الأربعاء، 27 أغسطس 2014

هل تكلم فقهاء الشيعة اكثر من الانبياء ..ولماذا؟


ادرك العقل أن لهذا الكون خالق ..وهومما تجب طاعته ..وادرك العقل ايضاً ان له اوامر ونواهي..فأوامره ونواهيه يبلغها انبيائه ورسله والأوصياء من بعدهم.
في زمان وجود النبي والرسول (ص) اوحضورالامام المعصوم (ع)لايحتاج الى عناء البحث  لتشخيص ومعرفة الحكم  الشرعي؛ لأنه واضح ينقله النبي او الرسول او الامام المعصوم –بناء على مدرسة اهل البيت ع-..وهذا الحكم الشرعي مطابق للواقع ونفس الامرالمراد من الله تعالى ؛لأنهم يخبرون عن احكام الله الواقعية ولامساحة للإجتهاد هنا ..وهذه عقيدتنا فيهم.
اما في الغيبة الكبرى .. ..فمصادر معرفة الحكم الشرعي هي الكتاب والسنة اما العقل والاجماع فهما كاشفين عن الكتاب والسنة -على نظر اكابر علمائنا- .فحتياجنا الى المتخصصين في معرفة الحكم الشرعي من الكتاب والسنة مما يوافق عمل وذوق وسيرة العقلاء من الرجوع الى اهل الخبرة ..وعلى ما ينقل عن اكابرعلماء مدرسة أهل البيت ان نسبة الاوامر الظاهرية في الشريعة  من كتاب وسنة تبلغ 95%..وهذه الظهورات هي محل الخلاف ويكثرفيها الاجتهاد ..والسبب ان الظهور امر وجداني يختلف عند اهل التخصص من شخص الى آخر.فالفقيه حين يتعامل مع الرواية ليثبت الحجية لها- تعذيراً أوتنجيزاً - ليس تمام  الملاك فيها حمل اللفظ على المعنى الموضوع له أوما يسمى في علم الاصول بالدلالة التصورية اوما يُعبرعنه بالمدلول اللغوي ولايعني بالضرورة أن يكون متطابقاً- المدلول اللغوي - مع المراد الجدي للمتكلم لأنه يعبر - المدلول اللغوي – عن علاقة ناشئة بين اللفظ والمعنى اللغوي ولايعبرعن علاقة بين الوضع والمدلول التصديقي ..
إنما الصحيح أن الحجية مرجعها على وجوب حمل اللفظ على المعنى الظاهر المتعين بلحاظ مجموع نكات الكلام وخصوصياته بما فيها الوضع - حمل اللفظ على المعنى – فالوضع  يكون ملحوظا في ضمن القرائن وتسمى هذه الدلالة بالدلالة الجدية أو المراد الجدي..وكما يعبرعنها السيد الشهيد محمد باقرالصدر(قدس) بالدلالة التصديقية الثانية.
من اجل ما تقدم ولتحصيل الحكم الشرعي من منبعة الاصيل يكثر الكلام والإجتهاد.. فيبحث الفقيه وينقح مجموعة من المسائل من ضمنها تحديد ظهور الدليل اللفظي ومن ثم يبحث عن حجية الظهور  ولكنه كلام أهل تخصص ودراية .فعلى الاخوة غير المتخصصين في هذا المجال والحقل المعرفي أن لاينزلقوا تحت شعارأن الدين لايُحتكر على شخص ..فيكون ماتصوره وادركوه كخبط عشواء ..مما يكون مدعاة للإتهام بالسطحية والتسطح في التفكيرللأسف الشديد ..فلكل مضمار معرفي فارسه وجواده..فحذاري من كبوة الجواد.

فهل هذه تهمة  لفقهاء مدرسة اهل البيت (ع) بأنهم تكلموا في الحلال والحرام اكثر من المبعوثين والرسل؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق