الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

(المنهج التجريبي..وحاكميته على الدليل اللفظي الشرعي..الطب انموذجا).


حين يُمارس الفقيه في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) عملية الإستنباط.يضع نصب عينيه مجموعة من القواعد الموضوعية والمنطقية؛إذ تُشكل مُقدمة للوصول للنتيجة والفتوى.فالمدار في الأحكام الظنية الشرعية ليس مُطابقتها للواقع وعدم المطابقة..بل متانة المنهج والقواعد المُتبعة والمُبرهن عليها في عملية استنباطها.ومن جُملة القواعد المُتبعة في العلوم الشرعية للإستنباط.. هو:( المنهج التجريبي) إذ هنالك مساحة في الفقه يأخذ الفقيه النتيجة كأصل موضوع من اهل التخصص ويبني عليه فتواه (سنتناول هذه المساحة في منشور لاحق إن شاء الله تعالى) .فإذا تمت عنده الرواية من جهة السند والدلالة..ولكنها مُعارضة بنتيجة علمية توصل لها الطب.. هنا يرفع الفقيه يده عن دلالة مضمون الظاهر من الرواية ويلتزم في مقام الإفتاء على ما بينه العلم والأبحاث التجريبية والحسية القطعية منها.

(غلق الأضرحة المُقدسة..بين الرفض والقبول)


اُسلط الضوء على موضوع شغل مواقع التواصل الإجتماعي بين التأييد والإعتراض.ألا وهو:غلق الأضرحة المقدسة للمعصومين (ع).
تمر البشرية بأزمة وكارثة صحية مُعقدة؛لما حدث مُتأخرا من انتشار فايروس كورونا.. إذ اقلق الإنسان _لاسيما في الدول المُتطورة_ في سرعة إنتشاره وعدم وجود علاج له في الحاضر القريب. مما دعى اهل التخصص لإصدار جملة من التعليمات منها :عدم التواجد في الأماكن المُزدحمة.. وكانت هنالك دعوات لغلق الأضرحة المُقدسة.وفي بيان وجهة النظر الموافقة لهذه الدعوة والرأي اذكر على نحو الاختصار مجموعة من النقاط بهذا الصدد:
الأولى:يتمتع مذهب ومدرسة اهل البيت (ع) بخصال ومُميزات جعلت منه يُواكب ويُجاري مُقتضيات العصر والزمان..من تطور وقفزات علمية في كل حقول المعرفة؛ ويرجع ذلك لجعل مساحة للعقل والعلوم التجربية في حياة الإنسان.. وما يتفرع عليها من إلتزام وسلوك.
الثانية:القاعدة العقلية بوجوب دفع الضرر المُحتمل.. بمعنى: لوكان هنالك ضرر لا على نحو اليقين والقطع بل مُحتمل فالعقل يحكم بوجوب دفعه.
الثالثة:القاعدة العقلية بحرمة إللقاء النفس إلى التهلكة.. وقد اشار القرآن الكريم لهذه القاعدة على نحو الإرشاد (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) سورة البقرة ١٩٥.
وكما هو مُقرر وثابت ان القواعد العقلية غير قابلة لتخصيص. بمعنى : عدم اثباتها في هذا الموضوع ورفعها عن الآخر. بل هي سيالة وثابته إذا ثبت الضرر والهلكة.
الرابعة:النظام العام في الكون _والكرة الأرضية وما تحتويه من جملتها_ مبني على مجموعة قوانين تسير وفق اسباب ومُسببات. وقانون التزاحم حاكم فيها.نعم تعطيل هذا القانون لبعض مفرداته وما يطلق عليه بالمعجزة حاصل ويُشير القرآن الكريم إلى ذلك.. ولكن لحالات خاصة جدا وهي: في اثبات دعوى النبوة او الإمامة لمُعاصريهم.
الخامسة:بعض الأحكام الشرعية الإلزامية المُستنبطة من قبل الفقهاء على جملة من الروايات التي ورد ذكرها عن طريق الأئمة (عليهم السلام) لو عارضها دليل علمي تجربي قطعي..فيرفع الفقيه يده عن الرواية ويلتزم بما وصل إليه اهل التخصص في المعارف والعلوم الإنسانية.وهنا اهل التخصص يُثبتون خطر هذا الفايروس والفقهاء يثبتون استحباب الزيارة..فيرتفع حكم المُستحب بما وصل إليه الطب والدراسات التخصصية.

(اسباب عدم إعمال المُعجزة.. وتعطيل النظام الطبيعي في الحياة).

سنقف على نحو الإختصار لجانب المفسدة المُترتبة على عدم الإتيان بالمُعجزة او الآية في حياة المعصومين (عليهم السلام). بما ان المُعجزة من قوانين هذا العالم وجزئياته فهي ليست خارجة عن دائرة التزاحم بين المصالح والمفاسد المُترتبة عليها.فقد تكون هنالك مفسدة تترتب عند الإتيان بها فتقتضي الحكمة الإلهية عدم اعمالها. ومن جملة المفاسد التي تترتب على ذلك هي:

الأولى:يتمتع الإنسان بمجموعة من القوى التي اودعها الله تعالى فيه.. منها:العقل والنفس أو ما تسمى (بالغرائز والعواطف والأحاسيس) . وكليهما مُنفصل عن الآخر.فوظيفة العقل الإنارة للنفس وتحديد المسار الصحيح لها(وفق ما وصل إليه). ولكن ليس من الضروري ان تخضع له النفس؛فطبيعة الإنسان يتأثر بالجانب المحسوس والمُشاهد امامه عينه.. أكثر من تأثره بالعقل والمنطق.فأغلب الناس لا تخضع لتعاطي مع الأشياء بموضوعية وعلمية تحليلية وفق منهج مُبرهن عليه.فحين يرون من خصه الله تعالى بالمُعجزة وتعطيل للقانون الطبيعي .. هنا تبدأ مُؤثرية الجانب النفسي والحسي.. ويتم التركيز على جهة خاصة في هذا الحدث. فيُتجاوز في اعتقادهم بهذا الشخص حدود البشر..وعبوديته لله تعالى.مِما يجعل إنشغال الناس بهذه الخصوصية وغير مُلتفين إلى غيرها؛ كونها ذات تأثير مُشاهد للعيان.وهذا يُسسبب غلو في الشخص الذي خصه الله تعالى بهذه المعجزة.
الثانية: هناك ظاهرة عُقلائية وإنسانية - وقد تكون عند بعض الحيوانات-..ألا وهي: عملية الإقتداء باصحاب الخصوصيات.وقد جرت الحكمة الإلهية في عملية التشريع على هذه النزعة في داخل الإنسان.فبعث الأنبياء والمعصومين للهداية وربط الناس بالخالق. ومن جملة المهام التي اوكلت اليهم (عليهم السلام) وحثت عليها الشريعة..انهم قدوة واسوة.. ومقتضي الإقتداء والتأسي في افعاله وسلوكياته..ان يُحاكيه فيما صدر منه..فيكون قادر على السير وفق منهجه والإتيان بمثل ما اتى به. وهذا لا يحصل - غالبا- إلا إذا اعتقد ان قدوته من جنسه. يُماثله في اكثر احواله وقابلياته.وبما أن الله سبحانه وتعالى حكيم.. فمقتضى حكمته التي دعت لتأسي والإقتداء.. تدعو بنفسها إلى رفع الموانع التي تمنع من التأسي. ومنها عدم جريان المُعجزة على يديه والأخذ بالأسباب الطبيعية التي أجراها الله تعالى في هذه النشأة.

(حفريات في النصوص الفقهية ,,التعايش السلمي أنموذجاً)


الباحث والمُتصيد في التراث الفقهي لمدرسة اهل البيت (ع) يجد الكثير من المفردات الثقافية والفكرية الحديثة في طيات وبحوث العلماء,, وإن لم يفرد لها باب بهذا العنوان العصري ..فحقوق الإنسان والتعايش السلمي والتي اصبحت الشغل الشاغل في هذا العصر لما لها من وقع في النفوس نتيجة الممارسات الخاطئة من بعض الأفراد المحسوبين على الدين والشريعة ..
سنتناول مفردة اثارها المحقق الحلي (رحمه الله ) المتوفى عام 676هفي كتابه الفقهي شرائع الإسلام ,,حيث قال:(وتضمن–الخمر-إذاغصبت من ذمي ,متستراً,ولوغصبهاالمسلم .وكذا الخنزير.)ص205ج4.
وذهب الشيخ محمد حسن النجفي المتوفى سنة 1266ه في كتابه جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام مُعلقاًعلى الرأي المُتقدم للمُحقق الحلي:(بإجماع الفرقة وأخبارها في محكي الخلاف بل قيل :إن الإجماع أيضاًظاهرالمبسوط والسرائر والتذكرة)ص44ج37.
فالخمروالخنزير لامالية لهما في مدرسة اهل البيت (ع)..ولكن لوغصب المسلم الخمر والخنزير من الذمي وكان متستراً في شربه واكله لهما ..وقام المسلم بإتلافهما يجب عليه أن يدفع قيمتهما الى المُستحل لهما.. لواراد العوض والتغريم ..

فالعلامة لايتبنا نظرية نسبية الحقيقة والمعرفة ..إنها صورة مشرقة من التعايش السلمي..فامتلاك الحقيقة لايُلازم إلغاء خصوصيات الآخر,, وإن كانت خصوصيات الآخرلاقيمة لها. 

(غلق الأضرحة المُقدسة..بين الرفض والقبول)


ونحن نعيش ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي (ع).. اُبارك لأحبتي واصدقائي بهذه المُناسبة مُتمنياً لكم دوام الخير والعافية والطمأنينة.
احببت ان اُسلط الضوء على موضوع شغل مواقع التواصل الإجتماعي بين التأييد والإعتراض.ألا وهو:غلق الأضرحة المقدسة للمعصومين (ع).
تمر البشرية بأزمة وكارثة صحية مُعقدة؛لما حدث مُتأخرا من انتشار فايروس كورونا.. إذ اقلق الإنسان _لاسيما في الدول المُتطورة_ في سرعة إنتشاره وعدم وجود علاج له في الحاضر القريب. مما دعى اهل التخصص لإصدار جملة من التعليمات منها :عدم التواجد في الأماكن المُزدحمة.. وكانت هنالك دعوات لغلق الأضرحة المُقدسة.وفي بيان وجهة النظر الموافقة لهذه الدعوة والرأي اذكر على نحو الاختصار مجموعة من النقاط بهذا الصدد:
الأولى:يتمتع مذهب ومدرسة اهل البيت (ع) بخصال ومُميزات جعلت منه يُواكب ويُجاري مُقتضيات العصر والزمان..من تطور وقفزات علمية في كل حقول المعرفة؛ ويرجع ذلك لجعل مساحة للعقل والعلوم التجربية في حياة الإنسان.. وما يتفرع عليها من إلتزام وسلوك.
الثانية:القاعدة العقلية بوجوب دفع الضرر المُحتمل.. بمعنى: لوكان هنالك ضرر لا على نحو اليقين والقطع بل مُحتمل فالعقل يحكم بوجوب دفعه.
الثالثة:القاعدة العقلية بحرمة إللقاء النفس إلى التهلكة.. وقد اشار القرآن الكريم لهذه القاعدة على نحو الإرشاد (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) سورة البقرة ١٩٥.
وكما هو مُقرر وثابت ان القواعد العقلية غير قابلة لتخصيص. بمعنى : عدم اثباتها في هذا الموضوع ورفعها عن الآخر. بل هي سيالة وثابته إذا ثبت الضرر والهلكة.
الرابعة:النظام العام في الكون _والكرة الأرضية وما تحتويه من جملتها_ مبني على مجموعة قوانين تسير وفق اسباب ومُسببات. وقانون التزاحم حاكم فيها.نعم تعطيل هذا القانون لبعض مفرداته وما يطلق عليه بالمعجزة حاصل ويُشير القرآن الكريم إلى ذلك.. ولكن لحالات خاصة جدا وهي: في اثبات دعوى النبوة او الإمامة لمُعاصريهم.
الخامسة:بعض الأحكام الشرعية الإلزامية المُستنبطة من قبل الفقهاء على جملة من الروايات التي ورد ذكرها عن طريق الأئمة (عليهم السلام) لو عارضها دليل علمي تجريبي قطعي..فيرفع الفقيه يده عن الرواية ويلتزم بما وصل إليه اهل التخصص في المعارف والعلوم الإنسانية.وهنا اهل التخصص يُثبتون خطر هذا الفايروس والفقهاء يثبتون استحباب الزيارة..فيرتفع حكم المُستحب بما وصل إليه الطب والدراسات التخصصية.

(نافذة على مصادر المعرفة الإسلامية..قوانين الطبيعة وصلاحية التعطيل.. انموذجا) .


المُجتمع البشري في هذا الوقت يعيش وضع صحي مُتأزم وخطير للغاية..ألا وهي: إثبات الإعجاز أو الآيات أو ما يطلق عليه: تعطيل قانون الطبيعة. في درء الفايروسات والأوبئة.فهذا المفهوم قد ورد في مصادر المعرفة الإسلامية من القرآن الكريم - وهو المُعجزة الخالدة- والسنة النبوية.ومن جُملة الحِكم المتصورة منها(المُعجزة) :إثبات صدق دعوى المُدعي من النبوة او الإمامة.
فالله سبحانه وتعالى بلطفه يُريد أن يُقرب الناس إلى طاعته هذا من جهة.. ومن جهة أخرى يُريد لهذا الإنسان ان يكون فاعلا ومؤثرا في بيئته ومحيطه الذي يعيش فيه؛ حتى يتكيف مع هذه الظروف والتحديات التي تواجه.فيكون الأصل والقاعدة في هذا النظام هو: السير بموجب الأسباب الطبيعية..وماخالفها إستثناء؛إذ اقتضت المصلحة الإلهية له في ظرفٍ خاص جدا.
وعلى نحو الإختصار ساذكر جُملة من الأدلة والشواهد..على عدم التدخل الغيبي فيها.. وقد أوكلها الله سبحانه وتعالى إلى اسبابها ومُسبباتها الطبيعية.
الأولى :واقعة بدر ..تدخل المد الغيبي بإمداد المُسلمين بالعون من الملائكة. وتحدثت جُملة من الآيات الشريفة حول هذه القضية..منها سورة الأنفال الآية ٩، ال عمران الآية ١٣و١٢٣. ويذهب السيد الطباطبائي في الميزان ج٩ ص٢٠.. وكذلك الشيخ ناصرمكارم شيرازي في أكثر من مورد ان الملائكة لم تنزل للقتال وإنما نزلت لتُطمئن قلوب المؤمنين ويزداد عزمهم. ولايعني ذلك إشتراك الملائكة والقوى الغيبة في المعركة.الأمثل ج ه ص٢٣٢وص٣٥٤. وكذلك في ج ١٣ ص١١٦.
الثانية:واقعة اُحد.. بعد ان قويت شوكة المُسلمين لم يكن هنالك مد غيبي لدفاع عنهم.. سواء كان إشتراك مُباشر في المعركة..أوتقوية معنوياتهم من خلال بعث الملائكة كما في النقطة الأولى. بل الآية الشريفة تدعوهم للإستعداد والقوة.ولم يكن الخطاب القرآني لهم..ليس عليكم إلا الإيمان القلبي وانا ادافع عنكم.
قال تعالى:(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) .الأنفال ٦٠.
الثالثة:حدثنا القرآن الكريم عن نزول البلاء في موسى وهارون وتيه قومه ٤٠سنة.المائدة ٢٦.
الرابعة:عزل أمير المؤمنين علي (ع) عن دوره الريادي في الخلافة .والذي نصبه الله تعالى فيه..على لسان نبيه (ص) في حديث الثقلين وغيره من الأحاديث الشريفة..ومن ثَّم قتله على يد شر خلق الله تعالى.
الخامسة:تراخي الناس وتنصلهم عن الإمام الحسن المُجتبى(ع)..مِما اضطر مُكرها (عليه السلام) لقبول الصلح مع معاوية..وإستشاده بالسُّم بعد ذلك.
السادسة:قتل الإمام الحسين (ع) بتلك الطريقة التي تقشعر منها الأبدان.. وهو الإمام المفترض الطاعة..وخليفة الله في ارضه بعد اخيه الإمام الحسن المجتبى (عليهم السلام) ..بل لم يكتفي القوم بقتله.. وإنما سُبيت عياله واهل بيته.
فإذا قبِلنا بهذه الحِكمة والمصلحة التي اقتضت هذه الأفعال..ولم نلحظ اي تدخل غيبي وتعطيل لقانون الطبيعة العام.فلماذا لا نقبل ان تُصاب شيعتهم واتباعهم ومحبيهم بانواع البلاء من الأوبئة والفايروسات وغيرها؟!.
سأتناول في منشور لاحق - إن شاء الله تعالى - الجانب السلبي والمفسدة التي تترتب من إعمال المُعجزة وخرق قوانين الطبيعة؛لأن المُعجزة خاضعة لقانون التزاحم بين المصالح والمفاسد المُترتبة عليها.

(حتمية زوال البشرية وموتها بفايروس كورونا.. واقع ام تكهنات؟).


من الأشياء التي لا شك فيها موت الإنسان في هذه النشأة والوجود. وجملة من الآيات الشريفة تمحورت حول هذا الموضوع منها:
قال تعالى في مُحكم كتابه الكريم.. (إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ). [الزمر: ٣٠ ]
(كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ).[العنكبوت: ٥٧ ].
(يَوۡمَ نَطۡوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلۡكُتُبِۚ كَمَا بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٖ نُّعِيدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا فَٰعِلِينَ).[الأنبياء : ١٠٤ ].
ولكن وقع السؤال والإستفهام..هل يمكن ان ينتهي الوجود الإنساني والبشري برمته من هذه الأرض؟.
يستظهر المُتتبع للقران الكريم بحتمية زوال الإنسان من هذا الكوكب..بآيات منها طي السجل او النفخ في الصور.
(وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ).[ يس: ٥١ ]
(وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ).[الزمر: ٦٨ ].
(وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ). [ ق: ٢٠ ].
إذن إنعدام الجنس البشري في الأرض حتمية لا مفر منها.ثم جاءت تداعيات وحوادث مرت بها البشرية قد يُترائ للوهة الأولى..انها بوادر وعلامات الوصول للمرحلة الأخيرة لهذا العالم والنشأة.
ولكن يمكن دفع هذه الإحتمالات والتكهنات التي نعيشها في هذا الظرف بالذات وما نتج من تفشي لفايروس (كورونا)..من خلال النقاط التالية-والتي سأقوم بترتيبها ضمن تسلسل رقمي؛ليسهل ربطها مع بعضها وتكون الصورة واضحة وجلية-وهي:
الأولى:خلق الله تعالى في هذه الأرض الكائنات الحية ومنها الإنسان.وسخر له كل مافي الأرض جميعاً.وجملة من آيات الذكر الحكيم تُشير لذلك منها: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا).[ البقرة: ٢٩ ]
( أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ).[الحج:٦٥] .
( أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ).[ لقمان: ٢٠].
فيكون الإنسان هو الأشرف والأكمل عن باقي الموجودات الأرضية؛فيلزم من ذلك أن يكون هو محور عالم الطبيعة وهذه النشأة.
الثانية:وهذه الأشرفية والكمال استوجب بها الخلافة في الأرض.
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ).[البقرة: ٣٠] .
الثالثة:بناءا على ما تقدم..توجد مهام ووظائف يشغلها الإنسان في الأرض. وينبغي استكمالها. وانطلقت على هذا الأصل بعض المدارس الفكرية في تأسيس قواعدها وادبياتها؛لرسم تصور لهذه المهام في المُستقبل..إذا اعيته الموانع والعقبات من تنفيذها في مرحلة زمنية قريبة.والمدرسة الإسلامية (خاصة) وما سجلته مصادرها المعرفية من القرآن الكريم والموروث الشرعي..ان هنالك شخص مُدخر وظيفته(عليه السلام) إعلاء كلمة الحق وإقامة دولة العدل.
المحور الثاني..
الرابعة: إذن فموت الإنسان (اي الجنس البشري بأجمعه)في هذا الوقت بالذات يُنافي الوعد الإلهي الذي تناول المرحلة الأخيرة من وجوده على الأرض..إذا لم تصل بعد لدولة العدل.هذا من جهة ومن جهة أخرى..كيف يمكن بقاء الموجودات والكائنات الحية من حيوان ونبات وانها مخلوقة لأجله؟!.وهذا يُنافي حكمة إيجادها وخلقها له.
الخامسة:سلمنا بما تقدم من عدم الإنقراض والإنعدام للنوع البشري؛ والسبب في ذلك ما اقتضته حكمته تعالى..(مع العلم بوجود بعض الكائنات الحية من حيوان ونبات شملها قانون الإنقراض والإنعدام). ولكن ماهي الأسباب التي تدعونا إلى الأعتقاد بعدم إنقراض وزوال الإنسان في الوقت الراهن؟.
السادسة: ولجواب على النقطة المتقدمة نقول:
أ) إما أن تكون هنالك اسباب غير طبيعية. بمعنى :ان يتدخل الخالق سبحانه وتعالى مُباشرة لحفظ الجنس البشري..حين يكون هنالك تزاحم بين الإنسان وباقي الموجودات التي تكون أقوى منه.سواء كانت كائنات حية مجهرية كالفايروسات والبكتريا..أو غيرها.أو بعض الظواهر المناخية والزلازل والبراكين وتلوث البيئة.. والتي تُساهم في قتل الإنسان. فيتدخل الخالق سبحانه وتعالى بتعطيل قانون (البقاء للأقوى).
ب)أو تكون هناك اسباب طبيعية يجري عليها الإنسان بما منحه الله تعالى من عقل خلاق ومُبدع..وبما وهبه الخالق العظيم من غرائز..حب الإطلاع والكمال والخلود وحب المعرفة.فيجتمعان (عقله وغرائزه) ويسعيان سوية لبقاءه ودفع المخاطر عنه.وتسخير كل ما من شأنه ان يُسبب ديمومة وجوده بنفسه أو غيره من المخلوقات والكائنات الحية في الأرض.
ج)ومن جملة الأسباب الطبيعية ماتناولته يد التشرع الإسلامي.ورتبت عليه جُملة من الآثار وهي: (الصدقة ودفع المال للمتعففين والفقراء وإغاثة الملهوف)حيث تعود عليه بجُملة من المصالح والمنافع..سواء له مباشرة أو من يقوم مقامه(سنتناول هذه الحالة بمنشور لاحق إن شاء الله تعالى).فهي من جهة الإنسان وما يقوم به أسباب طبيعة..ومن جهة فلسفة الأثر ومدخليته في الحفاظ عليه..أشياء غيبية؛كون العقل البشري لا يُدرك رابطة العلية بين السب والمُسبب. بين رابطة العلية للصدقة وسبب تأثيرها في إطالة عمر الإنسان ودفع ما يضره.
إذن هذه الأشياء سوية او مُتفرقة تُساهم في بقاء النوع الإنساني على الكرة الأرضية.