الخميس، 19 يونيو 2014

داعش والقاعدة..هل الأرضية صالحة لبقائها هنا في العراق ؟


 لست متخصصاً في شأن الحركات السلفية والجهادية ..ولست سياسياً..ولكن متابعة بسيطة لتنظيمات السلفية التكفرية وبنيتها النفسية ..مع الأخذ بعين الإعتبار كثرة التجارب لهذه الحركات لبناء موطئ قدم ورقعة جغرافية لبسط الولاية الوهابية ..ثبت انها غير صالحة للبقاء على ارض الواقع .
نستعرض  بعض مبررات عدم ديمومتها في العراق -خاصة-..وعلى شكل النقاط التالية ..
1) تعمل هذه الحركات السلفية من القاعدة وداعش ..على إلغاء الخصوصية القومية والوطنية وتذويبها تحت شعار ديني ..وهذا التنظير البحت لاواقعية له في أغلب بلدان أوربا ..والمتابع للشأن الغربي يرى ذلك بوضوح..
2) بما أنهم – القاعدة وداعش – تصدوا لإدارة المجتمعات التي فتحوها (بالجهاد) ..برزت امامهم مساحات فراغ عملية ..وحين لم يتمكنوا من تجاوزها طرحوا حلول ضيقة الافق ومقيته إلى حد بعيد على مجتمعاتنا لايمكن القبول بها من متدين يجري وفق نسق متبنياتهم الدينية ..حيث قد يقبل في البدء تحت غطاء التعبد الأهوج..ولكن سرعان ما تشمأز النفس إذا لم يجدد مبرر وحكمة  لفلسفة هذا الفعل أو مخالف للمرتكز العرفي للبيئة المنتمي إليها .. والمثال الواضح جهاد المناكحة ..
3)عدم تمكن التيارات الجهادية –عامة- من اعطاء غطاء فكري لتحركاتهم وسلوكياتهم ..اذ ليس لديهم ادوات معرفية ولا موروث يعالج المسألة المستحدثة ؛لأنها افكار وتوجيهات نشأة تحت غطاء ولي الأمر ..وافضل ما كانوا يفعلونه هو تبرير للواقع بكل سيئآته ..وحينما وصلوا الى نهاية القرن العشرين ووجدوا أن نظرية ولي الأمر لايمكن القبول بها ..وهم لايعولون على شيء- كما ذكرنا في بداية النقطة - ..ولم يتمكنوا من بناء وتصور للدولة والمجتمع يمكن أن يقنع الآخرين ..وكأنهم اتفقت كلمتهم على السعي وفق هذا الواقع  للتبريره ..وهل تقبل العقول النيرة والمنفتحة على الواقع بتبرير اجوف وارعن ؟!
4) إن ادوات ومنهج التعامل للتيارات السلفية الجهادية ..او مايسمى بالمناطات التي يُقبلون عليها في بناء منظومتهم الداخلية والتنظيمية ..غيرصالحة في المدن المتحضرة وذات الطابع المدني ..ومن تلك المفردات عدم الإلتفات إلى التخصص ..بينما المهم في هذا العصر هو التخصص في الحقول المعرفية .فالتيارات الجهادية السلفية ضابطة وميزان ومناط تنصيب  القيادة والإدارة من كان  اكثرهم هجرة او قتل للأبرياء ..ومراقبة تنصيب بعض قادة الحركات الجهادية يثبت ذلك .
فهل يقبل اصحاب التخصص الأكاديمي هذا المناط في التوضيف العملي لإدارة الأمور .
5) مما لاشبة فيه ولا شك أن المتابع للحركات الجهادية السلفية .. يرى حقيقة شاخصة ..أنهم يبنون على الإقصاء المتعمد.. ويشكل كل تنظيم الحقيقة المطلقة في بناء منظومته السياسية والعسكرية ..فيتفرع على هذا الإقصاء المتبادل  أنه إذا حل طرف ثاني له منهج مغاير لمنهجه والمختلف معهم يباح دمه !!فإباحة الدم لاتقتصر على من يتهمونهم منذ الأول روافض وكفرة ..كلا بل حتى المشترك معهم في نفس الأُفق السياسي والديني .
هذه العومل مجتمعة أو متفرقة تساهم في الإسراع بتفتيت حلم الهيمنة والسيطرة على بعض الأماكن ذات الطابع المدني المتحضر .نعم في البدأ قد تجد بعض هذه الحركات السلفية الجهادية موطئ قدم بقبول شعبي نتيجة ممارسات خاطئة من بعض الدول او الحكومات او الأشخاص ..لكن سرعان ما يلتجأ العقلاء إلى طرح الإحتمال وترجيح البديل الأفضل لما ذكر في النقاط الخمس المتقدمة .
فهل شهد التاريخ المعاصراقبح واسوء من القاعدة وداعش.. وهذه المسميات التي تقرف السامع ليجعلها بديل عن غيرها !؟

مالكم كيف تحكمون .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق