الجمعة، 7 أغسطس 2015

هل إستغلال الواقع والتفاعل الجماهيري من البعض ..مُنسجم من الناحية النفسية وليس بالأمر المُستغرب؟

يتمعن الإنسان بدراسة مجريات ما يدور من حوله من ظواهروسلوكيات لغرض المعرفة والعلم أوالإستفادة في التطبيق بمُحاكاة غيره من أبناء نوعه ..
هل تعتبرعملية التلون السلوكي والفعل الخارجي من قِبل البعض وهم يحاولون الإنتفاع من مُجريات العملية التصحيحية أو التغيرية لردود الفعل الجماهيري على حدثٍ ما مُتخذين من  المظهر الجماهيرلونهم المفضل ..غير مُنسجم مع البُنية النفسية للبشرفيعتبر أمر طارئ ؟
لدى أبناء البشر خصوصيات منها إستثمار الوقائع والظروف لتحقيق مُبتغى وداعي في نفسه أو ما يسمى بالنوايا والسرائر ..يحاول قدر الإمكان إستثمارها بشتى الوسائل والطرق وقد يركب موجة الوضع الراهن لهذه الغايات والمقاصد فيتلون بطبيعة السلوك البشري والجماهيري .
من الناحية النفسية والعلمية هذه الظاهرة ليست مُستغربة في حد ذاتها ؛لأنها تنسجم مع البُنية النفسية للإنسان .. فطبيعته التكوينية تقتضي إستغلال الظرف والفرصة والعمل على إستثمارها .. وقد يُخفي تلك المقاصد لفترةٍ ما لحين الهيمنة والإستحكام ..هذا من ناحية المفهوم والوجود الغريزي في أعماق جبلة الإنسان وتكوينه .. ولكن الخطر الحقيقي والمُشكلة تكمن في المصداق الخارجي للدواعي والمقاصد النفسية وكيفية توضيفها .. وما فعلته بعض التنظيمات والأحزاب السياسية وعلى إختلاف مرجعياتهم الفكرية والهوية الإنتسابية بتمريرمخططاتهم على الشعب أو الأُمة في مرحلة وظرف أو زمان ما ..تناغمة هذه الأحزاب من حيث الخطاب مع مُرادات الجماهير الغاضبة ولكن بعد مضي فترة تبين أنهم غير صادقين في التطبيق والسلوك والعمل الخارجي.
 فبعد معرفة أن ركوب الموجة من بعض اصحاب النوايا والدواعي باستغلال المد والحركة الجماهيرية ليس بشيء مُستغرب كون المنشأ والدافع نفسي..
فما هي الأدوات التي بموجبها يمكن معرفة النوايا والدواعي التطبيقية لهذه الخصوصية قبل فوات الأوان واستغلال الناس والجماهير والركوب على اكتافهم  لتحقيق هدف غير هدفهم الذين يسعون لتحقيقه؟

من جملة الأدوات ..الإستفادة من التجربة السابقة فلا يقتصر الوعي على بناء قناعة أو تصوروإدراك والذي يتبعه إتخاذ قرار على التكرار التجريبي والسلوك الخارجي لمجريات الأحداث ..بل قد تُنتج المُشاهدة والتجربة الواحدة بالتأمُل والتدقيق من صنع عقل تحليلي يمكنه الإستفادة من أدوات التعميم والتسرية على الرغم من إختلاف المشهد والصورة أو الزمان والمكان؛وذلك بسبب أن الدواعي والنوايا منشأها عند الإنسان واحد ألا وهو النفس ..وإن اختلفت في الغايات والسُبل والطرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق