السبت، 1 أغسطس 2015

معرفة الحقيقة ..هل يستلزم البوح بها على كل حال ؟

يسعى الإنسان لمعرفة الحقيقة  والواقع  في كل مفردة من مفردات حياته الشخصية ليُرتب عليها مساره خوفاً من الوقوع في الخطأ مستقبلاً..فيستخدم كل الوسائل والسبل للوصول إليها ..وهذه المعرفة والإدراك للحقيقة وواقع الأمور له جنبة شخصية بحياته لا يشاركه احد فيها والأخرى تترتب على طبيعته كإنسان إجتماعي تتقوم حياته بالتواصل والإنفتاح مع ابناء نوعه الإنساني فقتضت الضرورة أن يُشارك غيره في بناء نفسه ووجوده ..
إذن ما يسعى للحصول عليه من الحقائق له ربط وعلقة بغيره وإن كان له مدخليه في حياته الشخصيه ..
السؤال :معرفة الحقيقة ..هل يستلزم البوح بها على كل حال ؟
لمعرفة الجواب ينبغي أن نعرف ونعلم أن البحث عن المعرفة والحقيقة لغرض إدراكها وتصورها اولاً له أدواته الخاصه فالميزان والمعيار والموضوعية في كشف الحقيقة وادراكها ,يُخالف ويفترق  من ابرازها والبوح بها لأن الثاني -كشف الحقيقة والبوح بها-الميزان والمعيار والموضوعية فيها هو الحكمة من الآثار والسلوكيات وردود الفعل ..قد تكون حقيقة تم إدراكها بأدواتها الموضوعية ولكن نقلها وكشفها لا يُرتب أثرها المبتغى منها.. هذا إذا لم تتحقق الغاية من الهدف السامي في هدفية الحياة وتقوية الأواصر وشد وربط العلاقات الإجتماعية فيما بين الناس .
وإطلالة على مصادر التشريع الإسلامي يُشاهد هذه الحقيقة واضحة وجلية ..فهدف المُشرع والمُقنن من إبراز الخطاب بالإضافة لعملية التقنين يلحظ المُشرع الحكمة من ذلك حيث هدفه تقريب الناس إليه عز اسمه ليستشعروا ويعرفوا عطفه ورحمته وكرمه ..علما أن الأحكام الشرعية مبنية على نظرية أنها تابعة للمصالح والمفاسد ..فالمُشرع يعلم من أول الأمر أن هذا الفعل والسلوك قبيح ومحرم ولكن لمصلحة ما اقتضت الحكمة التأخير والتبلغ بها بالحرمة والمنع من فعلها ..ويشير في بعض الأحيان إلا بعض الأضرار المُترتبة عليها ليخلق أُنس بعملية الإبتعاد ..هذا حال خالقنا وصاحب الفضل في وجودنا ومن له العبودية والتسليم والخضوع .
اما ينبغي أن يتشبه الإنسان بخالقه العظيم ..
فإدراك الحقيقة ومعرفة بعض التفاصيل لمن نتعايش معهم لايستلزم بالضرورة الكشف عنها لهم.. لربما يُسبب لهم أذى نفسي أو هجران وابتعاد عن تفاعلهم معنا ..وهذا ما يُخالف مُتبنيات طبيعة الإنسان أن يكون مُنفتح على ابناء جنسه ونوعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق