الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

(حتمية زوال البشرية وموتها بفايروس كورونا.. واقع ام تكهنات؟).


من الأشياء التي لا شك فيها موت الإنسان في هذه النشأة والوجود. وجملة من الآيات الشريفة تمحورت حول هذا الموضوع منها:
قال تعالى في مُحكم كتابه الكريم.. (إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ). [الزمر: ٣٠ ]
(كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ).[العنكبوت: ٥٧ ].
(يَوۡمَ نَطۡوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلۡكُتُبِۚ كَمَا بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٖ نُّعِيدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا فَٰعِلِينَ).[الأنبياء : ١٠٤ ].
ولكن وقع السؤال والإستفهام..هل يمكن ان ينتهي الوجود الإنساني والبشري برمته من هذه الأرض؟.
يستظهر المُتتبع للقران الكريم بحتمية زوال الإنسان من هذا الكوكب..بآيات منها طي السجل او النفخ في الصور.
(وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ).[ يس: ٥١ ]
(وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ).[الزمر: ٦٨ ].
(وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ). [ ق: ٢٠ ].
إذن إنعدام الجنس البشري في الأرض حتمية لا مفر منها.ثم جاءت تداعيات وحوادث مرت بها البشرية قد يُترائ للوهة الأولى..انها بوادر وعلامات الوصول للمرحلة الأخيرة لهذا العالم والنشأة.
ولكن يمكن دفع هذه الإحتمالات والتكهنات التي نعيشها في هذا الظرف بالذات وما نتج من تفشي لفايروس (كورونا)..من خلال النقاط التالية-والتي سأقوم بترتيبها ضمن تسلسل رقمي؛ليسهل ربطها مع بعضها وتكون الصورة واضحة وجلية-وهي:
الأولى:خلق الله تعالى في هذه الأرض الكائنات الحية ومنها الإنسان.وسخر له كل مافي الأرض جميعاً.وجملة من آيات الذكر الحكيم تُشير لذلك منها: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا).[ البقرة: ٢٩ ]
( أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ).[الحج:٦٥] .
( أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ).[ لقمان: ٢٠].
فيكون الإنسان هو الأشرف والأكمل عن باقي الموجودات الأرضية؛فيلزم من ذلك أن يكون هو محور عالم الطبيعة وهذه النشأة.
الثانية:وهذه الأشرفية والكمال استوجب بها الخلافة في الأرض.
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ).[البقرة: ٣٠] .
الثالثة:بناءا على ما تقدم..توجد مهام ووظائف يشغلها الإنسان في الأرض. وينبغي استكمالها. وانطلقت على هذا الأصل بعض المدارس الفكرية في تأسيس قواعدها وادبياتها؛لرسم تصور لهذه المهام في المُستقبل..إذا اعيته الموانع والعقبات من تنفيذها في مرحلة زمنية قريبة.والمدرسة الإسلامية (خاصة) وما سجلته مصادرها المعرفية من القرآن الكريم والموروث الشرعي..ان هنالك شخص مُدخر وظيفته(عليه السلام) إعلاء كلمة الحق وإقامة دولة العدل.
المحور الثاني..
الرابعة: إذن فموت الإنسان (اي الجنس البشري بأجمعه)في هذا الوقت بالذات يُنافي الوعد الإلهي الذي تناول المرحلة الأخيرة من وجوده على الأرض..إذا لم تصل بعد لدولة العدل.هذا من جهة ومن جهة أخرى..كيف يمكن بقاء الموجودات والكائنات الحية من حيوان ونبات وانها مخلوقة لأجله؟!.وهذا يُنافي حكمة إيجادها وخلقها له.
الخامسة:سلمنا بما تقدم من عدم الإنقراض والإنعدام للنوع البشري؛ والسبب في ذلك ما اقتضته حكمته تعالى..(مع العلم بوجود بعض الكائنات الحية من حيوان ونبات شملها قانون الإنقراض والإنعدام). ولكن ماهي الأسباب التي تدعونا إلى الأعتقاد بعدم إنقراض وزوال الإنسان في الوقت الراهن؟.
السادسة: ولجواب على النقطة المتقدمة نقول:
أ) إما أن تكون هنالك اسباب غير طبيعية. بمعنى :ان يتدخل الخالق سبحانه وتعالى مُباشرة لحفظ الجنس البشري..حين يكون هنالك تزاحم بين الإنسان وباقي الموجودات التي تكون أقوى منه.سواء كانت كائنات حية مجهرية كالفايروسات والبكتريا..أو غيرها.أو بعض الظواهر المناخية والزلازل والبراكين وتلوث البيئة.. والتي تُساهم في قتل الإنسان. فيتدخل الخالق سبحانه وتعالى بتعطيل قانون (البقاء للأقوى).
ب)أو تكون هناك اسباب طبيعية يجري عليها الإنسان بما منحه الله تعالى من عقل خلاق ومُبدع..وبما وهبه الخالق العظيم من غرائز..حب الإطلاع والكمال والخلود وحب المعرفة.فيجتمعان (عقله وغرائزه) ويسعيان سوية لبقاءه ودفع المخاطر عنه.وتسخير كل ما من شأنه ان يُسبب ديمومة وجوده بنفسه أو غيره من المخلوقات والكائنات الحية في الأرض.
ج)ومن جملة الأسباب الطبيعية ماتناولته يد التشرع الإسلامي.ورتبت عليه جُملة من الآثار وهي: (الصدقة ودفع المال للمتعففين والفقراء وإغاثة الملهوف)حيث تعود عليه بجُملة من المصالح والمنافع..سواء له مباشرة أو من يقوم مقامه(سنتناول هذه الحالة بمنشور لاحق إن شاء الله تعالى).فهي من جهة الإنسان وما يقوم به أسباب طبيعة..ومن جهة فلسفة الأثر ومدخليته في الحفاظ عليه..أشياء غيبية؛كون العقل البشري لا يُدرك رابطة العلية بين السب والمُسبب. بين رابطة العلية للصدقة وسبب تأثيرها في إطالة عمر الإنسان ودفع ما يضره.
إذن هذه الأشياء سوية او مُتفرقة تُساهم في بقاء النوع الإنساني على الكرة الأرضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق