السبت، 14 فبراير 2015

عيدالحب ,,بين سلوك وفعل العقلاء والشريعة .

الحب غريزة اودعها الله تعالى في اعماق الإنسان ليُديم بها حياة البشر.. وتكتمل به نظرية الإستخلاف في الأرض ..والغرائزوالتي من جملتها الحب ليست إرادية وداخله تحت اختيار الإنسان وفعله .. بل حتى الخالق العظيم بما هو مُشرع للأحكام  ليس من صلاحيته إصدار حكم لهذه الدائرة والمساحة الغريزية ؛لأن موضوع التكليف هوالقدرة ..وقد أدرك العقل استحالة التكليف بغير المقدور..فموضوع التكليف هو الفعل الإختياري والإرادي ..فالحكم من المولى تعالى ينافي حكمته تعالى وهو الحكيم..نعم ما ينشأ منها(الغرائز) ويصدر عن طريق الحواس والأفعال هو داخل تحت الإرادة والفعل..لأن للقلوب رسائل ..فيكون موضوع للتكليف الشرعي.
حركة العقلاء وافعالهم الخارجية مُتفاوته من بلد إلى آخر بل في نفس البلد الواحد يقع الإختلاف في التعبير والسلوك ..ولكن المنشأ للفعل الصادرمن النفس والغريزة واحد ؛لأن النفس والغريزة واحدة.. وإن كان هنالك تفاوت بين البشر من حيث الشدة والضعف لبعض الغرائز ..
نصل إلى نتيجة مفادها وعلى نحو الأختصار..أن هنالك مُشتركات بين الشعوب والأُمم وعيد الحب من تلك المشتركات..نعم وسائل التعبيرقد تختلف بين الأفراد والمُجتمعات ..
فالمُنتمي إلى مدرسة فكرية حري به أن يكون سلوكه وفعله الخارجي موافق لمُتبنيات مدرسته التي حددت معالم هويته المعرفية ..فيرى هل الفعل الخارجي والسلوك الصادر والمُتولد من غريزته يكون موضع قبول وجوازلمصادر المعرفة لمدرسته والشريعة التي ينتمي إليها ؟
وعل فرض الموافقة واصالة الإباحة والجواز هل هنالك عنوان ثانوي حاكم على هذا الأصل فيخرجه من إباحته إلى تكليف آخر؟ فمُحددات الفعل الخارجي والسلوكي للإنسان من صلاحية المُشرع ..

إن مايقع فيه بعض المُصلحين من خطأ هو التركيز على السلوك والفعل الخارجي من دون النظر إلى منشأ الفعل المُراد تقويمه وإصلاحه مما يشكل حالة من النفور للمُتلقي للنُصح والإرشاد ..فهو يشعربوجدانه بوجود دافع نفسي يدفعه لفعل ما .. والذي يُرشد له المُصلح يطالبه بقلع جذر المسألة وهذا القلع ليس من دائرة التشريع !!. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق