السبت، 15 أغسطس 2015

الإسقاطات النفسية ..قد تُبعد الناقد عن الموضوعية في عملية النقد .

يُعتبرالنقد من معالم ومُحددات هوية المُثقف هذا من جهة ..ومن جهة اُخرى يُمارس فيه عملية التصحيح وتحديد المسار بالتقويم والإرشاد؛لحفظ وتحصين المدرسة التي ينتمي إليها أو الأُمة التي يُدافع عنها ..ويُعتبر النقد الموضوعي في كثير من الأحيان ضرورة إنسانية واخلاقية لحفظ المصالح العامة للأُمم والأفراد .
تنطلق عملية النقد -اي الداعي والباعث والمُحرك - وفي أغلب الأحيان من الشعور بالإمتعاض والإزدراء أو الحقد الشخصي ..فيكون الدافع  لهذه العملية نفسي بحت ..وهذا الدافع بحد ذاته لايُشكل حالة غير طبيعية ومُخالفة لأساسيات الخِلقة والتكوين في حياة الإنسان ..بل هو موافق لطبعه النفسي ويُصنف بالفعل الاإرادي .
ولكن غير الطبيعي في عملية النقد حين يقوم الناقد بإظهاروكشف العملية النقدية من حيز الفعل النفساني والذي قلنا أنه الباعث والمُحرك وهو فعل لا إرادي ..إلى الوجود الخارجي الإرادي بتجسيدها -العملية النقدية-على شكل حفريات وتنقيب الخلل المُراد تقويمه وتصحيح المسار فيه.. إما عن طريق كتابة أو خطابات شفاهية .. هنا وفي هذه المرحلة تكمن الخطورة بأن تأتي الإسقاطات النفسية وحالة الإمتعاض والإزدراء لتحجب القِراءة الموضوعية النقدية فتحرفها عن مسارها العلمي فتكون ذات صبغة عدائية شخصية لا مساحة للتحقيق والتدقيق العلمي ويكون النقد مجرد أداة طيعة بيد الأهواء والمُحفزات الشخصية العدائية الخارجة عن البحث المعرفي والعلمي.
فمقتضى الموضوعية التدقيق والصدق وكذلك تحديد دائرة المساحة التي يروم الناقد إعمال نظره العلمي فيها ..وهذا عامل مُشترك لدى كُل المدارس الفكرية والتي يرجع اليها الناقد  باعتبار مرجعيته العلمية ومحددات هوية المعرفية وإنتماءه الفكري .
ولكن تزداد نقاط الحيطة والحذروالتأمل للناقد والباحث  المُنتمي للمدرسة الإسلامية بخصوصيات أكثر؛وذلك تبعا لمصادره المعرفية والتي شكلت المعالم البارزة لهذه المدرسة ..فينبغي عليه توخي الدقة والموضوعية وتجنب الغيبة والبهتان والكذب ..ومعرفة التكليف في مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق