الاثنين، 14 سبتمبر 2020

(توقعات الإنسان من الدين..عرض وتحليل)

 


 على ضفاف نهر الغراف انعقد مُلتقى النصر الثقافي وكانت لنا ورقة عمل تناولنا فيها حاجة الإنسان من الدين..قسمنا الحديث الى اربعة محاور.. كانت المحاور الثلاثة عبارة عن تمهيد للمحور الرابع..واخذهنا كاصل موضوع مُبرهن عليه في حقلها المعرفية.

المحور الأول :هدفية الوجود لا عبثية..يقول الفلاسفة (سعة الوجود بمقدار سعة الحاجة ) وبما أن الإنسان حاجاته ودوافعه ونوازعه وما يمتلك من قدرة عقلية وارادة ..فحاجته في هذا الوجود سواء على المستوى الفردي او الإجتماعي اكبر واكثر من باقي الموجودات..وعلى هذا فلابد من نظام يلبي حاجاته وتحقيق اهدافه.فماهو النظام الذي يتكفل بالتوفيق والتأقلم بين الحاجات الفردية والإجتماعية؟

المحور الثاني :تناولنا فيه الإجابة على السؤال المتقدم ..وأن الدين يتكفل بالتنسيق والتنظيم بين البُعد الإجتماعي والفردي للإنسان ..ونظرية اللطف يُستدل بها على ذلك.وللدين له ثلاث ابعاد هي:1)علم العقيدة والكلام.2)الأخلاق.3)الفقه .ولكل واحد من هذه الحقول المعرفية (موضوع ومنهج وغاية) .وبما أن موضوعنا وورقة العمل من ضمن دائرة علم الكلام والعقيدة فبدأنا بتعريف علم الكلام والأدوار التاريخية التي مر بها هذا التعريف والعلم وهي ثلاثة:فمن الدفاع والمحاجة..الى البرهنة والإستدلال ..ومن ثَّم مرحلة علم الكلام المعاصروالجديد .

المحورالثالث:تناولنا فيه بإختصارعلم الكلام الجديد والمعاصر وكالتالي:

اولاً:ماهوالمعنى المراد من(الجديد والمعاصر) في علم الكلام..ومتى اُستخدم المُصطلح في الأوساط الإسلامية؟.

ثانيا:ماهي وظائفه التي يقوم بها؟ وذكرنا اربعة نقاط.

ثالثا:ماهي موضوعاته التي يبحثها؟. وتناولنا ما عرضه بعض الباحثين ما يقارب من (22) موضوعا يبحثها علم الكلام المعاصر ..منها :هل الدين مُحدد في دائرة ضيقة ويعالج الجانب الفردي في حياة الإنسان فقط ..ام انه يمتد ويشمل البُعد الإجتماعي بكافة فروعه من السياسة والإقتصاد والإدارة وغيرها من الأبعاد التي يشاركه ابناء نوعه فيها؟.ويطلق على هذا النقطة :(توقعات الإنسان من الدين).

المحور الرابع : كان الإجابة على سؤالين في غاية الأهمية كمدخل لموضوع ورقة العمل..وهما:

الأول:هل للحس والتجربة(والتي هي مصدر من مصادر المعرفة) القدرة والشمولية ان تكون بديل عن الدين؟.

الثاني:هل الدين يوّجد علم..ام يضع لنا فلسفة ومذهب في الحقول المعرفية من السياسة والإقتصاد وعلم الإجتماع والإدارة وغيرها من النشاطات ذات البُعد غير الفردي؟.

بعد الإجابة على السؤالين تناولنا ما كتبه بعض المفكرين والكتاب حول (توقعات الإنسان من الدين في المدرسة الغربية والإسلامية)..وهي متفاوته فيما بينهم ..(فالمدرسة الغربية) مرت بثلاث حقب تاريخية: مابين الشمولية وان الدين يحل محل العلوم التجريبية وجميع المعارف البشرية والعقلية ..وما بين الإقصاء وعدم الحاجة للدين في اي حقل معرفي ..وبين الحد الأدنى منه والذي اُختزل دوره في نطاق الأخلاق والبُعد الفردي.وعلى الرغم من هذا التفاوت بين المفكرين الغربيين لكنهم لم يتجاهلوا الدور والأثر النفساني والإجتماعي الذي يتحلى به الدين ونقلنا جملة من ارائهم نكتفي هنا بما كتبه عالم النفس فرويد حيث يقول: (انني أرى ضرورة التربية الدينية بصفتها أساساً للنظام في الحياة الإجتماعية .وبالطبع ليس عليكم أن تظنوا بأني مؤمن بهذه المبادئ وأنني مؤمن بالدين .لا؛ ليس في ايّ ايمان أو تعصب كما يوجد عند المؤمنين ,لكن من أجل ما أجده في مصالح ومقتضيات أرى صحتها وأكمل بها).  

اما (المدرسة الإسلامية) فهي الأخرى على رؤى ومسالك متعددة ..وكانت لها ثلاث نظريات حول توقعات الإنسان من الدين ..

الأولى:مابين الحد الأقصى للدين وقررت هذه النظرية بتقريرات متنوعة.

الثانية :توقعات الحد الأدنى من الدين ..ويختص في الشأن العبادي وتنظيم علاقة الإنسان بخالقه فقط.

الثالثة: التوقعات المعتدلة والتي لا تفريط ولا افراط فيها.والدين كما يهتم بالجانب والشأن الفردي والقضايا العبادية فهو كذلك يهتم بالجوانب الأخرى في حياة الإنسان ويؤسس الى فلسفة ومذهب للمعارف البشرية من الأقتصاد والسياسة وباقي العلوم الأخرى.

لغرض التوسعة والإطلاع على الآراء في المدرستين يراجع كتاب الكلام الإسلامي المعاصر ج1ص379-418.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق