الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

(نافذة على مصادر المعرفة الإسلامية..قوانين الطبيعة وصلاحية التعطيل.. انموذجا) .


المُجتمع البشري في هذا الوقت يعيش وضع صحي مُتأزم وخطير للغاية..ألا وهي: إثبات الإعجاز أو الآيات أو ما يطلق عليه: تعطيل قانون الطبيعة. في درء الفايروسات والأوبئة.فهذا المفهوم قد ورد في مصادر المعرفة الإسلامية من القرآن الكريم - وهو المُعجزة الخالدة- والسنة النبوية.ومن جُملة الحِكم المتصورة منها(المُعجزة) :إثبات صدق دعوى المُدعي من النبوة او الإمامة.
فالله سبحانه وتعالى بلطفه يُريد أن يُقرب الناس إلى طاعته هذا من جهة.. ومن جهة أخرى يُريد لهذا الإنسان ان يكون فاعلا ومؤثرا في بيئته ومحيطه الذي يعيش فيه؛ حتى يتكيف مع هذه الظروف والتحديات التي تواجه.فيكون الأصل والقاعدة في هذا النظام هو: السير بموجب الأسباب الطبيعية..وماخالفها إستثناء؛إذ اقتضت المصلحة الإلهية له في ظرفٍ خاص جدا.
وعلى نحو الإختصار ساذكر جُملة من الأدلة والشواهد..على عدم التدخل الغيبي فيها.. وقد أوكلها الله سبحانه وتعالى إلى اسبابها ومُسبباتها الطبيعية.
الأولى :واقعة بدر ..تدخل المد الغيبي بإمداد المُسلمين بالعون من الملائكة. وتحدثت جُملة من الآيات الشريفة حول هذه القضية..منها سورة الأنفال الآية ٩، ال عمران الآية ١٣و١٢٣. ويذهب السيد الطباطبائي في الميزان ج٩ ص٢٠.. وكذلك الشيخ ناصرمكارم شيرازي في أكثر من مورد ان الملائكة لم تنزل للقتال وإنما نزلت لتُطمئن قلوب المؤمنين ويزداد عزمهم. ولايعني ذلك إشتراك الملائكة والقوى الغيبة في المعركة.الأمثل ج ه ص٢٣٢وص٣٥٤. وكذلك في ج ١٣ ص١١٦.
الثانية:واقعة اُحد.. بعد ان قويت شوكة المُسلمين لم يكن هنالك مد غيبي لدفاع عنهم.. سواء كان إشتراك مُباشر في المعركة..أوتقوية معنوياتهم من خلال بعث الملائكة كما في النقطة الأولى. بل الآية الشريفة تدعوهم للإستعداد والقوة.ولم يكن الخطاب القرآني لهم..ليس عليكم إلا الإيمان القلبي وانا ادافع عنكم.
قال تعالى:(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) .الأنفال ٦٠.
الثالثة:حدثنا القرآن الكريم عن نزول البلاء في موسى وهارون وتيه قومه ٤٠سنة.المائدة ٢٦.
الرابعة:عزل أمير المؤمنين علي (ع) عن دوره الريادي في الخلافة .والذي نصبه الله تعالى فيه..على لسان نبيه (ص) في حديث الثقلين وغيره من الأحاديث الشريفة..ومن ثَّم قتله على يد شر خلق الله تعالى.
الخامسة:تراخي الناس وتنصلهم عن الإمام الحسن المُجتبى(ع)..مِما اضطر مُكرها (عليه السلام) لقبول الصلح مع معاوية..وإستشاده بالسُّم بعد ذلك.
السادسة:قتل الإمام الحسين (ع) بتلك الطريقة التي تقشعر منها الأبدان.. وهو الإمام المفترض الطاعة..وخليفة الله في ارضه بعد اخيه الإمام الحسن المجتبى (عليهم السلام) ..بل لم يكتفي القوم بقتله.. وإنما سُبيت عياله واهل بيته.
فإذا قبِلنا بهذه الحِكمة والمصلحة التي اقتضت هذه الأفعال..ولم نلحظ اي تدخل غيبي وتعطيل لقانون الطبيعة العام.فلماذا لا نقبل ان تُصاب شيعتهم واتباعهم ومحبيهم بانواع البلاء من الأوبئة والفايروسات وغيرها؟!.
سأتناول في منشور لاحق - إن شاء الله تعالى - الجانب السلبي والمفسدة التي تترتب من إعمال المُعجزة وخرق قوانين الطبيعة؛لأن المُعجزة خاضعة لقانون التزاحم بين المصالح والمفاسد المُترتبة عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق