الأحد، 23 فبراير 2020

(اضواء ووجهات نظر)


اولاً:آلية الفرز والتميز بين المفهوم والمصداق..
نتناول تحت هذا العنوان سلسلة لبعض المشاهد الشخصية .. وايضا ما تم كتابته في قنوات التواصل الإجتماعي حول زيارة اربعينية الإمام الحسين (ع) .ونبدأ اولاً في موضوع كيفية التميز بين تحديد المفهوم والمصداق ؛ حيث يقع خلط وإشكالية من عدم التفرقة بينهما مما ينعكس سلبا على الفكرة المطروحة للنقد او البحث.
المدارس الفكرية سواء كانت ذات منشأ سماوي او بشري تشترك في شيء وهو:انه لابد من وجود عملية تقنين ونظام لها..إلا ان هنالك فارق يقع بينهما في طبيعة المُقنن وتاريخ التشريع. وهذا من موارد الإختلاف بين المدرستين (السماوية والبشرية) فالمُقنن في مصادر المعرفة الإسلامية من القران الكريم والتراث الروائي ينبغي ان يكون معصوما..ومقتضى عصمته التمسك باقواله وافعاله -بعد اثبات صحة صدورها -والتي تبعد عنا بفاصلة زمنية بعيدة جدا..وهذا العمق في الزمن يخضع للكثير من المُتغيرات.فما هو الحل في التعامل مع هذه المصادر المعرفية..إذا اردنا ان نحدد سلوك نطبقه في يومياتنا؟.
الجواب: علينا ان نقوم بمرحلتين..
الأولى :تحديد طبيعة المفهوم.
والثانية:تحديد مصاديق هذا المفهوم.
اما المرحلة الأولى.. فلابد من الرجوع للوقت الذي صدر فيه اللفظ؛كون المعصوم في مقام بيان مراده للسائل .واما المصداق لهذا المفهوم فينبغي مُراعات العصر الذي نعيش فيه.وعلى سبيل المثال حين نريد ان نُحدد سلوكياتنا على ما اخبرتنا به مصادرنا المعرفية حول التواضع او البذل ونكران الذات. هنا يكون ضبط المفهوم في عصر صدوره ..وما هو المُراد من نكران الذات والتواضع والبذل.بعدها نرى الصدق العُرفي لهذا المفهوم في الوقت الحاضر..وهذا الصدق العُرفي يختلف بين الأُمم والشعوب ..بل بين المنطقة الواحدة التي تخضع لجغرافيا مُشتركة.

ثانياً: سلوكنا وفعلنا الإرادي..كيف ينشأ ويتولد؟.
سنتناول في هذه النقطة الثانية تحليل لأعمالنا التي نفعلها بمحض إرادتنا..وهي قاعدة تأسيسية للنقطة الثالثة التي ستأتي- إن شاء الله تعالى- للإجابة على استفهام واستنكار مفاده: لماذا يقوم الناس ببذل هذا الكم الهائل من المال لغرض إطعام وتأسيس وبناء المواكب والحسينيات في طريق كربلاء..وعدم تكريسها في موارد نفعية اخرى؟!.
وفي مقام الجواب نقول:
اعمالنا الإرادية وما نقوم به من سلوك وفعل.. سواء كان الفعل الحسن منها او القبيح..تنطلق من مُحركات ودوافع بنقاط مُتسلسلة ومُنظمة.. يتحقق بعد تكاملها إيجاد الفعل الخارجي.
فدراسة اي ظاهرة وإيجاد حل لها او تغير مسارها.. يُفترض البحث في عمق المُحرك الأساسي لها..دون الإكتفاء بالوصف لسطحها الخارجي والظاهر للعيان ؛فالبناء الفوقاني وعدم تفكيك عُمقه معرفيا..قد تكون عملية النقد والتقيم غير مُنتجة ومُثمرة.
والنقاط التي يتسلسل فيها العمل حتى يظهر للعيان والخارج هي :
1) اول السلوك والفعل الخارجي يبدأ بخاطرة او فكرة في نفس الإنسان..ومصدرها إما عن مُشاهدتها بالعين او الفات نظر او بأي طريقة يحصل انطباع الصورة في الذهن .
2)بعد هذه المرحلة الأولى تُلاحظ النفس :هل هنالك فوائد مُترتبة على ما خطر وتوالد في ذهنه..وما مقدارها وسعتها؟.
3)بعد استعراض لِما لهذا الفعل من فوائد في الذهن..تتم عملية تقويمها وترتيبها؛ والسبب حتى يُذعن الإنسان بها..وإلا بمُجرد وجودها في الذهن البشري كما حدث في المرحلة الثانية من غير فرز لمقدار الفوائد وحجمها..غير كافي لتحرك نحوها.
ترتب هذه الفائدة فيما يراه الإنسان بمنظاره هو وبغض الطرف والنظر عن كونه الفعل الذي يُريد إيجاده هل هو (حسن او قبيح)..هنا نتكلم عن الفعل والسلوك المُطلق والأعم من كونه جيد او غير جيد بحسب مُقررات ومعاير الشرع والقانون والعرف.فقد يُرتب فائدة ويرى لها اثر مُنسجم مع مُبتغاه وحالته.. على الرغم من كونها عند غيره قبيحة ولا ينبغي فعلها..ومثاله ومصداقه: ما يفعله السارق والمُرتشي.
4)بعد ان اكتملت في النفس النقطة الثالثة ألا وهي: الإذعان والتصديق النفسي بهذه الفائدة او مجموع ما فيها من مُرغبات مُترتبة على السلوك الذي سيقوم به..يحدث بعدها الرغبة والشعور النفسي بالميل إلى هذا العمل والسلوك الذي خطر في ذهنه.
5)في هذه المرحلة يحصل الجزم والقطع بأن هذا السلوك مِما ينبغي فعله؛حيث يترتب على وجود الفعل في بعض الأحيان موانع..فهنا وبعد اتخاذ الأمر بالفعل ينبغي رفع هذه الموانع التي تمنع من تحققه في الخارج.
6)بعد أن تحقق الجزم بأن هذا الفعل مِما ينبغي فعله وتذليل ورفع الموانع المُتصورة فيه..تأتي المرحلة السادسة والتي ينبغي فيها التحرك والعزم نحو إلإمتثال والإتيان به.
7) هذه المرحلة الأخيرة والتي تأتي بعد حصول قصد الإمتثال والسعي لتحقق السلوك والفعل.. هنا لا بُد من الحركة إلى الغرض الذي يروم الوصول إليه..وهذا التحرك مُتوقف على السعي لتفعيل الوسائل المُتاحة إليه..ألا وهي الجوارح والعضلات والتي يمتثل بها الإنسان لتحقيق اهدافه وغاياته.
هذه هي التراتبية والتسلسل لسلوك الإنسان في افعاله والتي تحصل بمحض إرادته واختياره.

ثالثا:مَن يُحرك الإنسان في سلوكياته وافعاله الإرادية؟.
في هذه النقطة نتناول عرض إستفهام لحالة التركيز والبذل على جانب مُعين..دون غيره.
تناولت بعض صفحات التواصل الإجتماعي جدلية واشكالية مفادها:انه يوجد صرف غير طبيعي من الأموال على بذل الطعام وبناء الحُسينيات والمواكب او محطات الإستراحة في طريق الزائرين إلى كربلاء.فلماذا لا يتم توظيف هذه الأموال وصرفها واستثمارها في مرافق حياتية ومشاريع خيرية اخرى؛ حيث يتم بها تحقق فعل الخير والإستحباب؟!.
والجواب على هذا التساؤل والإستفهام يتم كالتالي: افعال الإنسان التي تصدر منه بمحض ارادته لها مراحل مُتسلسلة ..يحدث في آخرها السلوك والفعل الخارجي (وقدتناولها ضمن نقاط السابقة). ويكون الموجه لهذه السلوكيات والإفعال مجموعة من العوامل منها: ما هو شخصي..ومنها انتماءه الفكري والمدرسي. ويلعب الحُب المُحرك والباعث الأساسي للأفعال الإرادية كافة..فالإنسان بطبيعته محدود..يجهل الكثير من الحالات التي لا يعلم ما تؤدي إليه نتائجها ؛كونه لا يحيط بها اي علم وقطع .ولكن على الرغم من ذلك يقدم عليها بخطوات ثابتة ورصينة؛وكما قلنا فالدافع للحركة والعمل هو حُبه لها.كذلك تعامله مع الأحكام الشرعية الترخيصية والمُستحبة أوالمُباحة فبمقدار حُبه لها يكون البذل والعطاء.(وهنا لست في مقام تناول كيفية ترسيخ هذا العشق في نفس الإنسان).إذ قد تكون هنالك موارد للصرف والإنفاق يتحقق بها الإمتثال للتكليف الشرعي ..ولكن يرى ان ما ينفقه في هذه الزيارة وما يتعلق بها مُرتبط ارتباط كبير بوجدانه وشعوره الذي يُملي عليه سد نفقات من يقصدون لمن يحب ويعشق.
فعملية النقد والإستفهام في هذه المفردة.. ركزت على السلوك الظاهري فقط وهو آخر مراتبها.. ولم تلحظ منشأ الفعل ومحركه ودوافعه.
فدراسة اي ظاهرة وإيجاد حل لها او تغير مسارها..يُفترض البحث في عمق المُحرك الأساسي لها..دون الإكتفاء بالوصف لسطحها الخارجي والظاهر للعيان ؛فالبناء الفوقاني وعدم تفكيك عُمقه معرفيا..قد تكون عملية النقد والتقيم غير مُنتجة ومُثمرة فيه.

رابعا:القوة الناعمة التأثير والتوظيف.
في هذه النقطة سنذكر على نحو الإيجاز والإختصار مفهوم (القوة الناعمة)والتي ستكون تمهيد لتوظيفها في التجمعات البشرية الكبيرة لزيارة الأئمة(عليهما السلام) والتي تشهد زيارة الأربعين اضخمها وأكثرها حضورا شعبيا.
العوامل المُؤثرة التقليدية هي:القوة العسكرية والإقتصادية.ثم دخل عنصر آخر بعد انتشار الإنترنيت وشبكات التواصل الإجتماعي المنتشرة في الفضاء الألكتروني..ألا وهي: (القوة الناعمة).ومما لا شك فيه أن طبيعة الإنسان ميال إلى التأثر والتأثير بالجانب الحسي المُشاهد أمامه كفعل وتجربة..أكثر من تأثره بالجانب العقلي والفكري.
نتناول هنا تعريف مفهوم القوة الناعمة لمنظرها البروفسور (جوزيف ناي)حيث قال:
(انها القدرة على الجذب لا عن طريق الإرغام والقهر والتهديدالعسكري والضغط الإقتصادي، ولا عن طريق دفع الرشاوي وتقديم الأموال لشراء التأييد والمولاة،كما كان يجري في الإستراتيجيات التقليدية الأمريكية، بل عن طريق الجاذبية، وجعل الآخرين يريدون ما تريد) كتاب القوة الناعمة ص٢٠.
هنا نطرح سؤال مفاده:هل التأثير في القوة الناعمة وتصنيفها التراتبي بين الشعوب والدول يقتصر على التكنلوجيا والإختراعات العلمية؟.
ننقل الإجابة على هذا السؤال والإستفهام من كتاب (الحرب الناعمة الأسس النظرية والتطبيقية) حيث قال الكاتب:
(...واليوم هنالك مؤشرات وتصنيفات لدرجات القوة الناعمة للدول والحكومات،فوفق تصنيف أجرته مجلة "مونوكل"الدولية حلت ألمانيا في مرتبة أكبر قوة ناعمة...ويشمل التصنيف السنوي للقوة الناعمة الذي تجريه مجلة مونوكل ٣٠بلدا تنال أكبر قدرا من إعجاب الدول والشعوب الأخرى، من خلال الثقافة والرياضة والمطبخ الوطني والتصاميم والدبلوماسية والإبتكارات التقنية...).ص٣٦-٣٧.
إذن لا يُختصر التأثير على الجانب التقني والعلمي فقط..بل من جملة عوامل التأثير الأكلات الشعبية أو الوطنية.فكيف لو كانت هنالك تظاهرة مليونية تسير لآلاف الكيلومترات يسودها السلم الأهلي والأمان.. وروح التعايش الإنساني بكافة مكوناتها.. وبأبهى صوره من بذل الطعام ونكران الذات والتواضع؟!.


(القضايا غير المألوفة..مدعاة للإستغراب).


ونحن نعيش ذكرى الولادة الميمونة للرسول الخاتم (ص)نُسلط الضوء على سمة بشرية تناولها القرآن الكريم كإشارة عابرة في ضمن خطاباته للمعصومين من الأنبياء و الأولياء.
يعتاد الإنسان على جملة من القضايا والأفكار.. فقبول بعض منها اثناء عرضها وطرحها بالأدلة العلمية لا يستلزم بالضرورة الإستغراب؛ انما توضع في حيز الفرضية التي يمكن أن ينالها الخروج في فترة ما..وتكون نظرية قابلة للعمل بها.انما الكلام فيما لا يوافق الطبيعة البشرية؛فقبول اي حدث وقضية ليست مألوفة وفق النظام الطبيعي للحياة بدون دليل واضح وقطعي ومتين عليها..يُعتبر خروج عن العقل والعقلانية.وهذه النزعة من التساؤل والإستغراب في القضايا غير المألوفة وفق النسق العام للحياة والكون لا تُختصرفي فئة من الناس دون الآخرى.بل التساؤل والإستفهام والإستنكار يشمل حتى الأنبياء والمعصومين والأولياء..مع علمهم المُسبق كون ألمُخاطب لهم هو الله تعالى؛ والسبب كون بِنية الإنسان وما اودعه الله تعالى فيه تقتضي هذه الحالة من الإستفاهم أو الإستنكار مالم يكون هنالك دليل قوي في رفع الشك واثبات اليقين بالدعوى المطروحة.
وقد تناول القران الكريم هذه النزعة لدى الإنسان بمجموعة من الآيات الشريفة وكونها ظاهرة بشرية ومن الغرائز التي جُبل عليها؛ والحكمة منها التريث من قبول اي ادعاء مخالف للمُرتكزات البشرية في قبول الأفكار والدعاوى.
ومن الايات الكريمة.. ما بُشر به زكريا (ع) بالولد ..وكان رده الطبيعي والذي يوافق نزعته كأحد انواع الجنس البشري : (أنى يكونُ لىِ غُلامٌ وكانتِ امرأتىِ عاقراً وقد بلغتُ مِن الكِبرِ عتيا).مريم ٨.
وما نقله لنا القران الكريم ايضا من إخبار السيدة مريم (ع )من انها سيكون لها ولد من غير اب.. وهي تعلم في هذا الحظة من الإخِبار ان الرسول لها هو مَلك مُرسل من قِبل الله تعالى.. حيث قالت: (أنى يكون لىِ غُلامٌ ولمْ يمسسني بشرٌ ولم أكُ بغيا).مريم ٢٠.
والمُتابع لما يأتي من الآيات الكريمة التي تليها يجد عدم وجود ذم او إشارة على التعنيف من الله تعالى لهم..ويُفهم منه: أن استنكارهم هذا لما هو غير مألوف..لا يُشكل خروج عن الطاعة وعدم الإمتثال للخالق العظيم.
والدرس المُستوحى من هذا الخطاب هو:أن نكون بمُنتهى الوعي والعقلانية في قبول او رفض الأفكار..وإن ساقها لنا وطرحها من نعتقد بسمو شخصيته العلمية والأخلاقية.

(مُقتطف من الكلمة التي القيتها عن مُلتقى النصر الثقافي باحتفاليته التي اقامها بمُناسبة الذكرى السنوية الأولى للإنتصار على داعش)


(...ومن الشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية يُقيم مُلتقى النصر الثقافي هذه الإحتفالية.. مُنطلقا من منطقٍ حاكمٍ على حياة الإنسان في هذه الأرض..أن مخزون وخزانة الذاكرة البشرية تحوي على مجموعةٍ من المُرشحات والفلاتر.. تقوم بحذف ما يختزنه الذهن بين فترة واخرى؛فالإنسان بمُقتضى طبعه لا يحفظ كل مُجريات الأحداث. وبما أن الكثير منها سواء كان على مستوى حياته الشخصية والفردية أو ما يوليه من اهمية على مستوى وجوده في المُجتمع والأُمة التي يعيش فيها..فيسعى للحفاظ على هذه القضايا ذات الأهمية البالغة؛حتى تكون شاخصة امام عينيه...ومن هذه العوامل المُساعدة في تجذير وحفظ الأحداث هي:اقامة الإحتفالات والكرنفالات السنوية .
ونحن إذ نقف اليوم في هذا المُنعطف من تاريخ العراق الحديث على حدثٍ لا يُقل اهمية عما سبقه من تطورات على الساحة السياسية والإجتماعية؛فالتطرف لبعض الجماعات التكفيرية والجهادية في هذه المنطقة الناتج من خللٍ في الرؤية التفسيرية للنصوص الشرعية.. وما ساهمت به من دمارٍ للإنسان والبنى التحتية والمعالم الحضارية والثقافية للعراق.حتى شكل التصدي لهذا التطرف ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل على كافة انماطها وابعادها من الفرد والمجتمع..وانبعاث الناس زرافات لتضحية بالغالي والنفيس في سبيل ارجاع وعودة الأرض الى الوطن..ومن الأحداث والمواقف المهمة :الدور البطولي والشجاع لفتوى المرجعية الدينية..والتي كانت نقطة انكسار للتكفير ومن وقف معه بفترةٍ زمنيةٍ قياسية...).
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار..
والشفاء والسلامة للجرحى..

(عقبات امام تطبيق النظرية السياسية الغربية ..الهوية والحرية في المفهوم الإسلامي..انموذجا)

انعقد بجلسته الأسبوعية (ملتقى النصر الثقافي )وكانت ورقة العمل التي قدمتها تحت عنوان (عقبات امام تطبيق النظرية السياسية الغربية ..الحرية في المفهوم الإسلامي..انموذجا).تقدم في ما سبق العقبة والمصد الأول وتناولت في هذا الأسبوع الشق والمصد الثاني وهو مفهوم الحرية .. محاور ورقة العمل نختصرها ضمن النقاط التالية:

المحور الأول: تعريف الحرية ..وقد اشرنا الى ما قاله المفكر الغربي(آيزا برلين) من ان التعريفات التي طرأت على مفهوم الحرية قد بلغت حتى الآن مئتي تعريف.وتضمن هذا المحور الأسباب في تعدد واختلاف تعريف الحرية.

المحور الثاني: كان مُخصص للإجابة على  مجموعة من الأسئلة :

س/ هل الحرية امر ضروري في حياة الناس؟.

تناولنا جملة من الأدلة في القران الكريم والتي تطرح مفهوم الحرية التكوينية بعناوين مُختلفة.ودفعنا اشكالية الجبر وان الإنسان مُجبر في افعاله. وعرضنا ما تناولته المدرسة اليبرالية من ضرورة الحرية في حياة الإنسان.

س/ ما هي اقسام الحرية؟.

س/ بعد ثبوت ان الحرية هبة ربانية ومركوزة في اعماق الإنسان ..وكما يُطلق عليها في المدرسة الإسلامية ( الحرية التكوينة).هل الحرية مُطلقة وغير مُقنن..وإذا كانت لها حدود فماهي دائرتها ومساحتها؟.

المحور الثالث:عرض موجزللفوارق التطبيقية في مفهوم الحرية في دائرة ومصداق الحرية الفردية والإجتماعية والإقتصادية بين المدرسة الإسلامية والليبرالية..وهو اختلاف مدرسي بناءا على  لمن الأصالة ( هل للفرد او لله تعالى)..والمدرسة الإسلامية ترى أن الحرية لا تقف بحدود التزاحم بين الأفراد وكما ذهبت له المدرسة الليبرالية ..بل تُقيد حرية الإنسان عند اي شيء يسد طريق تكامله.

واعقبت ورقة العمل مُناقشة الأصدقاء نقضاً او اشكالاً او اضافة وتوضيح لما تناولناها.

(مسار التحول في المفهوم واللفظ وإشكالية الفهم .المدرسة الإسلامية انموذجاً)


المحور الأول: تناولنا فيه حاجة الإنسان الى ابناء نوعه لنقل افكاره وما يجول في ذهنه للغير؛كونه في هذه الحياة غير قادر بمفرده لديموتها.وهذه الحاجة يتم نقلها من خلال مسارات وطرق مُتعددة منها:(اللفظ والكتابة والإشارة والرسم والنحت...).واحتلت الكتابة الحيز الأوفر في تبادل الأفكار والمعلومات وسن القوانين؛كونها مُتاحة للجميع وسهلة التداول.

المحور الثاني: بما ان هنالك علاقة ناشئة بين اللفظ والمعانى ؛اذ ما ان يسمع المُتلقي للنص لفظا ما حتى يخطر ويحضر في ذهنه المعنى المُراد من المتكلم..في هذا المحور تناولنا ما ذكره علماء (اصول الفقه) لهذه السببية حيث تناول السيد الشهيد محمد باقر الصدر(رحمه الله) عرض النظريات وناقشها وتبنا نظرية القرن الأكيد لهذه العلقة والسببية.ج 1ص71 تقريرات السيد محمود الهاشمي (رحمه الله).

المحور الثالث:في هذا المحور تناولنا على نحوالإختصار بعض المفاهيم والألفاظ التي طرأ عليها التغير.فالبعض منها يتغير مفهوم اللفظ في الذهن والإستعمال من دون ان يحدث تغير في تعريفها اللفظ. .والبعض الآخرعكس الأول.

وقبل ذلك لابد من من تاسيس قواعد.

الأولى : اللغة ظاهرة اجتماعية..والظواهر الإجتماعية تتغير تبعا لثقافة المجتمع وادواره.

الثانية: قراءة النص الديني بمصدريه (القران والسنة ومنها احاديث اهل البيت ع) والذي يُشكل المعارف والأحكام التي يُنظم بها المسلم حياته .فاستظهار المعاني من هذا اللفظ يُشترط فيه ان يكون ضمن السياق التاريخي والزمني الذي صدر فيه النص للناس..لا بلاحظ معاني ما هو مُتفاهم عليه في الوقت الراهن؛كون المعنى هو المُراد واما اللفظ فمجرد مرآة .

وفي هذا المحور تعرضنا على نحو الإيجاز للإختلاف في قراءة النص بين الهرمنوطيقا الكلاسكية:والتي تبحث عن المعنى ومقاصد المتكلم ..وبين الهرمنوطيقا الفلسفية :والتي يكون النص هو المحور وغض الطرف عن مقاصد الكاتب والمؤلف.

(جدلية إختلاف وتعارض احاديث اهل البيت عليهم السلام..الدواعي والأسباب)

 تحت هذا العنوان تناولناالموضوع في ملتقى النصر الثقافي .

وعلى المحاور ادناه..

المحورالأول:تناولنا فيه مصادر التشريع الإسلامي..ومنها احاديث أهل البيت (عليهم السلام). وتعريف بأهمية الموضوع.

المحور الثاني:بعد التسليم باصل موضوع كون الأئمة (عليهم السلام) معصومين عن الخطأ والزلل..يعلمون ملاكات الأحكام الشريعة الواقعية؛ لأنهم مصدر تشريعي عدل للقران الكريم.ينشأ السؤال التالي:كيف نفسر هذا التعارض في احاديثهم..وماذا يستلزم القول بوجود التعارض؟.

المحور الثالث: تناولنا فيه الإجابة عن السؤال المتقدم..حيث يستلزم القول بالتعارض التشكيك بأحقانية كونهم مصدر للتشريع..والتسليم بتعدد القراءات.

المحور الرابع:تركز حول حل لهذه الإشكالية والجدلية ..وكان عرض وتحليل لما افاده السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رحمه الله)نذكره على نحو الإختصار..

الأول: ضياع القرائن..اذ قد تكون هنالك قرينة ارتكازية متعارفة في زمن صدور النص ..ولكن لم تُكتب؛ كون الناقل والكاتب مُلزم بنقل الألفاظ.

الثاني:تصرف الرواة والنقل بالمعنى..بمعنى ان الراوي ينقل معنى الحديث دون التقيد بالفاظه التي تكلم بها الإمام (عليه السلام).

السؤال: وهل النقل بالمعنى يُلغي حجية الرواية ويبطل من الأخذ بها؟

الجواب:النقل بالمعنى  ظاهرة عقلائية اعتاد عليها الناس في نقل الأخبار.نعم وان كان يُحدث تغيير وتبديل في دلالة النص او مدلوله ؛نتيجة غفلة الراوي أو جهله في مقام التصرف ..فيتولد وينتج التعارض.

الثالث:التدرج في البيان.فالأئمة (عليهم السلام) في بيان الأحكام الشريعة وتبلغيها لم يكونوا يفصحون عن كل تفاصيله  وكل ابعاده.

الرابع:التقية.وهي من جملة العوامل التي ساهمت في نشوء التعارض بين الروايات.

الخامس:ملاحظة ظروف الراوي..فمما لا اشكال وخلاف فيه..أن بعض الأحكام الشريعة تختلف بين الناس في حالات العلم والجهل والنسيان ..فالإمام (عليه السلام) يُخبر السائل بحكمه تبعا لحالته.ولكن الراوي ينقلها كقضية مطلقة.

السادس: الدس والتزوير..تناول السيد الشهيد بعض الروايات في تأكيد هذه الحالة في زمن حياة اهل البيت (عليهم السلام) فضلا بعد حصول الغيبة الكبرى.

للإطلاع على منشأ التعارض في بحث السيد الشهيد يراجع تقريرات السيد محمد الهاشمي (رحمه الله) ج7 ص41-95.