الأربعاء، 19 مارس 2014

المثقف والنقد الواعي

هوية المثقف ان يكون ناقدا ..والنقد هنا في هويته المعرفية لايعني الرغبة في النقد بما هوهو..وفي خظم هذا الانفتاح وان كل شئ اصبح مكشوفا اوقابلاللاستكشاف ..نبحث عن المثقف الذي يحددلنا بوصلة الاتجاه سواء كان المعترك فكرا سياسيا اواجتماعيا او دينيا ..ولكن المهم اخوتي الاحبة ان يكون المثقف واعيا ..فإرتباط المثقف بالوعي يفترض ان نلحظ خصوصيا ت المعرفة الواعية ..لأن من اشكال المعرفة ما لايتعدى ويتجاوز حد المعلومة دون ان يكون لها تأثير في الوعي ..ومن خصوصيات المعرفة الواعية اعتماد لغة المنطق ..فبعض المثقفين يفتقد- في بعض الاحيان- في عملية النقد الى المنطق العلمي والموضوعي ..ويبدأنقده منطلقا على اعتماد لغة التشكيك والسؤال ..فيعتقد أن إثارة السؤال تكفي كمبررمنطقي لصحة النقد ..فهو –أي الناقد المشكك- عندما يطرح السؤال قد لايكون مراده الجواب !!بل يعتبرهذا السؤال التشكيكي خطوة اولى في عملية التغير ..وبذلك يبتعد عن الموضوعية العلمية في اثارة الاسئلة لإيجاد الحلول .

السبت، 15 مارس 2014

السلوك ..هل يمثل الرؤية الكونية

نشر احدالاصدقاء على صفحة التواصل الاجتماعي مقالة حول كيل الحكومة العراقية بمكيالين ..ومن ضمن تعليقات الاصدقاء –والذي يتبنى الفكر الماركسي-:(اليست هذه دولتكم الموعودة!!).وفي مقام التعليق نقول:
يقع الكثير من الاخوة - سواء كانوا يتبنون فكرا اسلاميا اوفكرا بشريا كسلوك اومنهج - في اشتباه لعله غير مقصود ..لنقد ظاهرة سلوكية ..اجتماعية كانت او شخصية لفرد او جماعة ..منتمية لدين اوعقيدة او حتى لمذهب بشري ..بتسرية هذه الظاهرة السلوكية والعملية الى البناء والقواعد او مايسمى البنى التحتية الفكرية ..والاصطلاح لها هو الرؤية الكونية ..ولعل الاخ الناقد والمعلق وقع في هذا الاشتباه ..فالإنتساب للمنظومة الفكرية يحدد بمقدار التزام المنتمي لها ..وبعبارة اكثر وضوحا :نرى الرؤية الكونية والحكمة النظرية للمذهب سواء كان ديني او بشري ومن ثم نزن اتباعه او المنتسبين اليه بمقدار تمسكهم بمتبنيات نظريتهم الكونية والحكمة النظرية..ليحددالسلوك العملي والحكمة العملية على ضوئها ..هذا مقتضى التفكير والتحليل العقلائي لدراسة الظواهر. البشرية المرتبطة بالنظم والنظريات الفكرية . فالنظام القيمي والافكار العملية والآيديولوجية متوقفة على مرحلة سابقة مبتنية عليها ؛لان هنالك علاقة وثيقة بين الرؤية الكونية والآيديولوجية اذلايمكن أن تكون هنالك آيديولوجية مالم تسبقها رؤية كونية.

الاثنين، 10 مارس 2014

تداخل بعض العلوم مع البعض الاخر

تداخل بعض العلوم مع البعض الاخر حقيقة يلمسها كل باحث منصف وموضوعي ..وذكرنا فيما سبق ان عملية التغيب الفكري لعلم من العلوم يؤدي الى ارباك وتشويش في المنظومة الفكرية والمعرفيةالبشرية ..واخذنا عينة..علم اصول الفقه للفكر الشيعي ودوره في البناء والابداع لعلم الفقه والذي يعتبر _علم الاصول _المنطق له ..وقلنا سابقا ان دوره لم ينحصر ويقتصر على هذا المجال ..اي مجال تحديد الضوابط والقواعد في عملية استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها الخاصة ..بل كان له ابداع كبير في عدد من اهم مشاكل الفكر البشري ..وذكرنا مفردة من ذلك فيما سبق .والآن نذكر بعض الحقول التي ابداع فيها الفكر الاصولي والتي تناولها مفكرفي هذا المضمار الا وهو السيد الشيد محمد باقر الصدر (قدس )-نذكر قسم منها على نحو الاختصار والتصرف -.. منها:ابدع في مجال نظرية المعرفة..وهي النظرية التي تدرس قيمة المعرفة البشرية ومدى امكان الاعتماد عليها وتبحث عن المصادر الرئيسية لها .
ومنها - ابداع الفكر الاصولي- :في مجال فلسفة اللغة ..فقد سبق احدث اتجاه عالمي في المنطق الصوري اليوم وهو اتجاه المناطقة الرياضيين الذين يردون الرياضيات الى المنطق والمنطق الى اللغة ويرون ان الواجب الرئيسي على الفيلسوف ان يحلل اللغة ويفلسفهابدلا عن ان يحلل الوجود الخارجي ويفلسفه.فإن المفكرين الاصوليين قد سبقوافي عملية التحليل اللغوي وليست بحوث المعنى الحرفي والهيئات في الاصول الادليل على هذا السبق.

اشكالية التعدي من العلوم التخصصية لغيرها

يتمتع الانسان بقدرة على التصور ،والتي يتبعها ادراك واذعان لما توصل اليه  من خلال هذه الحركة الفكرية.ويشكل هذا الفهم والادراك الذي توصل اليه في مجال من مجالات العلوم التخصصية  والأكاديمية هاجس للنفس بالشعوربالقدرة على إستيعاب باقي العلوم الآخرى ولاسيما دائرة الفكرالديني ..وهذا مايقع فيه بعض المبدعين في مجال الدراسات اللأكاديمية لمايشعربه الباحث من هيمنته اواستيعابه لمجال تخصصه وابداعه فيه.. ممايؤدي الى الغاء الخصوصية بين العلوم مستعينا بالتشابه والتماثل –أي هذاالعلم يشابه ويماثل هذاالعلم- مما يدعوه إلى إجراء ادوات ومستلزمات هذاالعلم للآخر. وهذامن الأخطاء الشائعة والتي لايقرها العقلاء فضلا عن العقل.

عملية التغير والجانب السلوكي

يركز بعض المثقفين في عملية النقدوالتقويم على الجانب السلوكي والايديولوجي فقط.. ممايشكل عقبة امام عملية التغيروالتوعيةللمجتمع المراد تغيره . ممايجعل  عملية التغير معقدة وصعبة ..وقد التفت البعض من النخبة التنويرية والتي ارادة علمنة الدين الى هذه الاشكالية فبدأت عملية الاصلاح لديهم متوافقة مع المنطق العقلائي والعقلي لعملية التغير ..بتغير الرؤية الكونية والحكمة النظرية للناس اولا.ونضرب لذلك مثال:د.ابو زيد وسروش واركون ارادكل واحد منهم تغيب المنهج النصي المقدس للتراث الاسلامي ..فطرحة نظرية بشرية الوحي والتشكيك بالمقدس حتى يقرأ بوعي منفتح وان القرآن الكريم ظاهرة اجتماعية أي اللغة والظواهر الاجتماعية بشرية وعقلائية فهي قابلة للنقد والتقويم ولم يخبرو المتلقي لخطابهم التنويري أن اترك دينك الخرافي (والفاشوشي)!!لان الدعوى ستواجه بالرفض والامتعاظ .ولكن بأسلوب منمق مرتب يسلبون من الناس دينهم بحجة الحداثة والألسنيات والهرمونطيقا وتعددالقراءت وهلم جرى.فأدعوا الاحبة واني لهم لناصح اذا كانت لديهم افكاريرومون طرحها أن لايركزوا على الجانب السلوكي والمصداقي او الفعل الخارجي الممارس من بعض الشريحة التي يروم نقدرؤيتها الكونية الواقعية ..فجعل المصداق والسلوك الخارجي للناس اداءة لابطال المفاهيم والافكار والحكمة النظرية جريمة في عملية التفكير الموضوعي والحر .

التغيب الفكري لحلقة من حلقات العلم( الحلقة الثانية)

تقدم منا أن تغيب حلقة من حلقات التواصل الفكري  والمعرفي بين بعض العلوم يؤدي في النتيجة والمحصلة النهائية الى خيانة فكرية –اذا كان التغيب متعمدا- ؛لان النظرية المراد طرحها ترتكز على مبحث وتحقيق في علم آخر..وتغيب هذا العلم – من قبل صاحب النظرية او من يتبنا هذه النظرية من بعد مؤسسها وصاحبها  - ليس  من المشتهيات الشخصية والذاتية  حتى يحق له انكارها او عدم د خالتها بتنقيح طرف من اطراف نظريته.فتداخل بعض العلوم مع البعض الاخر حقيقة يلمسها كل باحث منصف وموضوعي ..وذكرنا فيما سبق القراءة الثنائية ..النص والقارئ  فقط وتغيب قصد ومراد التكلم وانها بالاضافية الى المخالفة  للمتبنيات العقلائية  لانهم يبحثون – اي العقلاء- عن مرادالمتكلم الذي يريد افهامهم من خلال كلماته التي اطلقها .وكذلك فيها مخالفة علمية عقلية ..فبعد ان قطع العقل بعصمة المتكلم كيف يلغى مقصده ومراده !!؟

نذكرالآن نظرية أخرى ولد ت ولادة قيصرية من رحم المجتمع الغربي واريد لهذا  المولد أن يربى في حضن المعرفة والنظرية الاسلامية ..ولا يتأتى ذلك الى بتغيب علم الكلام والعقيدة ..هذه النظرية هي التعددية الدينية –ولايسع المقام لتوضيح مفهومها ومعنها وانما ذكرناها لغرض اطلاع الاخوة علىى عملية التغيب الفكري – وان كل من يذهب الى اعتناق دين فهو على حق ومصيب !!..بينما علم الكلام  يقول لابد من تحصيل نفس الامر والواقع  للمباحث العقدية والكلامية  ؛لأن الواقع الخارجي واحد ولايقبل التجزءة والتعددية..بل تجاوزوا بهذه النظرية  الى ان اعتناق أي مذهب من المذاهب الاسلامية  مجزئ ومبرء للذمة!!مغيبين عن القارئ المثقف ان علم اصول الفقه والذي يعتبر منطق الفقه ومؤسس لاغلب  قواعده ولد في احضان علم الكلام والعقيدة..والاختلاف العقدي بين المذاهب الاسلامية واضح لغير المتخصص فضلا عن المتخصص والباحث الموضوعي .

التغيب الفكري لحلقة من حلقات العلم

ان عملية التغيب الفكري لأحد حقول المعرفة يشكل للقارئ والمتلقي للنص الملقى اليه خيانة فكرية – اذا كان يتعمد في التغيب- .. وتزداد المأساة اذا طرحت الافكار في الهواء الطلق ولاسيما ونحن نعيش الفضاء المفتوح والرحب و إنتهاء زمن تكتيم وتكميم الافواه ..والمتلقي لهذا الخطاب الفكري لايتمتع الا بثقافة افقية غير معمقة مما يؤدي الى تبني الافكار والاذعان لها بنفس مطمئنة ..علما أن هنالك حلقة وسطر مفقود لو اطلع عليه القارئ لتغيرت الفكرة الملقاة اليه..
نظرب لذلك مثال :علم الكلام والمباحث العقدية وعلم اصول الفقه اللذان يشكلان معلما بارزا في الفكر الشيعي ..فتصدير فكرة الهرمونيطيقا والقراءة الثنائية ..النص والقارئ فقط ..وحذف مراد المتكلم ومقاصده من هذه القراءة .يشكل خطأ منهجيا في الفكرالشيعي -خاصة -بناء على عصمة المتكلم لهذا النص ..والذي يجب ان يبحث مسبقا وبعد اثبات العصمة كيف يلغى من عملية القصد والمعنى !!؟والامام المعصوم اعلم الناس بأحكام هذه الشريعة وهو يعلمها على واقعها الصادرمن الله تعالى.
إننا بحاجة ايها الاحبة الى عملية وعي وتأني في القبول والرفض لبعض الافكار.

التعددية الثقافيه

ان من يتبنى التعددية الثقافية والفكرية يلزم لما تبناه ان يحترم خصوصية وافكارالآخر- ولكن بشرط  ان يكون الآخريحترم الانسان الذي يشكل المرتبة الاولى في سلم المدارس الفكرية الدينية منها والبشريةإن لم يكن هول الاول ولآخرلها-وما وصل اليه من نتائج وتصورات والتي بنى منظومته الفكرية والعملية-وإن كان منشأ وصوله لها متدنيا ووضيعا في ادوات التفكيروالتصور للاشياء وما يحيط بها ولكن الحرية المفتوحة تجعل بعض المثقفين والمتنورين ومن كل الاتجاهات ولا استثني احد يعيش المفهوم في ذهنه ومخيلته -الانفتاح الفكري والتعددي - فقط وفقط..ولكن حينما يمارس الحفريات الذهنية المتجسدة بالكتابة والتحليل تراه يحيدعن البنى التحتية لافكاره –التعددية الثقافية- والتي  انطلق منها .فيمارس في واقعه الخارجي الانحصارية وتغيب الآخر..وكم اتمنى أن يكون التغيب والانحصارية مبني على ادلة متينة ومسلم بها ..ولكن مفردة (كالو) -اي هنالك مجموعة  نقلت وقالت كذا عن هذا المبنى الفكري او السلوك الخارجي- هي الدليل!!او يشاهد حالة فردية -وإن كانت تمثل رقما في فكر الآخر -ويجري عليهامتبنياته القبّلية واسقاطاته النفسية ليمارس التحليل والتوصيف والاستنتاج على هذه الظاهرة الفردية .فكيف اذكانت الظاهرة التي يبني عليها  دراسته لغرض تخطأة الرؤية الكونية والحكمة النظرية لمن يدعي انتسابه لهذه الرؤية ..صاحبها ومعتنقها –افراد كانوااوأمة- لايجيدابجديات المتبنى الفكري الذي ينتمي اليه.

ايجابيات الانفتاح على الآخر

يسعى الإنسان إلى تحصيل العلم  والثقافة ..لأنه بفطرته طالب للمعرفة  والعلم دفع للنقص ولمعرفة  ماحوله من الأشياء .وتحصيل وكسب بعض المعارف والعلوم  لايحصل إلى عن طريق التفكر..ومعنى التفكرحركة الفكربين المعلوم والمجهول ؛لأجل الوصول الى معرفة المجهول الغائب عن حواس الإنسان..فالمثقف والباحث يستخدم كل ادواته لتحصيل الوعي المعرفي والثقافي..ومنها-أي ادوات التحصيل - إستعانته بمخزن المعرفة والتصوروالإدراك الموجود لدى العقول الأخرى.. وهذا من تمامية وكمال عملية التفكير..وهو مايشيراليه الحديث الشريف :(اعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه) ..فأي غفلة عن تصورمن التصورات في البحث وعدم الالتفات إليه قصورفي حركة الفكرلمعرفة الحقائق والأشياء..فهذا الإنفتاح الفكري –وبغض النظرعن الرؤية الكونية والآيديولوجية- على الطرف الآخروقراءة المنظومة الفكرية التي يبني عليها تصوراته وإدراكاته يدعونا إلى التعايش والانسجام ..وليس من الضروري  أن الانفتاح على الآخريلازم الإعتراف بمبانيه الفكرية.فهنالك الكثيرمن المشتركات الفكرية في قواعدواسس التفكير.

الترغيب والترهيب ..اين يقعان؟

أدرك الإنسان بشعوره و بوجدانه أن لديه مجموعة من القوى المركوزة في أعماق جبلته ..هذه القوى هي المحرك والدافع لأفعاله الخارجية والتي يديم بها وجوده وتكاثره ..ومنها ما يدعوه لحفظ أبناء نوعه وجنسه .
هذه القوى هي الغرائز والشهوات..وكيف لايكون غاية الخالق تعالى أن يديم الإنسان وجوده في هذه الحياة ولايبعث في اعماقه ما يدفعه ويحركه نحوها؟
وحينما تأمل الإنسان فيما حوله فتصور وأدرك أن لهذا الكون خالق هوالله تعالى.. وآمن بعد ذلك بأنه المولى الحقيقي الذي تجب طاعته..ومقتضى طاعته أن له أوامر ونواهي يجب الالتزام بها.
فتساءل : هل تكاليف الخالق تشمل تلك القوى الكامنة والمركوزة في اعماق النفس؟أم تشمل فقط الفعل المنبعث والمنفعل منها-أي الغرائز-؟وما هوالدليل على ترجيح احدهما على اللآخر؟
فهل التكاليف الإلهية من الأوامر والنواهي والتي يتفرع عليها الترغيب والترهيب تقع ويكون موضوعها الشهوات والغرائز ..أم هي-التكاليف والإلتزامات الإلهيه- خارج عن تلك الغرائز والشهوات؟ وإنما التكليف يشمل الفعل الإرادي والاختياري المتولد والمنفعل من هذه الشهوات والغرائز فقط؟
إن التكاليف الشرعية - من الوجوب والحرمة  وغيرها - والتي تصدر من المشرع الحكيم تكون دائرة امتثالها للإنسان هوما كان داخل تحت فعله الإرادي والاختياري ؛للقاعدة العقلية القطعية (استحالة التكليف بغير المقدور)..فدائرة المشرع  للإحكام - بماهومشرع لابماهوخالق- هي الأفعال الإرادية فقط لاغيرها.أما القضايا التكوينية من الشهوات والغرائز فلا تطالها يد التكليف ؛لأنها خارجة عن  إرادة الإنسان واختياره  للقاعدة العقلية المتقدمة .
فحب الإنسان للجمال الذي فطرعليه يدفعه ليتعلق به حتى يصل عند بعضهم إلى الهيام والجنون ..والوجدان حاكم وشاهدعلى ذلك - وإن  كان الامرمتفاوت بين الناس ونسبي- وبغض النظر عن القصص و اشعارالمتغزلين بمن عشقو النساء .وكذلك سوء الظن  ايضا فحينما يرى الإنسان منظرا ومشهدا يدعوه إلى الريبة والاستغراب تتحرك مخيلته بالتحليل والاستنتاج لما رآه .لإن ما يرد على قلب الإنسان قبل صدور الفعل والانفعال المتأثربالغرائز في الخارج مجموعة أمور:
1-حديث النفس بهذا الفعل الغرائزي والشهوي أومأ يسمى بالخاطر.
2-تصورالفوائدالمترتبة على هذا الفعل.
3-التصديق بأن هذه الفوائد تترتب عليه - أي الفعل الغريزي-.
4-هيجان الرغبة النفسية إلى ذلك الفعل أو المسمى بالميل النفسي.
فهذه النقاط الأربع ليست اختيارية وإرادية ..يأتي من بعدها التحرك العضلي والجوارحي  وهو فعل يصدربإ رادة  الإنسان واختياره .أي يتحرك الانسان ويندفع الى آثرومتعلقات ماتصوره في مخيلته .
اذن هل يشمل النهي والترهيب  سوء الظن وحب  الجمال وعشقه القلبي ؟والجواب:كلا.إن الموردين – من حبه للجمال وسوء الظن- وكل شيء أوجده الله تعالى تكوينا ولم يكن للإنسان إرادة وأختيارفيهما فلايشملهما الترغيب والترهيب ؛لأن التكاليف التي تصدرمن المشرع بما هومشرع موضوعها الإرادة والاختيار؛لأن العقل القطعي –وكما ذكرنا فيماتقدم-يحكم ويدرك باستحالة التكليف بغير المقدور.وهنا لاتوجد للإنسان القدرة على الترك والابتعاد عن الفعل المنهي عنه ..والعقل يستقبح عقوبة مالاطاقة للإنسان  على فعله وعمله.

فالنهي عن الفعل الذي تترتب عليه الموآخذة والعقوبةهوالانفعال والعمل الارادي الاختياري  المنفعل بالغرائز إذا رتب الاثرعليها- إي متعلقات حبه وسوء ظنه- من تشهيربمن أحب  مثيرا بذلك الريبة والفتنة،والخلوة معه،والتكلم بريبة  وشهوة وميوعة مع من أحب . فهذه الأفعال منهي عنها في الشريعة.وكذلك ترتيب آثار سوء الظن من التشهير وغيرها.فكمال الإنسان بفعله الاختياري والإرادي الذي هو موضوع التكليف الإلهي.

اشكالية عدم التمييز بين المفهوم والمصداق


يقع بعض الكتاب والمثقفين في اشكالية منهجية عند دراستهم وتحليلهم لظاهرة ما.. سواء كانت توصيفية اوتحليلة.هذه الاشكالية المنهجية ناتجة من عدم التميز_ للمفهوم والعنوان المراد بحثه ودراسته _ بين وجوده الذهني وعلى مستوى التنظيروالفكر. وبين الوجود والتحقق الخارجي له _اي العنوان والمفهوم_ في عالم الواقع الميداني المعاش بالفعل .. فللمفهوم مقامين منفصلين لكل منهما ادواته ومستلزماته الخاصة به ..فعدم التفكيك والتفرقة بينهما يعد ويعتبر من مواطن الخلل المنهجي..بل من مواطن الغموض والاشكال . فبعض المفاهيم حينما تطرح في دائرة التفكيروالتأمل تطرح بمالاينبغي أن يكون ذلك او بما ينبغي أن يكون ..لكن في الواقع الخارجي وخارج عالم الذهن لاتستخدم الادوات والقواعد التي انطلق منها لتحليل الظاهرة عقليا بما ينبغي اولاينبغي بل الادوات المستخدمة هنا هي الواقع الميداني وكيفية التعامل معه ..ولعل بعض الاشكالات التي تثارهنا وهناك تعودلهذاالسبب ..فالنتأمل ولنرى سبب اختلافنا في تبني بعض الافكار اورفضها والذي طرحه الطرف الآخر..وفي أي مقام من مقامات المفهوم..فهذه الفكرة بعد امكانها العقلي والعقلائي، بل لها تحقق واقعي وخارجي وعملي في بلداومجتمع اوامة او أي تجمع بشري آخر..هل هي صالحة _من حيث الزمان والمكان _للتطبيق في هذا المجتمع الثاني ؟
لااريدأن أذكرامثلة وشواهد..اترك للأصدقاء والاحبة التأمل والبحث.

العوامل المؤثرة في خروج الانسان عن الموضوعية والعقلائي

 




يسعى الانسان الى ان يكون موضوعيا في مجريات حياته العملية والفكرية خاصة ،مبتعدا قدرالمستطاع عن الشخصنة والذاتية ..ولكن هنالك جملة من العوامل تؤثر على المنهج الموضوعي العقلائي .فتحليل خبراودراسة ظاهرة ما وغيرها من النشاطات الفكرية تقيم بقدرموضوعية صاحبها.وسنتناول جملة من هذه العوامل المؤثرة تباعا .والتي منها _العوامل المؤثرة في الموضوعية_نفسي ذاتي ومنها ما هوخارج النفس ولكن تتأثربها النفس وتنفعل.
العامل الاول:الحالة النفسية والسيكولوجية التي يعيشهاالانسان .من قبيل حسن الظن وسوء الظن. فان حسن الظن بانسان اوطائفة او امة ما،قد يجعل المتابع والباحث لايصدق ماينقل عنهم _على فرض صحته ووضوحه_ من افعال تخالف ماتبناه من حسن الظن بهم .اما لوكان المخبرعنهم من الذين يسئ الظن بهم، فسرعان مايحصل له التصديق والقطع بما ينقل _وهذا النقل مما يصعب تصوره فضلا من وجود مصاديق له في الخارج_من افعال منافية لسلوكه او لمتبنياته النفسية .
فهذا العامل النفسي الذاتي التكويني في الانسان يساهم في اخراجه من الموضوعية، مما يؤدي الى القطع بظاهرة غير مبتنية على دراسة موضوعية وانما تغلب فيها الجانب الذاتي والشخصي.

العامل الثاني:المتبنى الفكري والايديولوجي قبل البحث(المتبنى القبلي). وهو من جملة العوامل التي تخرج الانسان من الموضوعية _حيث تناولنا سابقا العامل الاول وهوالحالة النفسية_ وتلجأه الى الذاتية والشخصية في الدراسات الفكرية والعملية.فيأتي الباحث لدراسة نص او تحليل ظاهرة ما سواء كانت اجتماعية اوسياسية وغيرها..فيقوم باسقاط هذا المتبنى الفكري على دراسته وتحليله .
فالشك بوابة المعرفة ويدفع عجلة التطور الفكري _خاصة_الى الامام.
ولكن هل يجب التشكيك في كل شيء؟فهذا الشك اذا اصطدم بالقدسية والقداسة فقد الانسان التطوروالوعي والعقل المحلل!!
ان التشكيك على نحوين :فالشك  إن كان محطة توقف وتأمل فهو حسن وممدوح للعقل والعقلاء. وإن كان الشك مستقروثابت في كل شيء فهومذموم وقبيح.وقد ذكراهل المنطق في باب صناعة الجدل ..أن المجادلة يجب أن لاتعرّض الحقائق الثابتة للتشكيك والترديد بخلاف الامور النظرية غير البرهنة عليها.
فجعل القداسة متبنى فكري وايديولوجي سابقا وقبل البحث ومن دون قيام دليل عليها هذا خروج عن الدراسة الموضوعية ولايقبله العقل.واما أن لانجعل هنالك شيء مقدس _بعدأن قام الدليل الموضوعي على قداسته_ويكون التشكيك هوالمحوروالميزان والمتبنى الفكري في التقيم والتحليل فهذاأيضا خروج عن الموضوعية .فماالفائدة المرجوة من الابحاث بعدأن ثبتت موضوعيتها التشكيك في موضوعيتها!؟.

العامل الثالث: البيئية الاجتماعية والثقافية .هي ايضا من جملة العوامل التي تساهم في اخراج الانسان من البحث والتحليل الموضوعي .فالبيئة الاجتماعية البسيطة والساذجة والتي لاتمتلك حظا وافرا من الثقافة والمعرفة_لم نذكر التعليم لأن النسبة بين التعليم والثقافة ليست التساوي بحسب الاصطلاح المنطقي بل النسبة بينهما العموم والخصوص من وجه_ قد تساهم في اخراج الانسان من الموضوعية على مستوى التحليل او قراءة الواقع المعاصر برؤية واعية مبنية على قواعد وأًسس مبرهن عليها ،مما يؤدي في النتيجة الى تبني افكارا مبنية على مشخصات ذاتية وشخصية ،التي قدتؤدي الى قطع ذاتي و شخصي بحدث ما، اواستظهارات لاتمتد ابعد من رؤية لتلك المشخصات الذاتية للحدث والمعلومة .ونضرب لذلك مثال ..
فالوعي التجربي الميداني ..هذا الوعي هو الذي يميز المثقف عن المتعلم .فليس كل متعلم مثقف، فهنالك مثقف متعلم، وهنالك مثقف غيرمتعلم ،ولايمتلك اية شهادة جامعية. كما وهنالك متعلم مثقف ،وهنالك متعلم لاحظ له من الثقافة. فالثقافة ليست تراكم للمعلومات او فن لصياغة المفاهيم والمصطلحات، وانما الثقافة وعي وفهم ميداني معاش مع قضايا الواقع والإنسان . فهذا الوعي الميداني للمثقف يشكل جزء مهم من هويته وتحديد دائرة انتمائه .فالوعي عبارة عن أفق رحب في العقل ،يستطيع من خلاله_اي الوعي_ أن يقرأ الامور بموضوعية وينفتح بها على روح العصروقضايا الإنسان وتطلعاته ،اويعيدتشكيل عناصرالمعرفة بما تلائم المرحلة والواقع

قيمة الانسان في الحضارات




تسعى الامم للحفاظ على موروثها الحضاري والثقافي والديني ؛لانه يشكل جزء من هويتها وعمقها الزمني ؛لان طبيعة المجتمعات البشرية تجعل هذا الموروث مستودعا تختزن فيه تجارب الامم الماضية .فأي مجتمع بشري يستحيل ان يبدأمن الصفر..وهنا نسلط الضوء على البعد الانساني في الموروث الحضاري العمراني ؛حيث يمثل الانسان الركن الاساسي لهذاالعمران والبناء ..فهل اعطي العامل الاجر الكافي مقابل قيمة وجهدعمله؟ام انه كان يعمل من اجل سد رمقه فقط ..وتنعم الطبقة الحاكمة بالثراء والترف؟أم انه كان يعمل بالسخرة والاضطهاد..وتلوى السياط على جلودالعبيدلتنقل الاطنان من الصخورفتزهق الارواح والانفس لالشئ الا لنشوة حاكم مستجيب لغرائزه وملذاته متمردا على القيم الانسانية النبيلة.ماقيمة الانسان وفلسفته ؟ماذايمثل الانسان في نظرالحاكم ومابعده القيمي؟
نحن نثمن ونحتفظ ونقيم هذا الارث الحضاري العمراني الآن؛لأنه اصبح تراث مشترك لأبناء البلد الذي انشأ فيه ..ولكنه حين انشأ هل كان الحاكم يفكربكونه ملك لابناء مملكته ؟
لنقرأهذاالبعد والجهة الانسانية لهذا الموروث في تلك العهود القديمة ..ولنتمعن في اسباب افول وموت تلك الحضارات ..فالبحث والتنقيب من هذه الجهة ليس ترفا فكريا بل نحن بأمس الحاجة له الآن ..لقددعانا القرآن الكريم _وهومصدرمن مصادرنا المعرفية وراسم الكثير من رؤآنا الكونية_الى التأمل والتمعن في قصص الماضين. قال تعالى :(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) وتوجدآيات اخرى في هذا الصدد.ان الحوادث التي جرت على السابقين عبرة للاحقين .وان الخروج عن الفطرة الانسانية وظلم الانسان لاخيه الانسان يشكلان المعلم البارزلموت الكثيرمن الحضارات والثقافات.ومن الواضح أن الاعتباروالاتعاظ بما جرى على الامم والمجتمعات السابقة لايكون نافعا ومؤثرالااذا كانت جهة اشتراك في السنن والقوانين الجارية على ابناء البشركافة؛والالوكانت الظاهرة التاريخية السابقة ظاهرة منحصرة بفرد وغيرقابلة للتطبيق والتكرارفي جميع الاحوال والاوضاع التاريخية فأي نفع يعود علينا نحن المتأخرين عنها لدراستها؟!لقدوردت في القرآن الكريم مفردة (سيروا،فسيروا،يسيروا في الارض)في مجموعة من الآيات والتي تشير في الاصطلاح القرآني الى التفكروالتأمل في الوقائع والحوادث الماضية واخذالعبرة والاعتباروعدم تكرارمااقدمت عليه الامم السابقة من ظلم وقتل وتعذيب للانسان فلاتستثني السنن الكونية أحد.

الفرق بين الدين والشريعة




ماهوالفرق بين الدين والشريعة واين يقع النسخ؟
من الاخطاء الشائعة في الصحافة والاعلام ،وبين عامة الناس هو التعبيرب(الاديان )فنسمع عن حوارالاديان وتاريخ الاد يان وغيرها من المسميات ..وهذه التسمية تتعارض مع المفهوم القرآني؛لان المفهوم القرآني يؤكدعلى أن الدين واحد وليس متعدد قال تعالى:(ان الدين عندالله الاسلام).وهنالك خطأ آخروقع فيه الكثيرمن الناس حيث يستخدم الدين كمصطلح مرادف للشريعة وهذامن الاستخدا
م اللغوي والعرفي الخاطئ.اذن ماهو الفرق بين الدين والشريعة؟
يعرف الدين بأنه:الايمان بخالق الكون والانسان وبالتعاليم والوظائف العملية الملائمة لهذاالايمان.اوهو عبارة عن مجموعة من اصول اعتقادية واصول معارف كونية.
ان الدين ولد مع الانسان على البسيطة اذ أن الانسان الاول على الارض وهوآدم (ع)كان نبي لله وداعيا للتوحيد.والدين التوحيدي السماوي له ثلاث اصول:الايمان بالله الواحد ،والايمان بالحياة الابدية لكل انسان في عالم الآخرة ،والايمان ببعثةالأنبياء والرسل من الله لهداية الناس.فهذه الاصول الثلاث تمثل الاجوبة الحاسمة على الاسئلة الرئيسية التي تطرح على الانسان الواعي :من هوالخالق ؟ماهي نهاية الحياة؟ماهوالسبيل لمعرفة النظام الاصلح ؟ .بناء على ماتقدم يستحيل وقوع النسخ في الدين؛لان الدين عبارة عن رؤى كونية ثابتة غيرقابلة للتبدل والتغير،فيستحيل نسخ التوحيد او المعاد او النبوة.
اما تعريف الشريعة :فهي اخص من الدين وهي عبارة عن الطريقة والرؤى المتنوعة للدين الالهي منحها الله تعالى لكل أمة خصها برسول قال تعالى(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا).والشريعة هي تفاصيل التشريعات في الاحكام الفرعية والآداب ولاتنسب الشريعة للاشخاص الااذا كانواهم واضعيها كشريعة موسى اوشريعة عيسى اوشريعة ابراهيم اوشريعة خاتم الرسل والانبياء محمد(صلوات الله عليهم اجمعين ).فالذي يقع علية النسخ هي الاحكام التي جاءت بها الشرائع.
ولعدم التفريق بين المفهومين(الدين والشريعة) ،حذى بعض الكتاب والمثقفين الى الدعوى بابدال الدين والغاءه وجعل بدل منه المجتمع المدني او المؤسسة المدنية !! كما هو الحال في المجتمع الغربي اومجتمع جنوب شرق آسيا كاليابان.

الرمزية في القران


كتب احد الاصدقاء على صفحته للتواصل الاجتماعي مقالة قال فيها:(ما قاله الفيلسوف سبينوزاحول القراءة الرمزية للكتب المقدسة_المسيحية واليهودية_اقتنع به الباباالآن فقط بعداكثرمن 200سنة!فمتى يقتنع المسلمون بما قاله د.محمد اركون حول القراءة الرمزية للقرآن الكريم ) .
وفي مقام التساؤل والاعتراض نجمل الحديث وعلى نحوالاختصاربهذه النقاط ..والا فالموضوع يستحق التوسعة .فنقول:(1) ان قبول البابا بالرمزيةقد يكون لقراءةالتوراة والانجيل وبعد عصرالنهضة حينما امعنوا النظروالتدقيق في النصين بتحرروعدم خوف وضطهاد ..فاصطدموا ببشرية النصين_والتي ادعى الرهبان والقساوسة ان كل مافيهما مقدس والهي_والتي لايمكن ان توجدللبعض منها _ان لم يكن اكثرها _ اي دلالة ظاهرية تحمل عليها ؛لوقوع التناقض الشديد فيما بينها ..فضلاعما تحتويه بعضها من خروقات لغوية وفنية _نتيجة ما اصابها من تشويهات تأريخية_تسقطهما عن اعتبارية كونهما نصا دينيا. مما جعل حافز الرمزية بديلا مقنعا لأتباعهما يمكن من خلالها تبرير الانحراف والضلال .او اسقاطهما من الاعتبار.(2):ماهوالمراد من قبول الرمزية التي يطرحها د.اركون؟هل تشبه ماطرحه التنويريون ضدالكنيسة!؟والفارق كبير بل معدوم اين القران وهوقطعي الصدورمن المولى عزوجل وبين كتب التوراة والانجيل المحرفة!! ام ان المرادمن الرمزية تفعيل آليات الرمزية الحداثوية في قراءة النص الديني وهذه الرمزية كانت تتعاطى مع نصوص بشرية قابلة للاضافة والحذف .فهذه الرمزية ساقت معهاجدليات وتناقضات المعطى البشري واسقطته على النص الديني.(3): الرفض ليس لآليات القراءة الحداثوية وانما لتطويع النص والغاء مقاصدالمتكلم وتمييع الدلالات اللغوية نهائيا .(4) :من قال ان علماء مدرسة اهل البيت ع لايقبلون الرمزية؟!لقد احتلت الرمزية مساحة في القران الكريم وكذلك بحث عن ماهي علاقة الرمزية بالهدف القراني؟.والعبادات رمزيتها بينة جداوفريضة الحج شاهدعلى ذلك فلايخلوركن او واجب اومستحب فيها من الرمزية. بل ان الرمزية في البناء العقدي لهي ابلغ بكثيرمما عليه في الشريعة ؛ لان الشريعة_العبادات تحديدا_ هي تجلي من تجليات العقيدة الحقه .(5):والرمزية والمثل حينماطرحها القران الكريم لم تكن على نحوالمجارات المتبعة في عصر النزول كما ذهب الى ذلك د.نصرحامدابوزيد.بل لها مابازائها في الخارج.
انني معجب بالدكتوراركون ولدي بعض مؤلفاته واتابع مقالاته في مجلة قضايا اسلامية معاصرة .فهوذلك الامازيقي البربري الجزائري الاسلامي والذي شق طريقه بصعوبة بالغة واصبح رقما في الفكروالثقافة ..تجربة رائدة تدفعناالى ان نقف عندها ونتمعن فيها..ولكن مايطرحه من فكروتصورات حول المنظومة الاسلامية والقرآنية خاصة يحتاج الى تأمل نورد بعض الموآخذات الفكرية: يتناول قضايا اسلامية بتفكير غربي ،حيث يطلق على المذاهب الفقهية الاسلامية ( المذاهب اللاهوتية) فمصطلح اللاهوت مصطلح مسيحي يقابل (العلوم المدنية الانسانية ) .وهويساوي بين القانون الكنسي الذي اسقطته العلمانية في اوربا وبين الفقة الاسلامي وأصوله،ويدعواالى حركة علمانية جديدة في العالم الاسلاميز. فيبقى فكر الدكتور اركون فكرابشريا يقبل الخطأوالصواب.


كتب احد الاصدقاء على صفحته للتواصل الاجتماعي مقالة قال فيها:(ما قاله الفيلسوف سبينوزاحول القراءة الرمزية للكتب المقدسة_المسيحية واليهودية_اقتنع به الباباالآن فقط بعداكثرمن 200سنة!فمتى يقتنع المسلمون بما قاله د.محمد اركون حول القراءة الرمزية للقرآن الكريم ) .
وفي مقام التساؤل والاعتراض نجمل الحديث وعلى نحوالاختصاربهذه النقاط ..والا فالموضوع يستحق التوسعة .فنقول:(1) ان قبول البابا بالرمزيةقد يكون لقراءةالتوراة والانجيل وبعد عصرالنهضة حينما امعنوا النظروالتدقيق في النصين بتحرروعدم خوف وضطهاد ..فاصطدموا ببشرية النصين_والتي ادعى الرهبان والقساوسة ان كل مافيهما مقدس والهي_والتي لايمكن ان توجدللبعض منها _ان لم يكن اكثرها _ اي دلالة ظاهرية تحمل عليها ؛لوقوع التناقض الشديد فيما بينها ..فضلاعما تحتويه بعضها من خروقات لغوية وفنية _نتيجة ما اصابها من تشويهات تأريخية_تسقطهما عن اعتبارية كونهما نصا دينيا. مما جعل حافز الرمزية بديلا مقنعا لأتباعهما يمكن من خلالها تبرير الانحراف والضلال .او اسقاطهما من الاعتبار.(2):ماهوالمراد من قبول الرمزية التي يطرحها د.اركون؟هل تشبه ماطرحه التنويريون ضدالكنيسة!؟والفارق كبير بل معدوم اين القران وهوقطعي الصدورمن المولى عزوجل وبين كتب التوراة والانجيل المحرفة!! ام ان المرادمن الرمزية تفعيل آليات الرمزية الحداثوية في قراءة النص الديني وهذه الرمزية كانت تتعاطى مع نصوص بشرية قابلة للاضافة والحذف .فهذه الرمزية ساقت معهاجدليات وتناقضات المعطى البشري واسقطته على النص الديني.(3): الرفض ليس لآليات القراءة الحداثوية وانما لتطويع النص والغاء مقاصدالمتكلم وتمييع الدلالات اللغوية نهائيا .(4) :من قال ان علماء مدرسة اهل البيت ع لايقبلون الرمزية؟!لقد احتلت الرمزية مساحة في القران الكريم وكذلك بحث عن ماهي علاقة الرمزية بالهدف القراني؟.والعبادات رمزيتها بينة جداوفريضة الحج شاهدعلى ذلك فلايخلوركن او واجب اومستحب فيها من الرمزية. بل ان الرمزية في البناء العقدي لهي ابلغ بكثيرمما عليه في الشريعة ؛ لان الشريعة_العبادات تحديدا_ هي تجلي من تجليات العقيدة الحقه .(5):والرمزية والمثل حينماطرحها القران الكريم لم تكن على نحوالمجارات المتبعة في عصر النزول كما ذهب الى ذلك د.نصرحامدابوزيد.بل لها مابازائها في الخارج.
انني معجب بالدكتوراركون ولدي بعض مؤلفاته واتابع مقالاته في مجلة قضايا اسلامية معاصرة .فهوذلك الامازيقي البربري الجزائري الاسلامي والذي شق طريقه بصعوبة بالغة واصبح رقما في الفكروالثقافة ..تجربة رائدة تدفعناالى ان نقف عندها ونتمعن فيها..ولكن مايطرحه من فكروتصورات حول المنظومة الاسلامية والقرآنية خاصة يحتاج الى تأمل نورد بعض الموآخذات الفكرية: يتناول قضايا اسلامية بتفكير غربي ،حيث يطلق على المذاهب الفقهية الاسلامية ( المذاهب اللاهوتية) فمصطلح اللاهوت مصطلح مسيحي يقابل (العلوم المدنية الانسانية ) .وهويساوي بين القانون الكنسي الذي اسقطته العلمانية في اوربا وبين الفقة الاسلامي وأصوله،ويدعواالى حركة علمانية جديدة في العالم الاسلاميز. فيبقى فكر الدكتور اركون فكرابشريا يقبل الخطأوالصواب.

التأثير الاعلامي والعوامل النفسية المساعدة






هنالك مهام ووظائف يساهم بها الاعلام _انطلاق من حرية التعبير وحرية الصحافة _ وهي نشر الافكار والثقافات والتواصل مابين البشر على اختلاف مشاربهم .. وبقدرحاجة الانسان للتواصل المعرفي ،والثقافي والاجتماعي ،توسعة اطرادا وسائله _التواصل_. فلم تكن امكانيات الطباعة والنشر،موجودة قبل عصر النهضة ومرحلة التحضر. ولم تكن قدظهرت وسائل الاتصال ،مثل الراديو والتلفزيون ،والاقمارالصناعية، والانترنيت وغيرها ،فأصبحت بعض هذه الوسائل، من مكملات حياته الخاصة ،وليست شئ كماليا يقتنى للزينة فقط ؛ نظرا لسرعة ارتباط هذه الوسائل بواقعها الخارجي .ورتب الناس ما تنقله هذه الوسائل في سلم اهتمامهم واولوياتهم. . وقديحتل الجانب السياسي، الحيز الاكبرمن اهتمامهم؛ نتيجة للظروف والمتغيرات التي تطرأعلى الساحة والرقعة الجفرافية الخاصة بهم، بل يتعدى الاهتمام والمتابعة في بعض الاحيان اللغة والقومية والدين ، اما للجانب المعرفي اوالانساني . والاعلام كأي علم له مقوماته ونظرياته واساليبه وآلياته الخاصه به ، فالدورالتوعوي الذي يقوم به ، من التأثيرفي عملية الوعي والثقافة ، وتبني بعض الافكاروالترويج ،لها مما جعل هذه المؤسسة أكثر عرضة الى الاصابة بالامراض المستعصية الحل والتشخيص . وأهم هذه الامراض ،واشدها خطورة ،هي عدم مراعات المهنية الصحفية والاعلامية_والتي تشكل أس لتلك المؤسسة الريادية_،ونتيجة لعدم المراعات ،من ايصال الحق والحقيقة بشفافية ووضوح الى المتلقي والمستمع ،مما ينعكس سلب لدى البعض لقراءة احداث الماضي والمستقبل والحاضر_والتي يبني عليها تصوراته وافكاره_قراءة مغلوطة وغيرصحيحة..فصارت الاثارة والاستقطاب وتزيف الحقائق، الشاغل الاول والهم الرئيسي للمتسلطين على هذه المؤسسة الرائدة والرقيب الدقيق . وسنتاول في هذه المقالة جملة من النقاط التي قدتساهم في القبول اوالرفض الناشئ من تصديق غيرموضوعي للمتلقي لما يتناقل في وسائل الاعلام . ولا نقصد من الموضوعية مطابقة الواقع وعدم المطابقة؛ وانما المراد ان يكون مستندالى قرائن موضوعية ،و منهج صحيح في الاقتناص. فلوحصل التصديق اوالتكذيب لخبر ما، من خلال اعتماد المتلقي على منظومة فكرية ومنهج استدلالي صحيح ،فهذا التصديق والتحليل لمفاد الخبر موضوعي .فالمعياروالميزان للموضوعية هوالطريق الموصل والمنهج المتبع للمتلقي .وكما يوجد هذا التصديق الموضوعي يوجد ايضا تصديق وتكذيب _لما ينقل في الاخباروالحواريات_شخصي و ذاتي؛ لأنه ينعقد نتيجة ملابسات ومبررات شخصية غيرمطردة .وهذا النحومن القطع واليقين او الظن ،لايصح الاعتماد علية ؛ لانه لم ينشأمن مبررات عقلائية وموضوعية.قد تكون هذه النقاط الاتيه _متفرقة اومجتمعة_مخرجة للانسان من الموضوعية المعرفية والثقافية وهي لاتختص بحيز التحليل الاخباري والاعلامي فقط بل لعلها تمثل قاعدة عامة لنفي الموضوعية المعرفية بكل اشكالها وصورها.والنقاط هي:
(1):المتبنيات القبلية والايديولوجية للمتلقي :فوسائل الاعلام التي تبث وتنشر أخبارمخالفة لما يعتقده ويتبناه _على فرض صحتها_تكون درجة تصديقه وموافقته لما يلقى اليه معدومة ولايورد أي احتمال للصحة وان كان ضئيل. امالوتبنى الاعلام وجهات نظروافكاراوآيديولوجية موافق لما يتبناه _على فرض خطأها_ من سلوك وحكمة عملية فيكون تصديقه وقطعه بدرجة اسرع لايشوبها الشك والتردد.

(2):الحالة النفسية والسايكولوجية :التي يعيشها المتلقي من قبيل حسن الظن وسوء الظن فان حسن الظن بانسان اوطائفة او امة ما، يجعل المتابع والباحث لايصدق ماينقل عنهم في الاعلام_على فرض صحته ووضوحه_، من افعال تخالف ماتبناه من حسن الظن بهم .اما لوكان المخبرعنهم من الذين يسئ الظن بهم ،فسرعان مايحصل له التصديق والقطع بما ينقل عنهم _وهذا النقل الاعلامي مما يصعب تصوره فضلا من وجود مصاديق له في الخارج_من افعال منافية لسلوكه او لمتبناه الفكري .ونستطيع عكس المسألة ،فحين يحسن ظنه بالاعلام ،يصدق ماينقل له والعكس صحيح.
(3):الظروف البيئية والحاضنة الاجتماعية :هي ايضا تساهم في التصديق والتكذيب غير الموضوعي للخبر.فكلما كانت البيئة والحاضنة الاجتماعية بسيطة للمتلقي فهي تخلق منه انسان بسيط وساذج .
(4)الوعي التجربي الميداني :هذا الوعي هو الذي يميز المثقف عن المتعلم. فليس كل متعلم مثقف ،فهذا الوعي الميداني للمثقف يشكل جزء مهم من هوية وتحديد دائرة انتمائه ،فالوعي عبارة عن أفق رحب في العقل، فيستطيع من خلاله أن يقرأالامور ويملك بعدالنظر. اذن المثقف يمتلك الادوات التي تمكنه من التحليل الموضوعي للحدث والخبر.وامامن لايملك هذا الوعي والتجربة الميدانية فلعله سرعان مايقع فريسة لوسائل الاعلام المضلل .
(5):عدم التفرقة بين مقامين للمفاهيم والابحاث: البحث النظري والعلمي اوما يسمى(ماينبغي ان يكون عليه المفهوم المرادبحثه وتحليله) والمقام الاخر:التحقق العملي والواقع الخارجي اومايسمى(ماينبغي ان يكون عليه المفهوم فعلاوواقعا) فعدم التفكيك بينهما يعتبرمن مواطن الغموض والاشكال التي توقع الانسان في تبني بعض النظريات بقصداوبدون قصد من القنوات الاعلامية .فيركزالاعلام على المقام الاول ولااشكال فيه وفق الظوابط العلمية ولكن مقام تحققه في الوقت الحاضر اذا لم يكن مستحيل فهوصعب.
وقد يرد تساؤل مفاده:اننا نرى بعض المتخصصين _أما غير المتخصص فلااعتبارلقراءته من رأس _ يختلفون في بيان تصوراتهم ودراستهم عن الواقعة الخارجية !! اليس لها الى مصداق واحد ؟!ولاقابلية لها للتكثروالتعددالمفاهيمي؟.فماهو الداعي والسبب لذلك؟
قديكون منشأالاختلاف هوفي المقدمات التي انطلق منها ورتب على ضوءها النتيجة .وقديقع الاختلاف بينهما في مقام التطبيق والواقع لان بعض الامورتطرح في دائرة التفكير(بمالاينبغي ان يكون ذلك)لكن في الواقع الخارجي لاينبغي ان نقول هذا لاينبغي اوأنه ينبغي بل نرى الواقع وكيفبة التعامل معه.وقدينشأ الاختلاف من تحليل الواقع الخارجي فادراك الواقع الخارجي غير تحليله لان التحليل مبني على استظهارات وهذه الاستظهارات وجدانية تختلف من شخص لآخر.

هل يمكن للعقل أن يبين علل بعض الاحكام التي لم تبين في الخطابات الشرعية؟

 



هل يمكن للعقل ان يبين علل بعض الاحكام التي لم تبين في الخطابات الشرعية؟.الانسان يتأثربالقضايا المحسوسة اكثرمن تأثره بالماورائيات. فستيحاشه وعدم انسه بها دفعه للبحث عن علل وحقائق الاشياء وتفسيرها تفسيراعلميا 
حسيا. ووجد ضالته من خلال الاستكشافات الحديثة وما حققتة التجربة العلمية من انجازكبيرفي هذا المضمار .والدافع لذلك هوحبه الجبلي الفطري المركوزفي اعماقه للكمال ،والذي يسعى ويد فعه للتخلص من ضغط الجهل بحقائق الامور.فسعى للتفكير في تفسير ماحوله وأول مراحل الفكرهودفع الجهل.. ليحددبعدذلك رؤيته الكونية والسلوكية لتنظيم نفسه، اوما يرتبط به..ولكن المنتمي للشريعة اغنته في كثيرمن الاحيان من مشقة البحث والعناء، حيث رسمت له_الشريعة_ الرؤية الصحيحة بعدان قطع العقل بالانقيادلها. لان المشرع اعرف به وبما ينفعه في حياته ومابعدها.ولمصلحة وحكمة اخفى المولى تعالى بعض العلل والمصالح عن عباده لبعض التشريعات . ومنها :بعض الأحكام من الفروع ،كالكيفية الخاصة بالحج ،وكذلك الصوم و الصلاة ،والاغسال الواجبة ،التي تؤدى بطريقة خاصة، وغيرها من العبادات الواجبة والمستحبة .ويبقى السؤال يضغط على الانسان لماذا اخفى المولى تعالى بعض العلل والملاكات والمصالح؟فهل ارادالمولى للعقل ان يشغل هذه المساحة كما دعاه لذلك في باب الاعتقاد؟سنجيب على هذا السؤال في خاتمة البحث . لقد سعى بعض الاسلاميين الى تفسيرهذه العبادات مجهولة العلل والملاكات تفسيراعلميا حسيا .ولكن ماهوالداعي الذي دعاهم لذلك ؟وهل توجد عقبة تحول من تدخل العلم والتجربة في تفسيرالنص الديني والاسلامي ؟وهل هذه العقبة والمانع مطلق ام ان هنالك مساحة خاصة بنى عليها المتخصصون من مخالفة بعض الظهورات في النص الديني وحكموا العلم والتجربة فيه؟وهذا ماسنتناوله ..اماالداعي قد تكون هذه الاسباب مجتمعة اومتفرقة ،هي الداعي والمحرك لتبني التفسير العلمي لبعض العبادات مجهولة العلل وهي:

(1) أن الانسان بمقتضى الطبع العام ،مجبول على حبه للكمال، والجهل يشكل عقبة امام كماله ،فيسعى لرفعه.ولكن للاسف اشتبه في تطبيق المفهوم على المصداق.وهل هذه الموارد من موارداعمال الفكروالعقل؟.(2):بعض العبادات تخالف الطبع العقلائي ،فسعى لابراز مبررعقلائي لرفع استيحاشه.
(3):اعتبرالبعض ان الفقه من العلوم المستهلكة وتكون خاضعة الى العلوم المنتجة كالفيزياء والكيمياء والفلسفة  والرياضيات.
(4):النص الديني نتاج بشري فهو لايتمتع بأي قدسية .فلامبررلاخفاء شيء .لأن الفعل العقلائي لابدمن كاشفية فيه ولايمكن أن يعلل بأنه غيبي تعبدي.
(5):الاعجاب بالدراسات الحديثة في الغرب ،حول فهم النص الديني .ومنها :نقدالنص الديني،والقراآت المتعددة للنص الديني ،وتاريخية النص الديني ،وكذلك القراءة البنيوية للنص الديني .
(6):التأثربالنزعة المادية التجريبية والحسية وماحققته من انتصار على الكنيسة .حيث اكتسبت التجربة اهمية كبرى في الميدان العلمي وبالاخص تلك البديهيات التي صورتها الكنيسة كالايمان بأن الارض مركز العالم_ علما انها لم تكن قائمة على اساس منطقي عقلي ،اودليل فلسفي _ونقضها العلم والتجربة .وبناء على التشابه بين الدين فيمكن تسرية التجربة الى بعض مواردالشريعة الاسلامية؟!!هذه جملة من الدواعي للتفسير العلمي لبعض العبادات مجهولة الملاكات والعلل.واما العقبة والمانع من التفسيرالعلمي لمااخفاه المشرع ولم يبين علله وملاكاته فهي:اذالم يصرح المولى تعالى، بعلل الاحكام وملاكاتها، فلاسبيل للعقل لادراكها.، لعدم احاطته بأوجه المصالح والمفاسد ،نعم قديدرك العقل اشتمال فعل على مصلحة الا ان ذلك وحده غيركاف للجزم بترتب الحكم المناسب للمصلحة المدركةعلى ذلك الفعل لاحتمال أن يكون للمصلحة المدركة مايمنع عن تأثيراثرها وحصول القطع بكون المصلحة المدركة تامة لايكون عقلائيا بعد الاتفات لهذا الاحتمال .لان الحجية للحكم العقلي القطعي لاالظني.نعم قد يدرك العقل الحكمة من الحكم والحكمة تشكل جزء العلة لجعل الحكم على موضوعه ولذلك لايدورالحكم مدارها.فالحكمةغالبا ماتذكر لغرض الاقناع اوليكون الحكم مأنوس عندالمكلف اولرفع اسستيحاشه من الحكم . ومن الموانع والذي اشرنا اننا سنجيب عليها لاحقا وهو: هل اراد المولى تعالى ان يجعل مساحة للعقل في العبادات كما في العقيدة؟والجواب :في اصول العقائد لابد من اعمال العقل ،والى لزم الدور.اما في الفروع فلاتنفى الاحكام العقلية القطعية. فبعدان ادرك العقل بوجود خالق ،و تجب طاعته في اوامره ونواهيه ،وادرك انه حكيم فيستحيل ان يصدرمنه مايخالف الحكمة، وان احكامه نابعة من ملاكات في المصالح والمفاسد. فأوامره ونواهيه اذا لم يبين لنا عللها فاذا كانت تدرك بالعقل القطعي فهوحجه لحجة القطع .اما ادراكها باالعقل الظني فهو ليس بحجة.فالاخفاء للعلل ليس لاعمال العقل والتفكر .بل لعله لترويض النفس على اطاعة ماحكم به العقل من انه حكيم واوامره لاتصدرتشهيا وبدون حكمة. وبناء على ماتقدم هل يلزم من ذلك نفي تدخل العلم والتجربة بالمرة في مساحة الفقة وبالجملة؟والجواب:هنالك موارد ذهب فقهاؤناالى تأثيرالعلوم في الفقة منها تأثيرعلم الطب :توجدرواية يستدل بها على جوازحكم القاضي بعلمة .يعلق السيد كاظم الحائري في كتابه (القضاء في الفقة الاسلامي ص231) بعدان ضعف سند الرواية قائلا:(أما أن ابن الشيخ الضعيف سيكون ضعيفا،فهذه بحاجه الى فحص علمي ،فان ثبت خطأه سقط هذاالحديث عن الاعتبار حتى لوكان تاما سندآ...).وهنالك رواية تعلل نجاسة بول الجارية ولزوم تطهيرة يذكرهاالسيد الشهيدمحمدباقرالصدر(قدس) ويردها في كتابه شرح العروة الوثقى ج3ص15قائلا:(...،ولبن الغلام من بين عضديها ومكبيها مع وضوح خلافة).وكذلك يعلق السيدالخوئي (قدس)على هذه الرواية في كتابه التنقيح ج3ص83ويردها (بأن الطبيعة تقتضي خروج كلا البنين من مكان واحد ،وهذاامريصدقه الطب وعلم التشريح).وتوجدنماذج كثيرة في الفقة اعرضنا عن ذكرها والى استقصاء مواردها جميعا خارج نطاق هذه المقالة فهذه النماذج تشكل مواردللتواصل بين الفقة والعلوم الاخرى .فلابدمن ضوابط تنظم حدود العلاقة وتبين موارد صحة الاستفادة من العلم للحكم على النص الديني وتفسيره .

من اين تبدأعملية الاصلاح والتغير؟



نبدأبسؤال:من اين تبدأعملية الاصلاح والتغير؟وماهي الادوات لذلك؟من منا لايرغب ان يكون مؤثرا في محيطه وبيئته .ولكن من اين نبدأ؟ من المباحث التي تناولها علم الاجتماع تأثير الفرد في المجتمع..وكيف تتم عملية التأثيروالتغير؟ وماهي الادوات المتبعة لذلك؟حين يدرك المصلح الاجتماعي، أن هنالك جانب من السلوك الفردي اوالاجتماعي ،لاعضاء المجتمع ليس منطبقا على الموازين العقلية او الشرعية .فيندفع لتغير هذا الوضع الحالي ..فماهي مراحل التغيروالتأثير؟
المرحلة الاولى:التأثيرفي الرؤية الكونية والافكارالنظرية لذلك المجتمع ..والسبب يكمن أن عملية التغير في النظام القيمي والافكار العملية والآيديولوجية متوقفة على مرحلة سابقة مبتنية عليها .لان هنالك علاقة وثيقة بين الرؤية الكونية والآيديولوجية اذلايمكن أن تكون هنالك آيديولوجية مالم تسبقها رؤية كونية.فعملية التغير تبدأبمرحلة التغير الجذري واصلاح البنى التحتية الفكرية للمجتمع والافراد. ومما يقع فيه بعض دعاة الاصلاح انهم يركزون على الجانب السلوكي والعملي فقط اثناء عملية التغير ، مما يؤدي _في الاعم الاغلب _الى تمسك من يراد اصلاحه اكثربمعتقده الذي جسده بهذا السلوك ،لانه شعر أن هنالك خطر يداهم منظومته العملية.
المرحلة الثانية:وهي تطبيق للمرحلة الاولى.. من اين ينطلق المصلح في عملية التأثير والتغير؟يطرح المصلح في عملية التغير،تخطئة القيم السلبية الكاذبة وفضحها في المجتمع الذي يراد بناءه بناء فكرياوهذه القيم والافكار العملية مبنية ومستندة لرؤية كونية خاطئة.فيعتمدعلى الطريقة الطبيعية والمعقولة والاساسية لتغير الأفكار النظرية والعملية ،على قوة العقل والفهم لدى الناس، واقامة الدليل والبرهان .ولكن هذه العملية الطبيعية ترافقها مشاكل من جملتها سلطة القمع والارهاب ،اوالاعلام المضلل ،اوتروج الاكاذيب والتهم ،لاسقاط المصلح .فيضطر-المصلح-لاسلوب وتكتيك آخر،وهوالعمل في اطار ضيق، يظم اقاربه وجيرانه واصدقاءه.وقديفهم من الاية الشريفة _ حين امر الله سبحانه وتعالى نبيه الأكرم (ص) في المرحلة المكية وفي بداية البعثة والرسالة_(وأنذرعشيرتك الأقربين )الشعراء214هذا الامرعلى مستوى الخاصة والله اعلم . ويؤيدهذا الأمرمن وجهة نظر علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي هو أنه نادرا مايحد ث أن يتصل الفردالمصلح مباشرة بجميع افراد المجتمع ويؤثرفيهم لمجموعة من الاسباب ذكرنا قسم منها .ندعوالله تعالى ونتوسل به ان يمن علينا بالتوفيق والتسديد.

الشهيد السيدمحمدباقرالصدروخصائصه الفكرية



تناقل بعض الأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي خبر مفاده : ان روسيا تستعد لنصب تذكاري للشهيد السيدمحمدباقرالصدر (رحمه الله).وفي ايران ايضا افتتح جسرمن طابقين سمي بأسم الشهيد الصدر_ولست بصدداثبات اونفي الخبرين_ وانما قد يفهم من كلامهم ان شهيد نا العزيز مغيب في وطنه ،ويعرف به خارجه .مااحوجنا هذااليوم ،لنسلط الضوء على بعض خصائص هذاالمفكروالأنسان العظيم.ان الصدرلم يكن طائفيا في فكره وابداعه ،كان يرى ان الدفاع عن الاسلام _ولايقتصرالدفاع عن الأسلام العزيزبالقتال والتفخيخ والتكفير_لايتأطرباطارمذهبي ، ليحسب النصرولانتصار لهذه الطائفة دون تلك .وكان يسعى _ولم يدخرلذلك جهدا_الى اعادة التلاحم للمسلمين، كالصدر الأول للاسلام ،من الريادة والحركة الجماعية ،والوعي المشترك،_ مع المحافظة على بعض الخصوصيات المذهبية_ .فمن خلال كتابه (اقتصادنا)،اعاد شهيدنا الصدرالحيوية والتفاعل للفقة الاسلامي. ليخرجه من دائرة الاحكام الجزئية والشخصية فقط ،ليحلق به الى فضاء اوسع واشمل.ليثبت بذلك للأوساط العلمية ولأكاديمية قيمة الفقة ،وعلاقته بالعلوم الاجتماعية السائدة في الاوساط العالمية الآخرى، وان الأسلام دين الشمولية والواقعية. ولكن صدرت كتابات من بعض السلاميين _للأسف الشديد_حول كتاب (اقتصادنا) ليلتمس فيه الفوارق المذهبية التي انطلق منها الشهيد الصدرفي كتابه وانها مبنية _حسب تعبيره_على اسس ذهنية مذهبية تكرس الفروقات.ونبرى لرد على هذه الدعوى المجانة للحقيقة الأكاديمي البناني الدكتور شبلي الملاط قائلا:ان القصدمن هذه الكتابة هي وضع حدا أمام توسع تلك الكتابات وانتشارها .وكذلك نشر الباحث التونسي الاستاذصلاح الدين الجورشي حول كتابات الشهيد الصدرالاجتماعية والاقتصادية قائلا:ان مؤلفات السيدالصدر خالية من التعصب الطائفي ).بل السيد الشهيد الصدرلم يكن طائفيا في مذهبيته الفكريةايضا فضلا عنها في مذهبيته الدينية والعقدية. فمعالجاته الفكرية للرأسمالية والماركسية ،واثبات مواطن الخلل فيها ونقدها ، لم تخرجه هذه الدراسة النقديةالموضوعيةعن اثبات بعض النقاط الايجابية المشتركة في التفكير العقلي والعقلائي .والشاهد على ذلك مانشرته مجلة المنهاج الفصلية في عددها 65_والتي يشرف عليها احد ابرزتلامذة الشهيد الصدر وهواية الله السيدمحمودالهاشمي الشاهرودي_ وهي كلمة للشهيدالصدرحول خصائص الفكر الأسلامي حيث يقول (رحمه الله):...والنظرية التي قدمها ماركس اوالفكرالماركسي أفضل من غيرها من الوان الفكر التي طرحها الفكرالبشري ؛باعتبار انه قدم على الاقل تصورا شاملا عن مفردات الكون والواقع ...فبغض النظر عن خطأ هذا الفكر وصوابه فقد قدم تصورا وهو يعد_من حيث الشمولية _أشمل وأكمل ماطرحه الفكرالبشري في هذا المجال.).ولاتملكنا الدهشة حينما يعقدمؤتمرفي احدالدول الغربية ويكون اغلب الحضور من الماركسين وحينما يسألون عن ذلك يقولون :وجدنافيه الموضوعية. لقد زرنا الشهدالصدرلبعض مفردات خصائصه ،فماحالنا لوزارنا ودرس واقعنا الحالي بكل مفرداته واحواله؟نعم انه مغيب عنا على الصعيد الفردي والشخصي وعلى الصعيدالوطني وكذلك الفكري.فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهدويوم يبعث حيا.

الغرائزوالشهوات وكيفية تنظيمها





توجد في الإنسان مجموعة من الغرائز والشهوات ،أودعها الله -تعالى -في اعماقه  لديمومة  وجوده في هذه الحياة؛ مدعاة للتكامل والتطور وإلى  ما يحتاج إليه لإشباع  غرائز الجسد والنفس.وكيف لاتكون غاية الباري من خلق الإنسان التكامل.. ولا يوجد في أعماق بنيته التكوينية ما يدفعه باتجاهها!! فهذه الغرائز والشهوات هي المقتضي والدافع والمحرك للتطور والتكامل النفسي والجسدي..ولم يجعل المولى - تعالى -هذه الغرائز تسبح في بحر الحرية بدون رقيب ومتابع وحاكم!!كلا ..فقد حكمها بضوابط وقيّم وأحكام ومبادئ وجعل العقل الرقيب عليها؛ لأن العقل هو الذي أدرك أن لهذا الكون خالق ومُوّجد..وكذلك أدرك العقل أن هذا الخالق تجب طاعته ولا ينبغي مخالفة أوامره ونواهيه ..فهذه القيّم والضوابط  والمبادئ هي المانع والحاجزالذي يحدد ويصد به عمل الًمُقتضي- أي الشهوات والغرائز- من الخروج عن زى العبودية لله –تعالى-.
فالمطلوب منا أيها الأحبة.. أن لانتقل  هذه الغرائز والشهوات والتي هي بمثابة الًمقتضي، بل المطلوب منا أن نهذبها  ونضعها في سلم الرقي والتكامل ،ونمنعها من الإنفلات والانزلاق في مدرك الرذيلة والفحشاء..وهذا يتأتى من تقوية المانع  والرادع حينما يريد المقتضي الخروج عن خطه المرسوم له ..أي حينما تريد الغرائز والشهوات إشباع نفسها وبأي صورة كانت  وغير ملتفتة إلى القيم والضوابط المؤطرة لها.فإذا وجد المقتضي لدى الإنسان  - كحب المال والشهرة والجنس وغيرها - وتوفر الشرط من  اقتراب الإنسان من المناصب والمراكز والسلطة والنساء المبتذلة للرذيلة والفحشاء. . وانتفى المانع والرادع والموجه – سواء كان دينيا أو اجتماعيا اواخلاقيا اوعرفيا-المتصور الذي يمنع المقتضي من تحققه خارج .
فماذا يحدث أيها الأحبة  والأصدقاء؟؟؟إنها الفوضى العارمة والضياع الذي ما بعده ضياع .

الغاء الخصوصية بين العلوم ..ممكن؟



يتمتع الانسان بقدرة على التصوروالفهم ،والتي يتبعها ادراك واذعان لما توصل اليه من خلال هذه الحركة الفكرية.ويشكل هذا الفهم والإدراك الذي توصل اليه في مجال من مجالات العلوم التخصصية والأكاديمية هاجس للنفس بالشعوربالقدرة على إستيعاب باقي العلوم الاخرى..ولاسيما دائرة الفكرالديني ..وهذا مايقع فيه بعض المبدعين في مجال الدراسات اللأكاديمية لمايشعربه الباحث من هيمنته اواستيعابه لمجال تخصصه وابداعه فيه.. ممايؤدي الى الغاء الخصوصية بين العلوم مستعينا بالتشابه والتماثل –أي هذاالعلم يشابه ويماثل هذاالعلم- مما يؤدي إلى إجراء ادوات ومستلزمات هذاالعلم للآخر. وهذامن الأخطاء الشائعة والتي لايقرها العقلاء فضلا عن العقل.

النُخبة او الامة ..في تحديد الظرف الحالي؟


تمثل ادوار الأئمة(ع ) في ادارة الاحداث والأزمات منهج للحياة والسلوك ولكل عصرا وجيل.فإذا حددنا طبيعة المشكلة والحدث في الوقت الحالي ، ودرسناها دراسة موضوعية، وقتطعنا هذا المشهد الحالي من الازمة ووضعناه في كتاب التاريخ لنفتح نافذة عن كيفية تعامل الإمام المعصوم (ع) مع هكذا حدث وفي أي دور من ادوار الإئمة وقع وكيف تعامله معه(ع).. وحددنا الوسائل والكيفية التي اتبعها في ادارته لهذه الازمة والحدث ..ثم من بعد ذلك السفر في اعماق التاريخ ومن خلال هذه النافذة نرجع ونعود لواقعنا الحالي مطبقين ذلك السلوك المعصوم المسدد .
ولكن المشكلة تكمن وتتعقد.. من يفهم تحديدالظرف الحالي ليطبقه على ذلك الظرف التاريخي الواضح والمحددالمعالم؟ وهذا الظرف الحالي..في أي دور من ادوار الائمة المعصومين هو؟
ولغرض الإجابة على السؤال نقول –وهذاالجواب على ضوء مباني مدرسة أهل البيت (ع)-:فإما ان تكون الأمة مؤهلة بأكملها لتأدية الدورالملقى على عاتقها من التشخيص والإستكشاف لدورها في خضم هذه المشاكل .وهذاوإن كان ممكن عقلا ..ولكن في الواقع الخارجي إن لم يكن معدوم فهو اشبه بالحلم في واقعنا الحالي المعاش.
وإما أن تكون هنالك نخبة مطلعة على تراث أهل البيت (ع) اطلاعا واعيا لدورهم الرسالي والحركي..هذا ومضافا الى ماتقدم تعيش هموم الأمة وتحدد وظائفها وتعي الدورالذي تقرأه للمشاكل والأحداث المستجدة..هذه النخبة هم امناء الرسل ..رواة احاديث أهل البيت (ع)..هذه النخبة هم الفقهاء ..أي مفهوم المرجعية لدى اتباع مدرسة اهل البيت (ع) .

التعددية الثقافية ومايلزم منها

 


ان من يتبنى التعددية الثقافية والفكرية يلازم لما تبناه ان يحترم خصوصية وافكارالآخر- ولكن بشرط ان يكون الآخريحترم الانسان الذي يشكل المرتبة الاولى في سلم المدارس الفكرية الدينية منها والبشريةإن لم يكن هول الاول ولآخرلها-وما وصل اليه من نتائج وتصورات والتي بنى منظومته الفكرية والعملية-وإن كان منشأ وصوله لها متدنيا ووضيعا في ادوات التفكيروالتصور للاشياء وما يحيط بها ولكن الحرية المفتوحة تجعل بعض المثقفين والمتنورين ومن كل الاتجاهات ولا استثني احد يعيش المفهوم في ذهنه ومخيلته -الانفتاح الفكري والتعددي - فقط وفقط..ولكن حينما يمارس الحفريات الذهنية المتجسدة بالكتابة والتحليل تراه يحيدعن البنى التحتية لافكاره –التعددية الثقافية- والتي انطلق منها .فيمارس في واقعه الخارجي الانحصارية وتغيب الآخر..وكم اتمنى أن يكون التغيب والانحصارية مبني على ادلة متينة ومسلم بها ..ولكن مفردة (كالو) -اي هنالك مجموعة نقلت وقالت كذا عن هذا المبنى الفكري او السلوك الخارجي- هي الدليل!!او يشاهد حالة فردية -وإن كانت تمثل رقما في فكر الآخر -ويجري عليهامتبنياته القبّلية واسقاطاته النفسية ليمارس التحليل والتوصيف والاستنتاج على هذه الظاهرة الفردية .فكيف اذكانت الظاهرة التي يبني عليها دراسته لغرض تخطأة الرؤية الكونية والحكمة النظرية لمن يدعي انتسابه لهذه الرؤية ..صاحبها ومعتنقها –افراد كانوااوأمة- لايجيدابجديات المتبنى الفكري الذي ينتمي اليه.

الأحد، 9 مارس 2014

ماهوالمراد من الدين الجديد؟



ماهوالمرادبالدين الجديد؟لقدوردفي بعض الروايات الشريفة ان الامام المهدي ع يأتي بدين جديد.ان غيبة الأمام ع الى ماشاء الله تعالى _بغض النضرعن امامته_اخذت مساحة كبير في الفكر الشيعي خاصة من التأليف والتحقيق والدراسة.لعوامل كثيرة يطول المقام لاحصائها .نذكرمفردة لذلك الاوهي هذا التساؤل المتقدم.ونشيرهنا الى هذه المفردة وان كان جواب السؤل قد يتضمن دفع اشكال مفاده..كيف تختم النبوة ويكتمل الدين ومن ثم يدعى انه يأتي بدين جديد ؟الا يعدذلك تناقض ! . وجواب التعارض البدوي المتصورملاحظة الصادرالمعرفية والعلمية التي يستند اليها المعصوم ومن جملتها الرواية عن الرسول الاكرم ص .وهنالك فرق بين انشاء الاحكام والاخبارعنها.واما من يقبل السبل المستقيمة بدل الصراط المستقيم والتعددية الدينية وتعددالقراات التي تكون كلها صحيحة .هل من المتوقع ان يصدرمنه هكذااشكال؟!!.اماجواب سؤالنا نبينه من كتاب صدرحديث لمؤلفه الشيخ كاظم القره غولي (علامات الظهور قراءة في المعرفة والتطبيق)حيث تناوله في الفصل الثالث من كتابه.ونقلنا سيكون على نحو الأختصارونقل بالتصرف..:(أنه ياتي بدين جديد ولاغضاضةفي ذلك اذالاحظنا جملة من الأمور:1)_احتمال اختلاف الواقع عن الظاهر:يبين المؤلف من خلال هذه النقطة ان الاحكام الشرعية اما واقعية اوظاهرية فاذالم ندرك الحكم الواقعي انتقلنا للثاني الذي يحتمل فيه المطابقة للواقع وكذلك المخافه_هذافي زمن الغيبة_اما في زمن الحظورفعلمه واقعي فيلاحظ الفارق.2)_احتمال خطأالتطبيق في مستحدثات المسائل:الكثيرمن المستحدثات في المسائل لم يردفيها دليل خاص يكتفي الفقيه في مقام استخراج وستنباط الحكم الشرعي على ادلة اوقواعديقوم بتطبيقها على المستحدث .واحتمال الخطأفي مجال التطبيق واردممايفسح المجال لمخالفة الحكم الواقعي .اما في حظوره ع فهو المخبر عن الواقع.3)_وصف الجديد اضافي:يبين الشيخ القره غولي في هذه النقطة ان الجديديضاف الى المذاهب الاسلامية الأخرى_لآنها مؤمنة بمجي اليوم الموعودانما الاختلاف في الولادة _والتفاوت في الأحكام بين المذاهب الأخرى والمذهب الجعفري واضحة للمتتبع.وروايات الصحاح لدى العامة تشير الى الاختلاف حينما اغمض الرسول ص عيناه.4)_امكان النسخ في زمانة ع:ذكر المؤلف الشيخ القره غولي هذه النقطة على نحوالامكان العقلي ثم قام بتضعيفه من خلال الروايات التي دلت على ان حلال محمدص حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة .ثم يقول في نهاية هذه النقطة:والذي قلناه وان لم يفيدالقطع بعدم امكان النسخ فيبقى اصل الاحتمال ، الااأننا لانريدالتمسك بأي احتمال ولوكان ضعيفاجدا.5)_تغيربعض الآليات:وذكرالمؤلف مفردة لذلك ،مايرجع الى الأحكام في باب القضاء حيث دلت الروايات على انه يحكم بحكم داودع ولايعتمدعلى البينة الشرعية.بعد استعراض هذه النقاط المتقدمة يقول المؤلف: ان اتصاف مايظهرفي زمانه ع بدين جديدلايعني تغير الملامح العامة للدين السائداذيكفي الاختلاف في بعض الفرعيات.

صلح الامام الحسن ع





وقع العامة من المسلمين_بل لعل الخاصة من شيعية اهل البيت ع_ بخطأ فادح حينما جهلت ادوار اهل البيت ع في تحصين الرسالة الأسلامية ورتبوا على ذلك نتائج خطيرة ومنها صلح امامنا الحسن ع .ان هذه النتائج المغلوطة قدانطلقت من خلفية تصورغيرناضج ومفتقد للمنهج العلمي والتاريخي الصحيح. فتصوران الأئمة يمارسون قيادتهم للمجتمع ومواجهة الانحراف بنسق وطريقة واحدة وهذا التصورخاطئ لسبب بسيط هوان كل امام منهم يواجه ظروفا مختلفة تحكم بالضرورة لانتهاج مايراه مناسب لضرفه الخاص في اطار الهدف الاساسي الذي يسعى لتحقيقه جميع الأئمة ع.وهذا الصلح او التنازل _كما يسميه البعض _وقع في اي دور من ادوارالامام الحسن ع ؟فهل تنازل وصالح عن ولايته التكوينية ؟ام التشريعية ؟ام بما هوقدوة واسوة وحجة؟والجواب :ان الامام لم يصالح لاعلى هذا ولاذاك وانما على دوريعد جزء صغيرويسير من وضيفته كقائد اداري للامة الا وهو الدور الأداري والسياسي.والتنازل كان لضروف الشك التي كانت مبتلية بها الأمة .فكيف لعاقل يمارس دور القيادة لامة وهي مبتلية بمرض الشك والتردد!! فكيف اذا كان هوسيدالعقلاء والامام المعصوم!. فلاقتناع العاطفي بالقائد _ولأي مبرركان_ سرعان مايتلاشى تحت ضرب السيوف ومطاحن الحرب.اما الاقتناع الواعي بالقائد وبما يحمله من هدف ومبدء فهو يترسخ ويتجذر تحت ضرب السيوف.الم يقل عمار بن ياسر (رضوان الله عليه): والله لوبلغوبنا سعفات هجر_وهي منطقة في البحرين وكان يقاتل مع امامه اميرالمؤمنين ع في حدودالشام _لما شككنا انا على حق وهم على باطل.هذا الاقتناع الواعي من الامة لم يكن موجودا حتى يستمر الامام المجتبى ع ليمارس دوره الأداري والسياسي.وهناك اسباب اخرى يطول المقام لذكرها .فلنقرء حياة امامنا الحسن ع بامعان ولننظر للضلامة التي وقعة عليه لامن قبل تلك الامة التي لم تستفد من وجوده المبارك بل ايضا من بعض الذين يكتبون التاريخ ويحللون احداثه تحليلآمجانب للحقيقة ولايتمتع بأي موضوعية.

ايجابيات الإنفتاح الفكري على الآخر



يسعى الإنسان إلى تحصيل العلم والثقافة ..لأنه بفطرته طالب للمعرفة والعلم دفع للنقص ولمعرفة ماحوله من الأشياء .وتحصيل وكسب بعض المعارف والعلوم لايحصل إلى عن طريق التفكر..ومعنى التفكرحركة الفكربين المعلوم والمجهول ؛لأجل الوصول الى معرفة المجهول الغائب عن حواس الإنسان..فالمثقف والباحث يستخدم كل ادواته لتحصيل الوعي المعرفي والثقافي..ومنها-أي أدوات التحصيل - استعانته بمخزن المعرفة والتصور والإدراك الموجود لدى العقول الأخرى.. وهذا من تمامية وكمال عملية التفكير..وهو مايشيراليه الحديث الشريف :(اعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه) ..فأي غفلة عن تصورمن التصورات في البحث وعدم الالتفات إليه قصور في حركة الفكر لمعرفة الحقائق والأشياء..فهذا الانفتاح الفكري –وبغض النظر عن الرؤية الكونية والايديولوجية- على الطرف الآخروقراءة المنظومة الفكرية التي يبني عليها تصوراته وإدراكاته يدعونا إلى التعايش والانسجام ..وليس من الضروري أن الانفتاح على الآخر يلازم الاعتراف بمبانيه الفكرية.فهنالك الكثير من المشتركات الفكرية في قواعدواسس التفكير.

الغرائزوالشهوات وكيفية تنظيمها


توجد في الإنسان مجموعة من الغرائز والشهوات ،أودعها الله -تعالى -في اعماقه  لديمومة  وجوده في هذه الحياة؛ مدعاة للتكامل والتطور وإلى  ما يحتاج إليه لإشباع  غرائز الجسد والنفس.وكيف لاتكون غاية الباري من خلق الإنسان التكامل.. ولا يوجد في أعماق بنيته التكوينية ما يدفعه باتجاهها!! فهذه الغرائز والشهوات هي المقتضي والدافع والمحرك للتطور والتكامل النفسي والجسدي..ولم يجعل المولى - تعالى -هذه الغرائز تسبح في بحر الحرية بدون رقيب ومتابع وحاكم!!كلا ..فقد حكمها بضوابط وقيّم وأحكام ومبادئ وجعل العقل الرقيب عليها؛ لأن العقل هو الذي أدرك أن لهذا الكون خالق ومُوّجد..وكذلك أدرك العقل أن هذا الخالق تجب طاعته ولا ينبغي مخالفة أوامره ونواهيه ..فهذه القيّم والضوابط  والمبادئ هي المانع والحاجزالذي يحدد ويصد به عمل الًمُقتضي- أي الشهوات والغرائز- من الخروج عن زى العبودية لله –تعالى-.
فالمطلوب منا أيها الأحبة.. أن لانتقل  هذه الغرائز والشهوات والتي هي بمثابة الًمقتضي، بل المطلوب منا أن نهذبها  ونضعها في سلم الرقي والتكامل ،ونمنعها من الإنفلات والانزلاق في مدرك الرذيلة والفحشاء..وهذا يتأتى من تقوية المانع  والرادع حينما يريد المقتضي الخروج عن خطه المرسوم له ..أي حينما تريد الغرائز والشهوات إشباع نفسها وبأي صورة كانت  وغير ملتفتة إلى القيم والضوابط المؤطرة لها.فإذا وجد المقتضي لدى الإنسان  - كحب المال والشهرة والجنس وغيرها - وتوفر الشرط من  اقتراب الإنسان من المناصب والمراكز والسلطة والنساء المبتذلة للرذيلة والفحشاء. . وانتفى المانع والرادع والموجه – سواء كان دينيا أو اجتماعيا اواخلاقيا اوعرفيا-المتصور الذي يمنع المقتضي من تحققه خارج .

فماذا يحدث أيها الأحبة  والأصدقاء؟؟؟إنها الفوضى العارمة والضياع الذي ما بعده ضياع .