الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

التقاطع في وجهات النظر ..لماذا؟ السياسة أنموذجاً

يسعى الإنسان في هذه الحياة على أن تكون  جميع مجريات  حياته -والتي يريد أن يتخذ قراراته فيها ليحصل النتيجة المرجوه -على نحو القطع والعلم ؛حتى تكون النتائج خالية من الخطأ والإشتباه فلايفوت فرصة إلى استثمرها ..وهذا غير مُتحصل لديه في الكثير عما يدور من حوله ..فإذا علم وقطع بالمقدمات فالرؤية واضحة لديه كوضوح الشمس في رابعة النهار ..ولكن أنى له ذلك وقد خفي عنه الكثير فلم يعد يلتمس للعلم والقطع طريق ليرتب آثاره ..فماذا يفعل ؟
فلا خيار له إلى أن يلتمس طريقاً آخر ليُسير حياته وإلا توقفت وشُلت  عن الحركة والتقدم ..هوبطبيعته ميال للتكامل وهذا الوقوف والشلل ينافي تكامله فلجأ إلى طريقٍ آخروإن كان لايوفرله القطع بالنتيجة ولكن يساعده على خطوات المسيروديمومة التكامل ..فهذا الطريق الذي التمسه هو الظن والإحتمال والإستظهار فيُعمل حدسه على مقدمات تشوبها الضبابية والعتمة وانعدام الرؤية الواضحة ليصل لنتيجة قد تكون مطابقة لمراداته ومعطيات وتداعيات وقد لاتكون مطابقة للواقع الخارجي المرجو تحصيله.. بل لعل الخطأ والإشتباه فيها يقوده إلى عاقبة لاتحمد مما يرغب فيها..فإن إنكشف خطأ النتائج بعد زوال الضباب ووضوح الرؤية فليس ملوماً على ما استنتجه وتوقعه بناء على ما هيئه من  مقدمات ؛لأنها لاترقى للقطع والعلم .ويخفف عن  ظغط نفسه  من الخطأ إن حصل بأن إنطلاقته كانت وفق المقررات العقلائية في التفكير..
وهذه العملية من التفكير والمبنية على الظن والإحتمال يقع الإختلاف والتقاطع في وجهات النظر والتقيم ؛لأن المقدمات فيها ليست قطعية ..بل حتى لوكانت قطعية عند طرف فهي غير قطعية عند الطرف الآخر لأنها ليست من المسائل الرياضية ..
فالعمل السياسي على سبيل المثال تتبدل المواقف  فيه على حدث واحد ..وهذايكشف لنا بوضوح ما ذكرناه سلفاً..فصانع القرار وعلى مقدمات ومعطيات يريد أن يحقق نتيجة وحدث على أرض الواقع لمكاسب سياسية أو إقتصادية ولكن تتغير وتتبدل المواقف والقررات لوجود معطى دخيل على العملية السياسية لم يؤخذ بعين الإعتبار ..فيمكن أن تدعم دولة حركة ما لظرف يشعر الساسة بنفعيته لهم ولكن تتغير مسيرة الحركة لترتب أضرارعلى الدول الداعم فتنتفي مصلحة الدعم . فالصلحة قد تغيرويتغير معها الموقف السياسي ..

ونحن كمتابعين لايمكن أن نجزم على فرضية مسبقة بأن هذه الدولة كانت تدعم بعض الحركات ولوجه المشابهة نُسري هذا الدعم لحركة اُخرى تتبنى نفس النهج الآيديولوجي . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق