الخميس، 8 يناير 2015

حفريات في النصوص الفقهية ,,التعايش السلمي أنموذجاً


الباحث والمُتصيد في التراث الفقهي لمدرسة اهل البيت (ع) يجد الكثير من المفردات الثقافية والفكرية الحديثة في طيات وبحوث العلماء,, وإن لم يفرد لها باب مُستقل بهذا العنوان العصري ..فحقوق الإنسان والتعايش السلمي والتي اصبحت الشغل الشاغل في هذا العصر لما لها من وقع في النفوس نتيجة الممارسات الخاطئة من بعض الأفراد المحسوبين على الدين والشريعة ..وهي منهم بُراء.
سنتناول هنا مفردة على صغرها ولكن ما يترتب عليها شيء في غاية الأهمية ,,حيث ذكراالمحقق الحلي (رحمه الله )المتوفى676ه  كتابه الفقهي شرائع الإسلام ,,أنه قال:(وتضمن –الخمر-إذا غصبت من ذمي ,متستراً,ولوغصبها المسلم .وكذا الخنزير.)ص205ج4.
وذهب الشيخ محمد حسن النجفي المتوفى سنة 1266ه في كتابه جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام مُعلقاًعلى الرأي المُتقدم للمُحقق الحلي:(بإجماع الفرقة وأخبارها في محكي الخلاف بل قيل :إن الإجماع أيضاً ظاهرالمبسوط والسرائر والتذكرة)ص44ج37.
فالخمروالخنزير لامالية لهما في مدرسة اهل البيت (ع)..ولكن لوغصب المسلم الخمر والخنزير من الذمي وكان متستراً في شربه واكله لهما ..وقام المسلم بإتلافهما يجب عليه أن يدفع قيمتهما الى المُستحل لهما.. لواراد العوض والتغريم ..
فالعلامة لايتبنا نظرية نسبية الحقيقة والمعرفة ..إنما هي صورة مشرقة من صور التعايش السلمي..فامتلاك الحقيقة لايُلازم إلغاء خصوصيات الآخر,, وإن كانت خصوصيات الآخرلاقيمة لها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق