)الى الإلتفاف حول القيادة والحاكم السياسي. ولعل التجربة السابقة للإخوة في التيار الصدري وفي عام(2007- 2008 )عندما خلقوا واوجدوا حالة من التوازن المذهبي ودفع الحيف عن الشيعة  في المناطق الساخنة شاهد وجداني على مقدار التعاطف والإلتفاف حولهم  .

ومن ناحية اُخرى لم يكن هذا الصوت من داخل المؤسسة الدينية رقما صعبا في المعادلة ..لأن هنالك عوامل تساهم في تأثير القرار الصادر من المرجعية الدينية ..منها مقدار المقلدين له.. حتى تشكل فتواه عائق ومعضلة  ..هذا اولاً.وثانيا فكرة فصل القيادة الدينية عن السياسية غير مختمرة لدى  شيعة العراق نظرياً فضلا عن جانبها التطبيقي الخارجي.فلا يوجد لدينا فقيه يديرالعملية السياسية نرجع اليه في كبريات المسائل ..وفي نفس الوقت لدينا فقية نقلده في المسائل الشرعية الجزئية .