الاثنين، 10 مارس 2014

العوامل المؤثرة في خروج الانسان عن الموضوعية والعقلائي

 




يسعى الانسان الى ان يكون موضوعيا في مجريات حياته العملية والفكرية خاصة ،مبتعدا قدرالمستطاع عن الشخصنة والذاتية ..ولكن هنالك جملة من العوامل تؤثر على المنهج الموضوعي العقلائي .فتحليل خبراودراسة ظاهرة ما وغيرها من النشاطات الفكرية تقيم بقدرموضوعية صاحبها.وسنتناول جملة من هذه العوامل المؤثرة تباعا .والتي منها _العوامل المؤثرة في الموضوعية_نفسي ذاتي ومنها ما هوخارج النفس ولكن تتأثربها النفس وتنفعل.
العامل الاول:الحالة النفسية والسيكولوجية التي يعيشهاالانسان .من قبيل حسن الظن وسوء الظن. فان حسن الظن بانسان اوطائفة او امة ما،قد يجعل المتابع والباحث لايصدق ماينقل عنهم _على فرض صحته ووضوحه_ من افعال تخالف ماتبناه من حسن الظن بهم .اما لوكان المخبرعنهم من الذين يسئ الظن بهم، فسرعان مايحصل له التصديق والقطع بما ينقل _وهذا النقل مما يصعب تصوره فضلا من وجود مصاديق له في الخارج_من افعال منافية لسلوكه او لمتبنياته النفسية .
فهذا العامل النفسي الذاتي التكويني في الانسان يساهم في اخراجه من الموضوعية، مما يؤدي الى القطع بظاهرة غير مبتنية على دراسة موضوعية وانما تغلب فيها الجانب الذاتي والشخصي.

العامل الثاني:المتبنى الفكري والايديولوجي قبل البحث(المتبنى القبلي). وهو من جملة العوامل التي تخرج الانسان من الموضوعية _حيث تناولنا سابقا العامل الاول وهوالحالة النفسية_ وتلجأه الى الذاتية والشخصية في الدراسات الفكرية والعملية.فيأتي الباحث لدراسة نص او تحليل ظاهرة ما سواء كانت اجتماعية اوسياسية وغيرها..فيقوم باسقاط هذا المتبنى الفكري على دراسته وتحليله .
فالشك بوابة المعرفة ويدفع عجلة التطور الفكري _خاصة_الى الامام.
ولكن هل يجب التشكيك في كل شيء؟فهذا الشك اذا اصطدم بالقدسية والقداسة فقد الانسان التطوروالوعي والعقل المحلل!!
ان التشكيك على نحوين :فالشك  إن كان محطة توقف وتأمل فهو حسن وممدوح للعقل والعقلاء. وإن كان الشك مستقروثابت في كل شيء فهومذموم وقبيح.وقد ذكراهل المنطق في باب صناعة الجدل ..أن المجادلة يجب أن لاتعرّض الحقائق الثابتة للتشكيك والترديد بخلاف الامور النظرية غير البرهنة عليها.
فجعل القداسة متبنى فكري وايديولوجي سابقا وقبل البحث ومن دون قيام دليل عليها هذا خروج عن الدراسة الموضوعية ولايقبله العقل.واما أن لانجعل هنالك شيء مقدس _بعدأن قام الدليل الموضوعي على قداسته_ويكون التشكيك هوالمحوروالميزان والمتبنى الفكري في التقيم والتحليل فهذاأيضا خروج عن الموضوعية .فماالفائدة المرجوة من الابحاث بعدأن ثبتت موضوعيتها التشكيك في موضوعيتها!؟.

العامل الثالث: البيئية الاجتماعية والثقافية .هي ايضا من جملة العوامل التي تساهم في اخراج الانسان من البحث والتحليل الموضوعي .فالبيئة الاجتماعية البسيطة والساذجة والتي لاتمتلك حظا وافرا من الثقافة والمعرفة_لم نذكر التعليم لأن النسبة بين التعليم والثقافة ليست التساوي بحسب الاصطلاح المنطقي بل النسبة بينهما العموم والخصوص من وجه_ قد تساهم في اخراج الانسان من الموضوعية على مستوى التحليل او قراءة الواقع المعاصر برؤية واعية مبنية على قواعد وأًسس مبرهن عليها ،مما يؤدي في النتيجة الى تبني افكارا مبنية على مشخصات ذاتية وشخصية ،التي قدتؤدي الى قطع ذاتي و شخصي بحدث ما، اواستظهارات لاتمتد ابعد من رؤية لتلك المشخصات الذاتية للحدث والمعلومة .ونضرب لذلك مثال ..
فالوعي التجربي الميداني ..هذا الوعي هو الذي يميز المثقف عن المتعلم .فليس كل متعلم مثقف، فهنالك مثقف متعلم، وهنالك مثقف غيرمتعلم ،ولايمتلك اية شهادة جامعية. كما وهنالك متعلم مثقف ،وهنالك متعلم لاحظ له من الثقافة. فالثقافة ليست تراكم للمعلومات او فن لصياغة المفاهيم والمصطلحات، وانما الثقافة وعي وفهم ميداني معاش مع قضايا الواقع والإنسان . فهذا الوعي الميداني للمثقف يشكل جزء مهم من هويته وتحديد دائرة انتمائه .فالوعي عبارة عن أفق رحب في العقل ،يستطيع من خلاله_اي الوعي_ أن يقرأ الامور بموضوعية وينفتح بها على روح العصروقضايا الإنسان وتطلعاته ،اويعيدتشكيل عناصرالمعرفة بما تلائم المرحلة والواقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق