الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

(اسباب عدم إعمال المُعجزة.. وتعطيل النظام الطبيعي في الحياة).

سنقف على نحو الإختصار لجانب المفسدة المُترتبة على عدم الإتيان بالمُعجزة او الآية في حياة المعصومين (عليهم السلام). بما ان المُعجزة من قوانين هذا العالم وجزئياته فهي ليست خارجة عن دائرة التزاحم بين المصالح والمفاسد المُترتبة عليها.فقد تكون هنالك مفسدة تترتب عند الإتيان بها فتقتضي الحكمة الإلهية عدم اعمالها. ومن جملة المفاسد التي تترتب على ذلك هي:

الأولى:يتمتع الإنسان بمجموعة من القوى التي اودعها الله تعالى فيه.. منها:العقل والنفس أو ما تسمى (بالغرائز والعواطف والأحاسيس) . وكليهما مُنفصل عن الآخر.فوظيفة العقل الإنارة للنفس وتحديد المسار الصحيح لها(وفق ما وصل إليه). ولكن ليس من الضروري ان تخضع له النفس؛فطبيعة الإنسان يتأثر بالجانب المحسوس والمُشاهد امامه عينه.. أكثر من تأثره بالعقل والمنطق.فأغلب الناس لا تخضع لتعاطي مع الأشياء بموضوعية وعلمية تحليلية وفق منهج مُبرهن عليه.فحين يرون من خصه الله تعالى بالمُعجزة وتعطيل للقانون الطبيعي .. هنا تبدأ مُؤثرية الجانب النفسي والحسي.. ويتم التركيز على جهة خاصة في هذا الحدث. فيُتجاوز في اعتقادهم بهذا الشخص حدود البشر..وعبوديته لله تعالى.مِما يجعل إنشغال الناس بهذه الخصوصية وغير مُلتفين إلى غيرها؛ كونها ذات تأثير مُشاهد للعيان.وهذا يُسسبب غلو في الشخص الذي خصه الله تعالى بهذه المعجزة.
الثانية: هناك ظاهرة عُقلائية وإنسانية - وقد تكون عند بعض الحيوانات-..ألا وهي: عملية الإقتداء باصحاب الخصوصيات.وقد جرت الحكمة الإلهية في عملية التشريع على هذه النزعة في داخل الإنسان.فبعث الأنبياء والمعصومين للهداية وربط الناس بالخالق. ومن جملة المهام التي اوكلت اليهم (عليهم السلام) وحثت عليها الشريعة..انهم قدوة واسوة.. ومقتضي الإقتداء والتأسي في افعاله وسلوكياته..ان يُحاكيه فيما صدر منه..فيكون قادر على السير وفق منهجه والإتيان بمثل ما اتى به. وهذا لا يحصل - غالبا- إلا إذا اعتقد ان قدوته من جنسه. يُماثله في اكثر احواله وقابلياته.وبما أن الله سبحانه وتعالى حكيم.. فمقتضى حكمته التي دعت لتأسي والإقتداء.. تدعو بنفسها إلى رفع الموانع التي تمنع من التأسي. ومنها عدم جريان المُعجزة على يديه والأخذ بالأسباب الطبيعية التي أجراها الله تعالى في هذه النشأة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق