الأحد، 23 فبراير 2020

(القضايا غير المألوفة..مدعاة للإستغراب).


ونحن نعيش ذكرى الولادة الميمونة للرسول الخاتم (ص)نُسلط الضوء على سمة بشرية تناولها القرآن الكريم كإشارة عابرة في ضمن خطاباته للمعصومين من الأنبياء و الأولياء.
يعتاد الإنسان على جملة من القضايا والأفكار.. فقبول بعض منها اثناء عرضها وطرحها بالأدلة العلمية لا يستلزم بالضرورة الإستغراب؛ انما توضع في حيز الفرضية التي يمكن أن ينالها الخروج في فترة ما..وتكون نظرية قابلة للعمل بها.انما الكلام فيما لا يوافق الطبيعة البشرية؛فقبول اي حدث وقضية ليست مألوفة وفق النظام الطبيعي للحياة بدون دليل واضح وقطعي ومتين عليها..يُعتبر خروج عن العقل والعقلانية.وهذه النزعة من التساؤل والإستغراب في القضايا غير المألوفة وفق النسق العام للحياة والكون لا تُختصرفي فئة من الناس دون الآخرى.بل التساؤل والإستفهام والإستنكار يشمل حتى الأنبياء والمعصومين والأولياء..مع علمهم المُسبق كون ألمُخاطب لهم هو الله تعالى؛ والسبب كون بِنية الإنسان وما اودعه الله تعالى فيه تقتضي هذه الحالة من الإستفاهم أو الإستنكار مالم يكون هنالك دليل قوي في رفع الشك واثبات اليقين بالدعوى المطروحة.
وقد تناول القران الكريم هذه النزعة لدى الإنسان بمجموعة من الآيات الشريفة وكونها ظاهرة بشرية ومن الغرائز التي جُبل عليها؛ والحكمة منها التريث من قبول اي ادعاء مخالف للمُرتكزات البشرية في قبول الأفكار والدعاوى.
ومن الايات الكريمة.. ما بُشر به زكريا (ع) بالولد ..وكان رده الطبيعي والذي يوافق نزعته كأحد انواع الجنس البشري : (أنى يكونُ لىِ غُلامٌ وكانتِ امرأتىِ عاقراً وقد بلغتُ مِن الكِبرِ عتيا).مريم ٨.
وما نقله لنا القران الكريم ايضا من إخبار السيدة مريم (ع )من انها سيكون لها ولد من غير اب.. وهي تعلم في هذا الحظة من الإخِبار ان الرسول لها هو مَلك مُرسل من قِبل الله تعالى.. حيث قالت: (أنى يكون لىِ غُلامٌ ولمْ يمسسني بشرٌ ولم أكُ بغيا).مريم ٢٠.
والمُتابع لما يأتي من الآيات الكريمة التي تليها يجد عدم وجود ذم او إشارة على التعنيف من الله تعالى لهم..ويُفهم منه: أن استنكارهم هذا لما هو غير مألوف..لا يُشكل خروج عن الطاعة وعدم الإمتثال للخالق العظيم.
والدرس المُستوحى من هذا الخطاب هو:أن نكون بمُنتهى الوعي والعقلانية في قبول او رفض الأفكار..وإن ساقها لنا وطرحها من نعتقد بسمو شخصيته العلمية والأخلاقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق